أقلام حرة

الكاظمية مظلومة

MM80اتحدث عن الكاظمية من ناحية تاريخية وتراثية، والمدن ترتقي وتفتخر باعلامها وشواخصها التاريخية وتراثها الحي، والذي تقع المسؤولية عليه اكثر من غيره هم المتصدين للقرار في المدينة ومن ثم المثقفين واصحاب الشان ممن يهتم لتاريخ المدينة الديني، اظهار هذه المعالم الوضاءة لهذه المدينة العريقة تجعل الاجيال يتناقلها ويفتخر بها وتحفزه على ان يكون جزء من هذا التاريخ بالمستقبل، هذا الامر بذاته اهالي كربلاء يرددونه عن مدينتهم بانها مظلومة ولم تنل استحقاقها من حيث اظهار تراثها.

دائما يبدا الحديث عن الكاظمية بمقبرة قريش لتوحي للقارئ الكريم ان الكاظمية بدات بمقبرة، ولو قرانا التاريخ جيدا سنرى ان المقبرة جزء بسيط من مساحة الكاظمية والدليل: اولا عرف الانسان دائما انه يسكن بالقرب من مصادر المياه، ولان نهر دجلة يخترق الكاظمية فهو السبب لان يسكن الانسان على ضفتيه (الكاظمية والاعظمية)، ثانيا لما توفي الامام الكاظم عليه السلام وتركت جنازنه على الجسر كان قصر سليمان بن جعفر مطلاًّ على نهر دجلة وحين سمع النداء والضوضاء فعلم انهم يشيعون جنازة الامام الكاظم عليه السلام. فصاح بولده قائلا: انزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فأضربوهم، فنفذوا ما امرهم به وحمل الغلمان نعش الإمام (ع) فجاءوا به الى سليمان فأمر في الوقت أن ينادى في شوارع بغداد : ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر(كمال الدين : 38، عيون الاخبار: 1 / 99 / ح 5، وعنهما في بحار الأنوار : 48 / 227 / ح29)،لاحظوا قصره على نهر دجلة وامر بان ينادوا في شوارع بغداد حيث الكاظمية هي بغداد فالمناداة لا تكون في مناطق بعيدة بل المجاورة للحدث.

الامر الثالث: عند اعمار المرقد الكاظمي عثر على جرة فيها مسكوكات تحت سور الضريح وكتب عليها سكت في بغداد سنة 130 للهجرة، وقد اكد صحة تاريخ المسكوكات الدكتور مصطفى جواد عند تحقيقه لكتاب الحوادث الجامعة لابن الفوطي طبع في بغداد لاول مرة سنة 1932م، يعني ان سك النقود كان معمولا به في بغداد قبل ان تلصق عبارة المنصور مؤسس بغداد.

الامرالرابع ان الامام الكاظم عليه السلام اشترى قطعة ارض في الكاظمية مجاورة لمقابر قريش كما جاء في الدر النظيم وهذا يعني ان العمران موجود في هذه المدينة .

ودائما كل مدينة فيها اثر لائمة ورجال الشيعة تصبح مدينة عامرة بالسكان، ويكفي الكاظمية انها مقر اول مرجعية بعد الغيبة الصغرى للامة الاسلامية، ولان الحديث عن المرجعية فالحديث عن اعلام الكاظمية حديث طويل شيق متشعب مليء بنتاجات هؤلاء الاعلام الذين اثروا الثقافة الاسلامية بنتاجاتهم التي لازالت تطبع وتدرس وتقرا.

هنا المظلومية الحقيقة لمدينة الكاظمية، فهنالك رجال دفنوا بالروضة الكاظمية لهم تراث يرفع الراس ويصبح محل اشعاع لبقية المعمورة، نعم نحن نفتخر بالشيخ المفيد ولكن هل اقدمت العتبة الكاظميةعلى احياء ذكراه ففي ايران يقومون بعقد المهرجانات السنوية لاحياء تراثه . هل تعلمون ان عائلة السلماسي المدفونة في الرواق الكاظمي عائلة لها مواقف تاريخية وضاءة في سامراء يجهلها ابناء الكاظمية، بل ازيدكم ان مؤلف كتاب كامل الزيارات تاليف ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي المولود في القرن الثالث للهجرة والمتوفى سنة 367 أي انه عاصر السفراء الاربعة للامام الحجة (ع) هذا الكتاب يعتبر المصدر لكل كتب الزيارات يرقد بالحضرة الكاظمية، هل فكروا باقامة مؤتمرات عن سيرته وتراثه؟

لماذا لا تفكر العتبة الكاظمية في احياء تراث هؤلاء الافذاذ بمهرجانات سنوية لكي يطلع ابناء الكاظمية وغير الكاظمية على هذا التاريخ الرائع؟

وللحديث بقية

 

في المثقف اليوم