أقلام حرة

إذا نطق الحمار

watheq aljabiriحسن الكلام والإيثار والتضحية ودماثة الخلق، أفعال ليس لها قواعد ثابتة، وإنما ترفع من قدر الإنسان وتفرقه عن مخلوقات لا تملك العقل، وبدون عقله وصف بمشابهتها أو أسوأ منها، "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ".

بعضهم يحق نعته (إذا صمت جدار وإذا نطق حمار).

يقال دائماً ان الجانب الثقافي يعكس الجانب الإخلاقي، وأن كانت مشوهة فهي لا ثقافة ولا علم؛ بل فنون من الإنحراف والخداع بسلاطة اللسان وإستخدام مفردات؛ لتمرير مشاريع خطيرة تمزق المجتمع، ولا تختلف عن صناعة المتفجرات، لذلك قيل لكل مقام مقال وحدود تصرف تعكس الجانب الأخلاقي.

أراد بعض الأشخاص الخروج من صفات القباحة، فذهب الى الشهرة بالتصرفات المعيبة، كفعل أحد الرؤوساء عندما دخل بحذاءه على سطح بناية أحد الأضرحة المقدسة، فما كان من احد القائمين إلاّ سؤاله، هل سمعت بقصة الحمار، وروى له: أن حمار أصابه الغرور لإعتقاده أن صاحب الفضل على صاحبه، فهو من يحمله وينقل بضائعه، لذلك أشترط أن لا يأكل سوى المأكولات الخضراء.

فكر صاحب الحمار كثيراً وقد علمه على الفضلات وما يجده دون ثمن، فوجد أن يلبسه نظارات خضراء، وما أن لبسها الحمار، حتى أصيب بالسرور وصار يرى كل ما حوله وما تحت قديميه اخضر، وقام بأكل فضلات الإنسان والحيوان والنفايات المكدسة، وأصبح لا يكل ولا يمل من الخدمة المجانية؟!

إستحمر الرئيس عند سماعه الكلام بعض الوقت، وعرف أنه أرتكب خطأ ولكنه أصر ولم يتراجع حتى لا يوصف بالتحجر، أو أنه كالحمار عندما يقف في منتصف الطريق ويعطل أعمال الناس ويعرض نفسه للخطر، ويطلق أصوات مزعجة من أنكر الأصوات؟!

الأفعال الإجرامية لها علاقة وثيقة بالإعلام، ونتائجها أشد ضراوة من إنفعال الوحوش، التي تنتهي بإشباع غزائزها.

الإعلام أهم ادوات الإرهاب المنحرف، وقد أغاضهم تقارب العراق مع العالم لمحاربة الإنحطاط، وتبادل العلاقات بين العراق ومصر، الذي مثل إنتصار صوت الإعتدال، بين أهم قطبي العالم الإسلامي والعربي المتمثل بالنجف الأشرف والأزهر الشريف، وقد إرتدى إعلاميا عيون حمار، وفي الشعوب فرق كبير بين أبناءها ومن يحملون مسمياتها، وفرق بين عكاشة هذا، وأسامة أنور عكاشة، ولأول مرة نعرف أن بعض الحمير تعمل مع داعش؟! وتعيش على القمامة والمخلفات.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم