أقلام حرة

نحتفل بجيش صدام ام بجيش العراق

لو دققنا في مسيرة الجيش منذ تأسيسه 1921 حتى هروبه وزواله في عام 2003 لاتضح لنا بصورة واضحة وجلية انه جيش طائفي مناطقي كان مقتصر على طائفة واحدة بل على عشائر محددة ومناطق معينة في حين كان الاغلبية المطلقة من العراقيين كان لا يحق لهم الانتماء اليه كقادة وضباط نعم يحق لهم الانتماء اليه كعبيد كخدم لانهم مشكوك في اخلاصهم ووطنيتهم وكان ينظر اليهم كمواطنين من الدرجة العاشرة واذا سمح لبعض العناصر من ابناء المناطق الشيعة لاسباب خاصة اما لانهم غيروا مناطق تجنيدهم او القابهم وعشائرهم مثلا الغراوي الى العزاوي الى القيسي وبعضهم غيروا مذاهبهم او لعلاقات خاصة وهؤلاء لا يمثلون اي شي ولهم حدود معينة لا يمكن تجاوزهم فمثلا لا تجد منهم رئيس اركان الجيش قائد فيلق قائد فرقة وزير دفاع في كل هذه الفترة فكان مجرد وصول الشيعي الى رتبة عميد يحال على التقاعد بل كان هناك اعتراضات على تعيين محافظ شيعي

فعدم السماح للشيعة في الكليات العسكرية نهج واسلوب كان مطبق في زمن الدولة العثمانية واستمر هذا النهج في الحكومة العراقية التي تشكلت بعد تحرير العراق من الاحتلال العثماني وحتى هزيمته ومن ثم حله

يقول السياسي المعروف كامل الجادرجي

كانت الطائفة الشيعية في زمن الدولة العثمانية ينظر اليها كأقلية رغم ان عددها اكثر من ثلاثة ارباع سكان العراق كيف تكون اقلية ولم يفسح لها المجال في العمل في اي ناحية من نواحي الحياة فمثلا انها كانت اي الطائفة الشيعية لا يقبل لها اي تلميذ في المدرسة الحربية ولا يقبل اي فرد من الشيعة في وظائف الدولة وكانت الدولة لا تعتبر الشيعة جزا من الدولة بل كانت تنظر اليهم كعدو وتتعامل معهم وفق هذه النظرة

وهذه السياسة الطائفية استمرت ضد الشيعة وابعادهم عن الكلية العسكرية باي طريقة من الطرق فلم يسمحوا لاي شيعي بالدخول الى الكلية العسكرية حتى بعد زوال الاحتلال العثماني وتكوين الدولة العراقية وتأسيس ما سموه بالجيش العراقي

المعروف بعد ثورة 14 تموز 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم رغم انه سني حاول ان يفتح المجال لبعض الشيعة الدخول الى الكلية العسكرية فثارت ثائرة الطائفين من كل الالوان ضد عبد الكريم قاسم فاتخذت الاجراءات ضد هذا الخطأ الذي ارتكبته اللجنة المشرفة على اختيار عناصر الكلية العسكرية واتهموا اعضاء اللجنة بالمغفلين والا كيف يسمحوا لعبد الكريم قاسم ومن امثاله الانتماء الى الكلية العسكرية

وبالتالي اطاحوا بحكومة عبد الكريم قاسم وعاد العراق الى سلطة ال عثمان في 8 شباط عام 1963 واعتبروا الشيعة مواطنين من الدرجة العاشرة عبيد وخدم اسرى   من جنوب افريقيا وامريكا اللاتينية بعد غزوهم لها بل ان الطاغية المقبور صدام وصفهم بصفات خسيسة مثلا انهم لا شرف لهم ولا كرامة يزنون بمحارمهم ونسائهم عاهرات

في احدى الدورات العسكرية في الكلية العسكرية التي عددها 36 طالبا كان 30 طالب من ابناء السنة 16 منهم من ابناء الموصل و14 منهم من ابناء الانبار في حين ستة من بقية المناطق العراقية

وبعد الاطاحة بحكم عبد الكريم قاسم في8 شباط الاسود بدأت في العراق مرحلة ظلامية طائفية وحشية لا مثيل لها في كل تاريخه لم تنته الا في عام 2003 حيث عاد العراق الى اهله وعادت الامور الى نصابها   حيث ارتكز الهرم على القاعدة بعد ان كان مرتكز على رأسه

