أقلام حرة

وانا اتصفح احد الكتب التي تتحدث عن سيرة امير المؤمنين علي عليه السلام وبين ذهول عقلي وشرود فكري وخشوع قلبي وانشراح صدري ودموع عيني اقول لله درك يا مولاي يا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، كلها روائع والحقيقة لو تاملناه فانها فواجع.

استوقفتني هذه الرواية الفاجعة بالرغم من ان لها عدة جوانب مهمة سلط الضوء عليها الا ان هذا الجانب الذي وقفت عنده هو من صميم واقعنا، الرواية تقول : رجع علي كرم الله وجهه والجيش من اليمن فسألوه ان يركبوا إبل الصدقة لان ابلهم قد تعبت من المسير، فمنعهم، وقال لهم ان هذه الابل للمسلمين عامة وليس لكم خاصة، ثم تعجل علي ليحج، فاستخلف على جنده رجلا فسمح لهم بركوب الابل فركبوا الابل، فلما انتهى علي كرم الله وجهه من الحج وذهب ليلقى الجيش، وجدهم واذاهم على ابل الصدقة فانزلهم عن الابل ووبخ الرجل.

الامام علي رئيس الوفد والجيش اعضاء الوفد ومهمتهم رسمية وشرعية خاصة للامة الاسلامية أي ليست شخصية، كل هذه الامتيازات ولما ارادوا ركوب الابل لتستريح ابلهم منعهم امير المؤمنين عليه السلام لان الابل ملك عام، لو سمح لهم بركوبها هب ستفقد شيء من طاقتها؟ كلا بل لان الحصول على منفعة شخصية منها وعائديتها للكل لايجوز

تعالوا معي للسيارات الحكومية ومعها سيارات المؤسسات الاخرى غير خاضعة للحكومة مثلا سيارات المجتمع مدني او الشركات الاهلية غير مرخصة للسائقين باستخدام السيارات استخدم شخصي، المهم ان سنوية السيارة لاتقرا اسم السائق في حقل ملكية السيارة بل اسم المؤسسة، هل ان استخدام هذه السيارات وفق الضوابط الشرعية والقانونية؟

مثلا هل يصح ان يستخدم السائق السيارة لانجاز اعماله الخاصة؟ على سبيل المثال الايفاد للكوت لانجاز عمل للمؤسسة وهو يذهب لقضاء زيارة الاهل والاقرباء، هل يصح استخدام السيارة للتجوال في اسواق المنصور او الكرادة او شارع السناتر؟، البعض يبقي السيارة امام بيته لكي يباهي بها الجيران، المشكلة ان البعض من المسؤولين لا يكتفون باستخدام السيارة استخدام شخصي فقط بل السائق معها،مثلا يطلب من السائق ان يوصل زوجته الى مكان عملها الذي لا علاقة له بالمؤسسة التابعة لها ملكية السيارة، او ايصال اطفاله للمدرسة واعادتهم بعد انتهاء الدوام، وهل يجوز ان تقف السيارة امام بيت من يستخدمها اسبوع بحجة انه في مهمة رسمية؟

اين انت يا امير المؤمنين لترى من يدعي انه من شيعتك ؟ منعتهم من ركوب الابل وانت الماذون ان سمحت لهم فخشيت الله، فكيف بمن يدعي انه من شيعتك ويستخدم الاموال العامة استخداما شخصيا بل ان البعض ياخذ عائلته لزيارة المراقد المقدسة بسيارة ليست ملكه، (ياعيني على هذه الزيارة مقبولة كلش)، ولا اريد ان اتحدث عن سرقة المال العام ودفع الحقوق الشرعية عنها لتصبح حلال، تعسا لهذا الحلال، بعد كل هذا هل علمتم سبب مصائبنا ؟