أقلام حرة

انا ونزار حيدر والليبرالية

MM80في جلسة جمعتني واياه في كربلاء تبادلنا الاحاديث عن ما يجري في العراق وكنا متفقين على اغلب النقاط لاسيما دور المرجعية في حفظ العراق، ولان السيد نزار يقيم في امريكا سالته عن الليبرالية، حقيقة اذهلتني اجاباته ومعلوماته، قد يؤيد السيد نزار الليبرالية وفق مفهوم قد لم نستوعبه، ولكنني في الوقت ذاته اود طرح بعض المؤاخذات على ما قال .

مثلا يقول ان هنالك فقرة في الدستور الامريكي نصها" لا يجوز تشريع أي قانون في الكونغرس يتدخل في الدين" هذه الفقرة يمتدحها السيد نزار ولكنني اسال ماهو تعريف امريكا للدين؟، واي دين تقصده؟، امريكا تعرف الدين انه عبادات، وفعلا امريكا لا تتدخل (ولو ظاهرا) بعبادات المواطنين بل ظاهر للعالم ان كثير من المسلمين لهم مساجدهم ومؤسساتهم الدينية في امريكا، ولكن الدين لدينا معاملات ايضا، فهل امريكا لم تشرع قوانين ضد احكام الله عز وجل المعاملاتية؟ . عزيزي نزار، الدين هو تشريع سماوي ينظم علاقات الانسان الاربع، مع الله ومع نفسه ومع الاخرين ومع الموجودات الاخرى (حيوانات نباتات املاك عامة) والاهم فيها هي تنظيم علاقة الفرد مع المجتمع، هذه العلاقة لم يستطع ولا فكر او حزب او قانون ان ينظمها مثلما نظمها الشارع الاسلامي المقدس، ومثل هذه التشريعات امريكا تضرب بها عرض الحائط، والدليل على انتهاكاتها لا تعد ولا تحصى.

ذكر السيد نزار ان القانون الامريكي لا يسمح ببقاء المتنزهات مفتوحة بعد غروب الشمس حتى لا تحدث اعمال لا اخلاقية، كما وان النساء لا يسمح لهن التجوال في الاماكن العامة بملابس البحر، اثار استغرابي هذا الامر بل زاد من خسة وضعة الادارة الامريكية، فلو صح هذا القانون فان افلامهم الاباحية الفاضحة التي تسوقها للعالم لا سيما الشرق الاوسط وتحديدا العرب فان فيها من المفاسد ما يندى لها الجبين، وكلها بخلاف القوانين التي ذكرها السيد نزار، فهذا يعني اما ان الادارة الامريكية تتعمد نشر الفساد، او ان القانون اكذوبة، احد الاخوة الذي ذكرت له هذا القانون قال صحيح لان الملاهي يعطل عملها لو بقيت المتنزهات مفتوحة!!! .

مشكلة الادارة الامريكية اليوم هو الاسلام، وقد نجحت ولو الى حين في خلق صور مشوهة عن الاسلام بفعل مؤامراتها مع الصهيونية والوهابية وطفلهم المدلل داعش، وبالرغم من ذلك فان هذه الازمة اظهرت لكثير من الغافلين من العقلاء ماهية الدين الاسلامي، وبالفعل بداوا البحث والدراسة للاطلاع اكثر والتحقيق من الاكاذيب التي تلفقها امريكا واجندتها، وتزايد عدد المسلمين في امريكا واوربا هو مصدر قلق بالنسبة لهم، هم يريدون والله يريد واخيرا يكون ما يريد الله عز وجل شاؤا ام ابوا.

اخيرا ليس كل ما في الليبرالية مرفوض بل فيه مفاهيم عصرية جيدة لا تتعارض والدين الاسلامي، من حرية تفكير واحترام الاخرين

 

في المثقف اليوم