أقلام حرة

حزب الدعوة ومأزق الانقسام الداخلي

jaffar almezeherيشكو حزب الدعوة منذ أواخر الستينيات خللا تنظيميا، ولا يريد أن يشفى منه مطلقا، فمنذ إنشقاق سامي البدري 1969 ومعه كثير من حزبيي الكرادة، وتأسيسهم حركة جند الإمام، ومرورا بحركة الدعوة لعز الدين سليم، وحزب كوادر الدعوة، وحزب الدعوة ولاية الفقيه، وحزب الدعوة تنظيم العراق، ومجموعة الجعفري وما تخلل كل هذه الانشقاقات من حباشات انشقاقية صغيرة هنا وهناك. هذا كله، يكشف عن حقيقة ترسخت في وعيي وضميري وهي أن لا حزب إسلامي يصلح أن يقود مجمتع، لأن الشخصية الإسلامية 'الحزبية' شخصية دنيئة ومركبة تظهر الورع لكنها تبطن كل الرواسب السيئة للشخصية المشرقية، والتي تتجسد في حب ذاتها بشكل نرجسي لا مثيل له في كل هذا الكون. إن الوضوح والعيش على المكشوف يساعد الإنسان في أن يصحح من مساراته الذاتية والمجتمعية، والإسلاميون لا يستطيعون أن يعيشوا إلا في الظلام؛ لأن بضاعتهم الحزبية عنوانها ومحركها التقوى وهم لا يملكون منها شلوا بسيطا، ولهذا يظهرون الورع في العلن ويمارسون الدناءات في الظلام.

كل الانشقاقات التي حصلت بالدعوة هي نتيجة مؤامرات داخلية ناتجة عن خلل رؤيوي في المفاهيم التنظيمية ومحركاتها العملية التي تجسدت في المكاتب والمفاصل القيادية لهذا الحزب، فكل مكتب من مكاتب القيادة الحزبية يخلق خطوطه الفئوية داخل القواعد لتكون له رصيدا 'عشائريا' في أي نزاع داخل هرميات القيادات المتعددة، فكل هذه الأطراف أو ما يسمى بالخطوط الحزبية تتآمر على بعضها البعض داخليا، والقواعد الخاوية في كل هذا الصراع لا يتعدى دورها إلا بالونا يحلق به هؤلاء القادة الأقوياء في عالم مصالحهم الشخصية.

ولهذا ترقبوا إعلانا قريبا - أصبح بحيز الوجود- لإنشقاق جديد في حزب الدعوة.

ملاحظة: أرجو أن لا يتصور البعض أن الإمارات الدينية كـ إمارة آل الحكيم، أو إمارة آل الصدر.. أقل دنائة من حزب الدعوة، لكن تبقى هذه الإمارات هي غير غشاشة، فهي تطالب من ينضم إليها أن يكون مواليا بالمطلق لأُسر هذه الإمارات ولطموحاتها السياسية والدينية، وفي الغالب أن من ينتمون لهذه الإمارات العائلية يكونون من محدودي الذهن، ولا يعرفون من الإنتماء الحزبي إلا شكله العائلي التبعي، و هناك فئة تنتمي لهذه الإمارات العائلية لتحقق مصالحها الشخصية. وعليه ليس في الإسلاميين واحد أحسن من واحد.

في المثقف اليوم