فعودة الامور الى نصابها يعني بناء دولة حقة بناء جيش عراقي يمثل كل العراقيين يحل محل الجيش الطائفي الصدامي فثارت ثائرة الطائفين والمجرمين واعلنوا الحرب على العراقيين اما عودة جيش صدام خدم صدام او نذبحكم ايها العراقيين الصفوين المحتلين

لكن العراقيون رفضوا وتحدوا وقالوا اذبحوا دمروا ما يحلوا لكم لم ولن يعود جيش وعبيد صدام وكل من بايع صدام على انه عبد قن

نعود الى جيش صدام لنثبت انه جيش في خدمة صدام وزمرته ولا يملك اي روح وطنية مهنية عراقية نعم هناك مجموعة من الضباط يملكون هذه الروح لكن هؤلاء معزولين مبعدين مراقبين تحوم حولهم الشبهات لا حول لهم ولا قوة

فكل حروب صدام هي حروب ضد الشعب العراقي اينما كانت تلك الحروب التي يشعلها ويأمر بخلقها حتى لو كانت في فلسطين في مصر فانه يستخدمها وسيلة لذبح العراقيين وهتك حرماتهم ومبررا لتجويعهم وذلهم وقهرهم وحتى تشريدهم وسجنهم

فحربه ضد المسلمين في ايران في قادسية العار كانت تستهدف تدمير العراق وذبح العراقيين وما قتل هو بيده بحجج الخيانة اضعاف ما قتلوا في الحرب

وحربه في ام المهازل عودة الفرع الى الاصل اعادة العراقيين الى القرون الوسطى في الوقت نفسه نرى اولاده وازلامه يعيشون حياة مرفهة منعمة فاقت رفاهية خلفاء بني امية وبني العباس

وحتى الحرب الاخيرة ضد العالم كله والتي قبرته وقبرت جيشه الى الابد ام الحواسم لم نشاهد جنرال ولا قائد في جيش صدام تحدى وقال ياعالم يا امم متحدة صدام انتهى وانا امثل العراقيين   وقفوا القتال ودعونا نتفاوض ولو فرضنا انهم لا قدرة لهم عندما كان صدام في بغداد لكن بعد هروب صدام من بغداد كان بأمكانهم القدرة على ذلك خاصة القادة والضباط في الموصل في تكريت في الانبار فكانت هناك قوة كبيرة ومدربة تدريبا عسكريا ممتازا وتملك اسلحة متطورة لو كانوا يملكون روح وطنية وكرامة انسانية لكنهم لا يملكون لان شبح صدام يطاردهم حتى بعد اعدامه

الحالة الثانية التي تدلل على ان الجيش هو جيش صدام وليس جيش العراق تحدث الفريق الاول الركن وعد الحمداني من فضائية البغدادية وهذا الجنرال من قادة صدام الكبار والمقربين منه قائلا

الدبابات الامريكية بدأت تقترب من ابواب بغداد فدعا السيد صدام القيادة العسكرية الى الاجتماع وفعلا اجتمعنا جميعا فبادرنا السيد صدام بقوله لا تهتموا ولا تقلقوا من هذه الدبابات فكلها زائلة ومتلاشية فلا يهمكم امرها وليست مهمتكم الان مواجهتها فمهمتكم الان هي ان تضعوا لي خطة لتحرير فلسطين

فرد عليه مقدم البرنامج باستغراب كيف يقول ذلك وما ردكم

فرد السيد الفريق الاول الحمداني ما معناه من يملك الجرأة على ذلك

فهل هذا جيش عراقي والله حتى لو عبيد رق ملك يمين جواري اماء لردوا وقالوا كيف نضع خطة لتحرير فلسطين والدبابات الامريكية تحاصرنا من كل مكان والطائرات الامريكية تقصفنا في كل مكان

نعم نريد جيش عراقي يحمي العراق والعراقيين لا علاقة له بالسياسة ولا السياسين مهمته حماية القانون والدستور حماية ارادة الشعب من اي تجاوز او انتهاك لا ينتخب احد ولا يرشح احد

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم