أقلام حرة

حروب تدرج ضمن اتفاق ايران النووي

MM80الاتفاق النووي الايراني سيدخل موسوعة غينيس كاطول محادثات في التاريخ بخصوص موضوع واحد وهو منع ايران من تخصيب اليورانيوم، هذا هو محور المناقشات، ايران تصنع نووي وامريكا ترفض ذلك، ايران تقول انها تستخدمه استخدام سلمي وامريكا لا تصدق ذلك، ايران تريد ايقاف نسبة معينة من التخصيب وامريكا تريد غير ذلك، وجميعها هل مثل هذه الامور يصعب الاتفاق عليها ؟

ولكن حقيقة النقاشات ليست ما يخص اليورانيوم ومهما تحدث العدو الصهيوني والدولة الوهابية عن ذلك، بل امورا اخرى فالفكر الشيعي هو نووي اخطر من سلاح امريكا النووي، وللحد من ايقاف هذا السلاح بدات المناقشات تتضمن نقاطا مستجدة افتعلتها امريكا ومن بمعيتها في المنطقة، فالاتفاق النووي الامريكي يكون حاضرا معه ما يجري في العراق والحكومة الشيعية وطالما ان الاطراف لم تصل الى نتيجة ادخلت ورقة سوريا، فالنقاشات تكون التنازلات مثلا بقاء الاسد وايقاف التخصيب او تغيير الاسد وزيادة التخصيب، وجاءت ورقة البحرين ولبنان وهكذا، وبسبب ثبات موقف ايران واعتراف اوباما بانه على مدى عشرين سنة من الحصار على ايران لم يات بنتيجة فلابد لهم من اقحام اوراق خبيثة جديدة فكانت حرب اليمن، السعودية دخلت حرب اليمن لهدف اكبر واخر اصغر، لتقول لامريكا امنعوا ايران من التمدد مقابل وقف الاعتداء على اليمن، والاصغر ان الحوثيين ليسوا عملاء للوهابية وميولهم لايران فكريا اكثر من الوهابية، والان ضمن نقاشات النووي هو الوضع في اليمن .

ولا تتورع السعودية من افتعال ازمة عربية اخرى بمشاركة العدو الصهيوني لانهما الوحيدان اللذان يعارضان الاتفاق مع ايران، امريكا لا تبال ان اتفقت او لا تتفق فهي تبع مصالحها ولا يؤثر عليها لا العدو الصهيوني ولا الوهابية بل يؤثر عليها مصالحها.

لو ارادت ايران فصل محادثات النووي ضمن اطارها الحقيقي فانهم لا يستطيعون التشبث باي ورقة للضغط على ايران ولكنهم افتعلوا الازمات والحروب والعمليات الارهابية وكل من له علاقة بايران بغية مساومتها على ذلك، فليس مثلا محكمة الحريري محكمة بالمعنى الصحيح من اجل اظهار الحقائق ومعرفة القاتل بل انهم يعلمون من هو؟ ومن هي الجهة الراعية للانفجار؟ ولكنهم اتخذوها ورقة في حواراتهم السياسية مع ايران وحزب الله، والا قسما بالذي رفع السماء من غير عمد لو كان عند السعودية واتباعها في العملية السياسية اللبنانية قشة صغيرة تدين شخص يؤيد وليس من حزب الله لثاروا وثارت معهم وسائلهم الاعلامية الا انهم يهرجون لتحقيق اهداف اخرى غير المعلنة .

ان كان الخطر الايراني يكمن في حصولها عل النووي فهل باكستان محل ثقة بما لديها من نووي؟ هذا اذا علمنا ان لحكومة باكستان مواقف طالبانية او بالاحرى انها عرضة لكثير من الهجمات الطالبانية فمن يضمن ان كانت كما تدعي امريكا ان طالبان حركة ارهابية ولا علاقة لامريكا في تاسيسها من يضمن عدم سيطرة او حصول طالبان باكستان على النووي؟ فان حصلت عليه يعني ان الوهابية في السعودية حصلت عليه.

حقيقة الاوراق التفاوضية مع ايران ليست النووي بل العراق وسوريا ولبنان واخيرها اليمن، ومهما تكن النتائج فامريكا وفرخها العدو الصهيوني هما الرابح من هذه الازمة

في المثقف اليوم