أقلام حرة

عندما يكون للولاء مقياس ..

MM80بعد خطاب السيد رئيس مجلس الوزاء المحترم الأخير .. وإحساسنا أن هذا الرجل لديه رغبة حقيقية لأصلاح الحال العام والخاص بتفاصيله من تردّي وسوء في كل المفاصل والإتجاهات ..

رأينا أن نوجّه له هذه الرسالة من خلال قنوات إمكاناتنا المتواضعة، عسى أن تصله من خلال أحد القرّاء الأكارم او معارفهم أو علاقاتهم ...

لذلك ندعوكم مشكورين إرسال هذه الرسالة بعد قرائتها، عساها تصل لصاحب الغيرة كما هو أنتم (بلا شك)، لتكون نقطة شروع جديدة وتحوّل في مسار العمل الإداري لإدارة البلد وعلى كل المستويات ... وعدم وقوفها في هواتفكم وحاسباتكم وأوراقكم، لأن إنقطاع إستمرارها، يعني أنكم (غير قاصدين قطعا)ً قطع وصول هذه الفكرة لمن يهمه الأمر ... والرسالة هي ..

 

سيدي الكريم ...

تحية طيبة

عندما يُفكّر الرئيس والوزير والمدير أنه في مهمة أو عقد عمل داخل العراق .. يكدّ فيه ويكدح لبناء طموحاته وتأمين مستقبله، ومستقبل عائلته، ليكونوا مترفين متنعّمين، مؤمّن لهم ولأولادهم كل الإحتياجات حتى بعد حياته، ويرجع بعد إنتهاء هذه المهمة أو العقد لوطنه واُسرته وعائلته سالماً غانماً غنائم النصر المؤزر، فلن ترى من هذا المذكور مايسرّك من عمل بمستوى طموحك لشعبك المسحوق، لأن قناعته أنه لايعمل في أرضه ولا لشعبه ولا لعائلته، لوجود هؤلاء المذكورين بالمكان البديل، كما سيكون تفكيره مشغول بتأمين ترف عائلته وإمتداداتهم في البلد أو المكان الموجودين والمقيمين فيه .

لكن عندما تكون قناعة الرئيس والوزير والمدير أنه موجوداً على أرضه، وبين أهله وعائلته وعشيرته، وليس له خيار الإقامة بمكان آخر . . ستجده يعمل بقناعة وكما هو مطلوب منه وأكثر، ويقدّم الخدمة الحقيقية لهذه الأرض ومن يعيش عليها، وهم أهله وعائلته وعشيرته وبكل إمكاناته، والتي بلا شك يطمح أن تكون معيشتهم فوق هذه الأرض مريحة ومُترفة، ولهم فيها حاضر متميّز، ومستقبل زاهر، وزاخر بكل الخدمات والإمتيازات ليعيشوا وبعدهم أولادهم وأولادهم مترفين متنعمين غارقين في خيرات هذه الأرض .

لذلك وبهذه الكلمات، ومن خلال هذه القناعة وهذا المُقترح، ندعوا السيد رئيس مجلس الوزراء أن يُقيل كل من لا يتخلى عن جنسيته غير العراقية بعد أن يُخيّره بينها وبين مالديه من بديل، وأن يكون الرئيس والوزير والمدير مقيماً إقامة دائمة بالوطن هو وعائلته (على أقل التقديرات)، ليكون مجبراً بسبب وجودهم الدائم، بتقديم أرقى الإمكانات، لرسم البسمة على وجوههم ووجوه الشعب، وتقديم كل ماهو ممكن لبناء مستقبل زاهر له ولعائلته وشعبه وأجياله القادمة التي لاخيار لهم بوطن بديل ومريح يأويهم .

كما أن هذا العمل سيُشعر الشعب (الغلبان) أن هذا الرئيس والوزير والمدير يعيش عيشته، ويقاسي قساوته، ويعاني معاناته، وله ولعائلته مالهم وعليه ماعليهم .

وأقترح على السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم أن يبتدئ بنفسه ليكون قدوة حقيقية لرجل الدولة المحب لوطنه والعاشق لشعبه .

خصوصاً وأن النص الدستوري المكتوب بهذا الخصوص ينص على وجوب تطبيق هذا التوجّه .

ننتظر منكم يادولة الرئيس أن تقلبوا الطاولة على كل السيئين والمنتفعين وأشباه الرجال من أصحاب عقود العمل غير العراقيين داخل العراق .

ففي كل بلاد الدُنيا . . لايحكم الأوطان إلاّ أبنائها.

وليكون مقياس ولاء المسؤول هو عراقيته الخالصة .

والله من وراء القصد

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم