أقلام حرة

وحدة التاريخ ثقافة الوحدة

MM80العالم الاسلامي اليوم في محنة، المسلمون مشتتون، والكل يامل وينادي بالوحدة، وهؤلاء الكل البعض منهم صادقون والبعض الاخر منافقون، وبين هذا وذاك كيف يستطيع المسلم من اتخاذ القرار؟ المسؤولية تتناسب طرديا مع مكانة ومنصب الانسان فالذي مكانته عالية مسؤوليته عالية، والاقل فالاقل، وعليه من اين نبدا لتحقيق حلم الوحدة بين البشرية لاسيما المسلمين؟

هنالك عقول اسلامية نفثت سمومها في جسد وعقول المسلمين واشبعته فتاوى التكفير، بلاد الافرنج كفرة وبلاد الانكليز كفرة، وهم اول الناس من يتنعم بعلومهم، لماذا هم كفرة؟ بل انهم اشرف من يقول عنهم كفرة (لا علاقة لنا بحكوماتهم) هنالك من القيم والاخلاق لدى الغرب لايحملها بعض المسلمين والطامة الكبرى عندما لايحملها الحاكم المسلم، المنقبون عن ثغرات التاريخ التي توسع الهوة بين المسلمين متى تكفون عن هذا العمل الاجرامي؟ ولماذا الخيرون لا يبحثون عن المشتركات الوضاءة التي تتجلى فيها ارقى صور الانسانية بغض النظر عن الدين والمذهب؟، ابو بكر الافضل بعد النبي، علي هو الافضل بعد النبي، والتاريخ يقول ان ابا بكر هو اول خليفة بعد النبي، لماذا نبدا بالتحليل وانتقاص كل طرف الاخر، فليحتفظ كل منا برايه لان الله عز وجل لايريد منك تسقيط الاخر طالما ان ثقافة الحوار العلمي مشحونة بالطائفية، فلنترك النقاش ونقر بان اول خليفة بعد الرسول هو ابو بكر ومن بعده عمر وثم عثمان وثم علي، هذا ما لا ينكره احد اما المفاضلة فليحتفظ كل مسلم برايه.

لماذا لا تكون هنالك وسائل اعلامية تسلط الضوء على هذه النقاط الوضاءة، الشيعي يفتخر عندما يردد قول عمر ما من معضلة الا ولها ابا الحسن، اذا كان عمر خليفة المسلمين قال هذا النص وبصراحة ولم يفكر بانها تؤثر على منصب الخلافة، فلماذا نحن نجعل منها اقرار بعدم كفاءة الخليفة وتبدا الادانة ليعقبها التشهير باحاديث تشتت الامة الاسلامية في كتب الشيعة ويصرح الاخر بانها موضوعة وغير صحيحة وهكذا تبدا الايادي الخفية بضخ الوقود لتستعر نار الطائفية .

صفحات التاريخ سيقلبها الله عز وجل افضل منا لان في ذلك اليوم ومن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره، انا متمسك برؤيتي للتاريخ والاخر كذلك ولنتجنب النقاط الخلافية مهما كانت العقول مثقفة ان طرحتها للحوار، فالمتابعون بينهم جهلاء ليجعل هذا الحوار مادة اعلامية قذرة لتفرقة الامة.

التكفيريون والصهيونية هما السد المانع بين تالف البشرية ليس المسلمين فقط بل كل الاديان، وكل الانبياء والائمة والصحابة يحملون من ثقافة احترام الاخر ما لايعلم بها الانسان اليوم، والسبب نفوذ الطواغيت وتمكن الاعلام القذر وضعف العقلاء ورداءة المهنية الاعلامية لهم.

داعش لا يمثل السنة ولا الشيعة ولا حتى اليهودي بل يمثل حثالة البشر الفارغة من أي ديانة حتى المجوسية، نعم هنالك حكومات تمول هذا التنظيم للوقيعة بالمسلمين، فلماذا ينقاد الاخيار لاكاذيب هؤلاء؟ الم يرفض الخليفة الثاني شهادة الشاهد ان لم يكن راى الحدث بام عينه ؟ فلماذا نصدق الاكاذيب الاعلامية ؟ اليوم التقنيات الالكترونية تجعل من اوباما يقبل يد الخامنئي وتجعل من شيخ الازهر يجلس مع البغدادي، فهل تصدق عقولنا هكذا اكاذيب تنهش اجسادنا؟

المشتركات كثيرة بين البشرية ولكننا لا نسعى الا الى ما يفرقنا.

اعطى استاذ بالونة (نفاخة) لكل طالب وقال من يستطيع ان يحافظ على بالونته من غير ان تنفجر لمدة ربع ساعة سامنحه جائزة، وبدا الطلاب كل يحاول تفجير بالونة الاخر وبعد ربع ساعة استطاع احد الطلبة بالاحتفاظ ببالونته من غير ان يفجرها احد، هنا سالهم الاستاذ لماذا قمتم بتفجير البالونات بينكم؟ انا قلت من يحتفظ ببالونته لمدة ربع ساعة امنحه جائزة فلو كلكم احتفظتم ببالوناتكم لمنحتكم الجوائز، ولم اقل من يحافظ على بالونته من غير ان يفجرها الاخر.

فليحافظ كل منا على دينه او مذهبه والله عز وجل هو من يمنح الجوائز والله هو العادل بلا شك ومن يشك بعدالة الله عز وجل كافر.

 

في المثقف اليوم