أقلام حرة

الحشد الشعبي .. بطولة وخلود

nabil ahmadalamirعندما نعيش لذاتنا وشهواتنا، تبدو لنا الحياة قصيرة، تافهة، ضئيلة .. تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود!.

أما عندما نعيش لغيرنا ..

وأقصد .. عندما نعيش لفكرة ..

فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض .. إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمًا، فتصور الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا .. فليست حياة الإنسان بعدد السنين".

أراد الله لشعب العراق أن يكون على خير حال في الشدّة والرخاء، رغم كل ماقاساه من صعوبة العيش، فبهداه استوى لدينا شأن الموت وشأن الحياة، بل لعلنا أصبحنا أحرص على الموت، فتوهب لنا الحياة في كل مرة يُريدون أعداء الحياة أن يهدونا الموت فيه .

فكل الناس يفزعون من الموت، ونحن اليوم أصبحنا نسارع إليه من خلال رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، في سبيل إعلاء كلمة الله والدين والمذهب .

فماذا يملك أعداؤنا لنا بعد، مما يخوفون به الناس الحريصين على الحياة مهما كان طعمها من الذل علقمًا، ومن الهوان صعابًا .

ماذا يمتلكون لنا غير الموت الذي أصبح نسعى اليه مُسارعين مهرولين لنيل الشهادة .

لقد جاء اليوم المنشود الذي نقول به قولتنا ولانخشى بالحق لومة لائم.

رزقنا الله وإياكم الصبر والثبات على الدين والمذهب وأيـّد أبطال الحشد الشعبي الأبطال الأبطال .. وحمى الله العراق .

وبالتأكيد ستكون أسمائنا باقية وأعمارنا أطول من أعمار جلادينا، وسيذكرنا التاريخ بالبطولة والإباء، وسيلعنهم بإذن الله .

والله من وراء القصد

 

د. نبيل أحمد الأمير

في المثقف اليوم