أقلام حرة

الإتفاق والنفاق

watheq aljabiriيصر بعض الساسة على تمادي المتاجرة بمصير البلد ومقدراته؟! ويُخضع كل القضايا المصيرية للمزايدات الإعلامية، ويسوق نفسه بالتصريحات اللامسؤولة، التي كلفت البلد ضياع بوصلته الوطنية، وطمر نقطة الإلتقاء بين القوى السياسية والمجتمعية.

من غرائب التصريحات، أنه ما يزال بعضهم يصرعلى جعل من نفسه محامياً للطائفة، ويأخذ تكاليف أتعاب مقدماً، وأكثر من ناتج القضية.

يعيش العراق منذ سنوات حرب تشعلها التصريحات، التي فسحت المجال للإرهاب والفساد، لممارسة دورهما الإجرامي بحق المجتمع، وينقل عن أروقة السياسة صور مقلوبة تناسب نزعاته؛ وكـأن الديموقراطية سباب وصراع على مغانم تفتحها النداءات الطائفية؟

المنطق أن يبدأ الإنسان بنفسه، وتكون أقواله مشابهة لأفعاله، بدواعي مخلصة وحريصة على البلاد، لا أن تدفع الوعي المجتمعي الى هاوية الإنهزام الإنتمائي، ويفقد الثقة بالطبقة السياسية، ويعيش حالة من اليأس والإحباط، وظهره مكشوف أمام العدو.

مايدعو للسخرية التكهن بمستقبل مجهول ونسيان ماضي أسود، وعدم المقدرة على إجادة الحديث سوى بنظرية المؤامرة، التي أكلها الدهر وشرب بعدها سبع أقداح ماء، وعدم الإنطلاق من واقع يخوض فيه العراق أشرس الحروب ضد الإرهاب والفساد، والحديث يطول عن الحماقان، ومختصرها: أن بعضهم يصر على البكاء على المدن المحرومة التي كان يمنع صلاحياتها ويستزف طاقات شبابها، ويدعي التقشف يشمل الجنوب ولا يعني كردستان؟!

أضطر العراق نتيجة السياسات التسلطية؛ على إعتماد النفط مصدر أساس للثروة، وتراكم مخلفات أخطاءها؛ هي من أوقعه في فخ التلاعب بأسعار النفط، ولكن الإنتاج اليوم يحطم رقم قياسي، في تاريخ العراق لتلافي العجز المالي، وإدرجت في تفاصيل الموازنة؛ ما تم الإتفاق بين المركز والإقليم، ويعني تصدير 300 ألف برميل من كركوك و250 ألف من كردستان، عن طريق شركة سومو الوطنية، خلال إنبوب جيهان التركي، ويأخذ الإقليم 100 ألف برميل يومياً من صادراته فقط.

إقليم كردستان وحسب الإتفاقات السياسية السابقة حصته 17% من الموازنة، واليوم، الموازنة إنخفضت عن سابقاتها، وإنخفض سعر البرميل الذي يحسب من حصته، وبذلك سوف تنخفض نسبة حصته 17% من جانبين: تقليل الموازنة وإنخفاض أسعار النفط.

حينما يعتبر المسؤول أن الوطن بيتاً، فلا يبالي أن كانت غرفة أخيه الأصغر مساوية لغرفته، ولا يعتبر الأموال التي صرفها لشراء دواء تجاوز على جيبه.

من الحماقة تصديق من يدعي الحرص على المسؤولية وهو كان يسرقها أيام تسنمه هرمها، ومن المخزي أن يدعي التأمر عليه، وهو يتآمر على وحدة وطن، ومن المعيب أن يتفق العالم على ردع الإرهاب والفساد، وبعضهم ما يزال يدافع عنه، وأن تؤيد معظم القوى الوطنية الإتفاقات السياسية، وهم يصرون على تمزيقها، مثلما تمزقت ثلث خارطة الوطن تحت أقدام الإرهاب؟! وقادتنا السياسة الحمقاء على إعتقاد بعضنا، أن الفقر سببه قيام بعض مناطق العراق إنفاق كل حصتها، بينما يكبل الأغلبية بقيود؛ لحسابات شخصية؟!

 

واثق الجابري


 

في المثقف اليوم