أقلام حرة

البارزاني كان رجل قضية وليس رجل تحزب

juotyar tamerعندما تحول بافعالك واقولك رمز من رموز القضية الكوردية الى رجل حزبي وتقحمه قسراً في معيات التحزب والانحياز بعدما قدم في حياته انموذج الرجل السياسي الناضج صاحب القضية التي لامساومة عليها واستطاع بكفاحه ان ينشأ رقعة جغرافية مأهولة بالانسان الوطني الواعي المتحد بقضيته والمدافع عنها بكل الوسائل المتاحة له، حينها تصبح انت مشاركاً في وأد كفاحية الرمز وبطوليته وتاريحه.

نحن هنا امام نموذج سياسي لايتحمل اخطاء بعض من خلفه سواء داخل الحزب او داخل البيت القبلي العشائري، لان الخلف بحق مع انه استطاع من القيام بالكثير من الاعمال التي تجعله انساناً قيادياً راقياً حاملاً للهم الوطني الكوردي وساعياً لتحقيق طموحاته سواء على المستوى الداخلي او الخارجي الا انه من هذه الناحية التي سبق وان نوهت عنها فيما يتعلق بتأطير فعالية الشخصية الوطنية داخل الاطار الحزبي او عدم قيامه بما يليق به لكي يعيده الى حيث البدء ويخرجه من الاطار الحزبي الضيق امر يحسب عليه ولايحسب له على الرغم من الانجازات الاخيرة التي حققها على جميع المستويات وبالاخص في حربنا الضروس ضد خليفة النكاح العربي السامرائي البغدادي واذنابه من العشائر الموالية له والمرتزقة الذين لحقوا به من كل صوب وكذلك من الخونة ابناء قومنا الذين باعوا شرفهم وقومهم وارضهم بحفنة من الدولارات والشهوة.

ولربما الغموض يكتنف بعض ما كتبته لكنه من الناحية النظرية واضح لاسيما اذا ما فكرنا بالمعطيات والشخصيات التي كرست حياتها من اجل القضية الكوردية بالاخص في كوردستان الجنوبية، حيث يلوح في الافق السياسي الكبير وحامل هم القضية الكوردية الملا مصطفى البارزاني الذين استطاع بكفاحه من ايصال صوت الكورد الى اهم المحافل الدولية لاسيما عند الدول الكبيرة انذاك امثال روسيا وبريطانيا وغيرها، فضلاً عن كونه رجل استطاع من رسم الملاح الحقيقة للحياة السياسية في كوردستان الجنوبية وبفضله بدأت الحياة السياسية تنتظم سواء على مستوى الاحزاب او الجمعيات والمنظمات الكوردية عندنا انذاك، هذا الرجل الذي شارك بفعالية معنوية ومادية وعسكرية في تأسيس اول جمهورية كوردية عام 1946 هو نفسه الذي استطاع من حمل اعباء القضية الكوردية اثناء صراعها المحتدم مع الحكومات العراقية المتعاقبة التي كانت ولم تزل وستبقى في ضلالها بتعاملها الاعمى مع القضية الكوردية، ولايخفى على احد بان البارزاني كان في جميع المحافل الدولية والاقليمية والمحلية يحاول جاهداً في الحصول على الحقوق الوطنية للكورد، ولكن ما يحز في النفس كون كل ذلك الجهد والعمل اصبح الان محزباً ذا اطار مخالف لما كان عليه في ذلك الوقت، فملا مصطفى البارزاني كان شخصية كوردية يحتفى به في جميع كوردستان الجنوبية سواء في السليمانية او كركوك ام اربيل او دهوك، الا ان التحزب الاعمى المتعصب جعل بعض ممن خلفه ان يجعله رجل حزب واحد يمثل فئة حتى وان بدت اغلبية الا انها بكل الاحوال لاتمثل الكل ، وهذا ما اخرجه من اطار العام الى الخاص، والخاص اصبح يفقد شيئاً فشيئاً حضوره الاغلبي وكأني به سيعاني اكثر فاكثر في الايام المقبلة.

ولهذا تعود الاصوات من جديد في الكثير من الاوساط الى اعادة الرمز الى مكانته الطبيعية البعيدة عن الحزبية الضيقة واعطائه حقه الشرعي في ان يكون الاب الروحي للقضية الكوردية ليس عند الحزب فقط انما عند جميع ابناء كوردستان الجنوبية وحتى في باقي اجزاء كوردستان المكبلة بانياب ذئاب شرسة.

 

في المثقف اليوم