أقلام حرة

الخنجر وباريس وإقليم السنة

asad abdulahلسنا دعاة طائفية، لكن توصيف حركة بعض الساسة، يحتاج لتوصيف أسلوبه، ولأنه يدور في فلك الطائفية، فيكون الكلام بمفرداته هو، حيث التزم بعضهم الطائفية كمنهج سياسي، لأنه من دونها يفشل سياسيا، لافتقاده لأي مشروع وطني، هنا نتحدث عن مؤتمر باريس لوحدة سنة العراق، فهل أصبح الفرنسيون هم من يتباكى على سنة العراق، وهل الفرنسيون فقط يمكنهم توحيد أهل السنة، وهل سيكون توحيد سنة العراق، خارج الاشتراطات الغربية السرية؟

كشف الأمين العام لكتلة كرامة خميس الخنجر، عن قرب عقد مؤتمر لوحدة (سنة العراق) في باريس، مبينا أن المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه، يجمع شخصيات ورموزا سياسية واجتماعية ودينية، وقادة الجيش السابق، وممثلي فصائل في المحافظات السنية حصرا.

مضيفا الخنجر، أن الشهر المقبل، سيشهد أطلاق قيادة سنية جديدة، تضم كل أطراف المكون السني، فالعراق اليوم مقسم، ونحن نبحث عن أمكانية أعادة وحدته مع الشركاء، انتهى التصريح.

الخبر يمثل نقلة مهمة في التفكير الغربي، لتفعيل الصراع الداخلي في العراق، كما فعلوا في سوريا، من أطلاق قوانين للتسليح المعارضة، ومؤتمرات لجمع الخارجين عن القانون، بعنوان مؤتمرات أصدقاء سوريا، إلى أن وصلت سوريا اليوم إلى شفا الانهيار التام، نتيجة التخطيط الغربي الخبيث، ألان الوتيرة تشتد على العراق، فقبل أسابيع أطلقت أمريكا مشروع قانون، لتسليح الكورد والسنة، خارج مظلة الدولة العراقية، وألان فرنسا تسعى لمؤتمر لسنة العراق، مشروع التقسيم هو الشغل الشاغل للغربيين، لأنه يمهد لأفكار لاحقه كثيرة أهمها، الإعلان عن قيام الكيان السني على الأرض، والذي يمهد لأشياء كثيرة، أهمها:

أولا: يؤسس لعملية تفتيت متلاحقة، للعراق وسوريا ولبنان واليمن، تتلاحق كردة فعل، لما سيحصل في العراق.

ثانياً: ظهور كيانات ضعيفة، على شكل أمارات متجاورة، تلازمها مشاكل لا تنتهي، من مشاكل توزيع الثروة، ومشاكل الأحقاد، مما يعني ولادة كيانات ضعيفة غير متكاملة، ومتحاربة مع بعض.

ثالثا: تحقق الهدف الغربي الأهم، وهو الحصول على مصدر الطاقة (النفط)، بأسعار منخفضة جدا، بسبب احتياج الكيانات للتسليح، نتيجة الحروب المستقبلية التي ستحصل، وهكذا يضمن الغرب السيطرة على منابع الطاقة لثلاثون سنة قادمة.

تصريح الخنجر تضمن إشارات مهمة، الأهم هو هرولة بعض قادة السنة، لأي دعوة غربية، في سبيل الدفع نحو التقسيم، نتيجة شعورهم بالفشل، بسبب انعدام الرؤية للمستقبل، والبحث عن فرص خاصة، لا يجدوها في الوطن، بل في كيس السيد الغربي.

الخنجر، هو الممول الرئيسي للأبواق السنية، التي تهرج ضد مكونات العراق، سعيا لرسم مظلومية واهية في الأعلام، لكسب تأييد شعوب الفضائيات العربية، التي تصدق كل ما يقال، كي يدفع الخنجر عبر أمواله جماعة المهرجين، لقيام كيان سني، ويكون هو أميره المبجل!

لا يمكن نسيان دور الخنجر، في تبني منصات الاعتصام، التي انطلقت منها الخطب الطائفية، التحريضية على العنف والإرهاب، ومنها تمترس داعش معهم، فكانت شرارة الفتنة، والتي أنتجت سقوط الموصل، ومدن أخرى بيد الدواعش، لذا أي دور كبير له، يعني انتظار فاجعة جديدة لعرب السنة.

أمريكا وفرنسا ومشايخ الخليج، جميعهم يدافعون عن سنة العراق، ويطالبون بحقوقهم، والهدف من كل هذا الصخب، هو جر البلاد لحرب أهلية، كي يستفيد هؤلاء الثلاثة كلا بحسب غايته، أمريكا الموقع، فرنسا النفط، مشايخ الخليج التدخل بقوتهم العسكرية، بعنوان حماية السنة، من دون أن تدرك دمى الخليج، أن تدخلها لن يكون لحماية السنة، بل للشروع بتقسيم العراق، فتكون مشايخ الخليج مجرد عربة يدفعه الغرب.

إسرائيل، الحمل الوديع، الذي لا نسمع له كلمة حول ما يجري، حقيقة الأمر هو من يحرك شخوص ساحة التهريج، وهو يدفع عبر وسطاء بعض التافهين، من أمثال حاتم وخنجر والعليان، ووو سلسلة من نكرات العراق، سعيا لثارات تاريخية من العراق، ولأهداف دينية تتضمنها منظماتهم السرية.

من جهة أخرى قيام كيانات دينية كأقليم السنة مثلا ، يكون خير مبرر لقيام كيان إسرائيل الديني، فيكون إقليم للسنة فقط، كما دولة إسرائيل دولة لليهود فقط.

الكل يستفيدون من تقسيم العراق، إسرائيل وأمريكا وفرنسا، الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي، حيث التقسيم سيكون شرارة حروب طاحنة، واعتقد حان الوقت للشعب العراقي أن يثور ضد نكرات الواقع السياسي، ويطيح بهم، قبل حصول الفاجعة.

والسلام.

 

في المثقف اليوم