أقلام حرة

طريقان لتأديب سليم الحسني

fakhry mashkorيقوم الدكتور سليم الحسني منذ مدة بنشر مقالات يسرد فيها احداثاً ومواقف لشخصيات بارزة لها حجم وتأثير في الشأن العام والعملية السياسية في العراق.

تتضمن هذه المقالات إدعاءات لا يملك القارئ دليلاً على صحتها، وبعضها اتهامات خطيرة لشخصيات ورموز تحظى باحترام كبير لدى طيف واسع من محبيهم مما يجعل هذه الرموز في حرج شديد، فان سكتوا كان السكوت اقرارا بما ذكره السيد الحسني، وان قالوا شيئا فقد أعطوا للسيد الحسني قيمة لا يستحقها.

وإن صحَّ ما يقال من ان هذه الكتابات اصبحت مقروءة بشكل واسع في المنطقة الخضراء وفي مكاتب تلك الشخصيات، فان هذا امر يحمل الكثير من الدلالات، ويؤشر على خطورة مواصلة تجاهل تلك المقالات.

لقد أُصيب اتباع ومحبـّوا هذه الشخصيات بحرج شديد، فهم لا يستطيعون ان يدافعوا عن قادتهم لانهم لا يعرفون شيئا عن تلك المواقف والاحداث التي يسردها السيد الحسني، فالقادة لا يكشفون حتى لاتباعهم اسرار تلك المواقف فكيف يتمكن الانصار من الدفاع عنهم وهم لا يعرفون ما جرى؟ لذا لا يبقى للأنصار الا السكوت على مضض، او الدفاع بدون ادلة والاكتفاء – في افضل الاحوال- بنصائح اخلاقية لا تحمل اي مضمون وثائقي في قضايا ذات طبيعة سياسية لا تنطبق عليها النصائح الاخلاقية في العلاقات الشخصية أو الشؤون الفردية.

وما يزيد في تعقيد الموقف هو أن أحداً لم يتطوّع لكتابة التاريخ السري لتلك المرحلة التي يتصدى السيد الحسني لتسجيل وقائعها، فكل المشاركين فيها قرروا – على ما يبدو- السكوت وعدم كشف اسرارها، وهو أمر غريب لأن صُنـّاع التاريخ يهتمون بتدوين أدوراهم فيه ويباردون الى تدوين احداثه لأنها تشكل مفخرةً لهم.

امام هذا الواقع نحن امام خيارين:

- اما ان تضيع تلك الحقائق فتسقط من ذاكرة التاريخ

- واما ان نترك السيد الحسني يكتب ما يشاء دون ان يتصدى - لتقييم ما كتبه- أحد شهود تلك المرحلة من الشخصيات والرموز.

لمواجهة هذه الاشكالية يوجد طريقان لوضع السيد الحسني على المحك وتقييم ما يكتبه في ميزان الحقيقة:-

الطريقة الاولى: ان تتصدى تلك الشخصيات لتصحيح ما ذكره عنها، لكي لا يكون سكوتها اقرارا بصحة ما كتبه، وهي الطريقة المتبعة في الدول الديمقراطية.

الطريقة الثانية: أن يتقدم واحد أو اكثر من تلك الشخصيات بشكوى ضد السيد الحسني بتهمة التشهير، وهذا حق لكل من تناولته تلك المقالات التي سوف تستمر وتشمل الكثيرين ممن يـُعتبرون اليوم مسؤولين عن الوضع الذي وصل اليه العراق على مستوى وحدة الوطن وسلامة اراضيه والامن والكهرباء والتعليم والصحة والاعمار والبنية التحتية.

عدا هاتين الطريقتين سوف يستمر السيد الحسني في كتابة احداث لا يتصدى أحد لتصحيحها، مما يعطيها فرصة لدخولها التاريخ كحقائق لا جدال فيها لانا كُتبت في زمن التدوين وبحضور شهودها دون ان يعترضوا عليه.

 

فخري مشكور

 

للاطلاع على جميع مقالات إسلاميو السلطة للدكتور سليم الحسني

http://almothaqaf.com/index.php/special/895570.html

 

في المثقف اليوم