أقلام حرة

الكرادة منزوعة السلاح ... بدون تعليق

MM80من بين الامتيازات التي تجعل من الانسان ذو شخصية محترمة ولها مكانتها في المجتمع هي التي تعي ماتقول، وتلتزم بما تقول، ولا تخالف ما تقول، ولاتتراجع عن ما تقول، وعليه فالانسان يجب ان يراعي الظروف المحيطة به وان يدرس ما سيقبل عليه من التزام عندما يعد الاخرين بانه سيفعل كذا وكذا، وبخلاف ذلك للاسف تصبح شخصيته محل استهجان واستصغار الاخرين ولا يؤخذ بوعوده مستقبلا، قد تكون الظروف اقوى ممن واعد الناس ومثل هذه الظروف استثنائية، ولكن في العراق لا وجود للاستثنائية فكل ما لم نتوقعه وشاهدناه في الافلام الامريكية (الاكشن) نفذ وبمشاهد حية على ارض الواقع وبدماء العراقيين .

تذكرون عندما امر السيد رئيس الوزراء بان تكون الكرادة منطقة منزوعة السلاح اثر اختطاف مسؤول فيها، وقد رددت وهللت وسائل الاعلام لهذا الامر وبدات المقالات الخيالية والانشائية وبكلمات شعرية تتحدث عن المدينة الفاضلة وما ستكون عليه الكرادة بعد تنفيذ الامر، بل اضيفت مناطق اخرى للكرادة لكي تكون منزوعة السلاح وكان الامر نفذ بالكرادة ونجح وبداوا تنفيذه في مناطق اخرى .

اليوم نسمع عن تفجيرات في الكرادة وبالامس كذلك لنقف حيارى امام امر نزع السلاح ولكن العراقيين يعذرون الدكتور حيدر العبادي ويعاتبونه لانه قال منزوعة السلاح ولم يقل منزوعة التفجيرات .

ستشير اصابع الاتهام الى نازحي الرمادي بان الارهابيين دخلوا مع النازحين، وهذا امر متوقع لان اداء الاجهزة الحكومية والاستخباراتية ضعيف وليست بالمهنية المطلوبة، ولا ذنب للنازحين الا الذين تواطؤا مع الارهابيين، ولان الحكومة تعجز عن معرفتهم لهذا كانت الضحية الكرادة المنزوعة السلاح!!!!

بعد مرور اثنى عشرة سنة ورجال الساسة في العراق لم يكتسبوا الخبرة الكافية للتعامل مع الازمات الارهابية والسياسية بل زادوا في تخبطهم لتزداد الازمات، ولو اراد مواطن عراقي ان يمزح وسط سوق شعبي مزدحم فيقول عبوة ناسفة، ماذا سيحدث؟ وحسب الكثافة السكانية فلا نستبعد ان يسقط ضحايا بعدد ما سقط على جسر الائمة يوم استشهاد الامام الكاظم عليه السلام وهي ستمر علينا قريبا، فقد ذهب اكثر من الف زائر شهيد نتيجة كذبة ولم تستطع الحكومة من الاقتصاص ممن فعل هذه الجريمة النكراء بل انها اصبحت طي النسيان على اقل تقدير في سجلات الحكومة اما عند الله عز وجل فيوميا تجدد الملائكة ذكراهم وذكرى كل من سقط شهيدا مظلوما بسبب اخطاء بعض الارهابيين السياسيين.

 

في المثقف اليوم