أقلام حرة

فرصة العبادي الاخيرة

goma abdulahامام الضغط الجماهيري العارم، الذي يفور ويغلي في الشوارع والساحات في عموم المدن العراقية، بزخم المشاركة الضخمة من الناقمين والمتذمرين والساخطين من تفاقم سوء الاوضاع العامة في العراق، بسبب سرطان الفساد المالي، التي جاءت به الاحزاب الاسلامية الطائفية الفاسدة، ودفعت العراق الى حافة ابواب الجحيم، من الخراب الكبير الذي اصاب العراق، ونحره من الوريد الى الوريد، بفعل هذه الاحزاب الفاسدة، التي تنكرت لمبادئها وشرفها واخلاقها ودينها، لذلك جاءت اعترافات العبادي الصريحة بالحقيقة المريرة، والذين ستبقى وصمة عار في جبينهم الى ابد الابدين. فقد قال السيد العبادي بعظمة لسانه وبصراحة وامام وسائل الاعلام . بانهم (ويقصد قادة الكتل البرلمانية) يرفضون سياسة الترشيد الانفاق المسرف. وانهم يرفضون تخفيض رواتبهم وامتيازاتهم وخفض عدد حماياتهم، يبنما في بعض قطاعات الدولة، العاملين فيها لم يستلموا رواتبهم منذ ستة اشهر. وانهم يرفضون ساعات قطع التيار الكهربائي، أسوة مع باقي قطاعات الشعب. رغم انهم يملكون مولدات كهربائية في بيوتهم في المنطقة الخضراء. وانهم يرفضون تطبيق مبدأ، من اين لك هذا ؟ حتى لاتنكشف عوراتهم بالفساد المالي الشرس. وانهم يرفضون تعقب الفاسدين بالاجراءات التي من شأنها ان تحد من تفاقم النهب المالي من خزينة الدولة، لانهم تعودوا على السرقة واللصوصية بحرية تامة، وتضخيم ارصدتهم بشكل خرافي، وانهم يرفضون اعطى المسؤوليات والمناصب، خارج نطاق المحاصصة الطائفية، وانهم مصرون على مبدأ (شيلني واشيلك، او غطيني واغطيلك) لانهم فرسان الفساد بشكل مشترك ومتفق عليه، في الطمطمة والتغطية، حتى لا ينكشف غسيلهم الوسخ، بالفضائح السياسية والمالية، ولانهم يستخفون بعقول الشعب، لانهم يعتبرونة، شعب جاهل وغبي وغشيم وابله مصاب بمرض البلادة . لانه اختارهم رغم معرفته بمعدنهم الفاسد والخسيس، وان عوراتهم واضحة كالشمس، وفاقت كل التوقعات بضخامة حجمها، وبعضهم رغم غليان الشعبي المتصاعد الى حد الانفجار الكبير، فهم يعتبرونه موجة غضب عابرة وموقتة سرعان ما تعود وتهدأ وتنطفئ، او انها من فوران قيظ الصيف الحارق، لذلك لا خوف على مستقبلهم ومصيرهم، لان ما يحدث في الشوارع والساحات، بانها عبارة عن فقاعات سرعان ما تزول وتخمد وتجهض، ويعود الامان اليهم، في النهب والسرقة واللصوصية، لذلك صرح احد الصراصير السياسية العفنة، وبكل استهتار واستخفاف ووبكل صلافة وهو يوجه اهانة احتقار الى الشعب، بان ازمة الكهرباء ستستمر الى مدى 27 عاماً، فلا داعي للغضب والتذمر والمظاهرات الاحتجاجية، وانما على الشعب ان يتكيف مع الازمة خلال هذه المدة 27 عاماً، فلا غرابة ولا عجب من ساعات القطع الطويلة لتيار الكهربائي في اليوم، كأنه يقول بكل صلافة وتحدي، بان الفساد المالي هو جزء متمم من الواجب والمسؤولية . لذلك امام السيد العبادي معركة حامية الوطيس، وشرسة ضد الكواسج السياسية من الاحزاب الاسلامية الفاسدة، التي تتحكم بالقرار السياسي، وانه لا يمكنه بوحده ان ينتصر عليهم، لانهم قادرين على خلعه بسهولة، كالشعرة من العجين، فالسيد العبادي عليه ان يختار احد الطريقين، اما ان يبلع تصريحاته ويصطف معهم ويطبطب على اكتافهم، ويتجاهل صوت الشعب المدوي، ويكون شريك في الجريمة في تحطيم وطن واهلاك شعب، وان يربط مصيره بمصير هذه الافاعي الوحشية السامة، حتى يغمره في النهاية الطوفان بالتمرد والثورة الشعبية . واما الالتجأ الى الشعب ويكشف اسماء هذه الكواسج السياسية الفاسدة التي تقف حجرة عثرة ومعرقلة، ويصرح الشعب بالحقائق، وان يوجه خطابه مباشرة الى الشعب في مشاركته، في قلع هذه الجراثيم الخبيثة والسامة، عندها سيجد الملايين تنزل الى الشوارع بالدعم والاسناد، وستتحول ايام سراطين الفساد الى رعب حقيقي، والخوف من العواقب الوخيمة التي ستصيبهم حتماً من الشعب الثائر، وسيحمل السيد العبادي على اكتاف الملايين كزعيم وطني حريص على شعبه ووطنه، وسيعيد امجاد شهيد الشعب الخالد، الزعيم (عبد الكريم قاسم) . انها الفرصة الاخيرة للسيد العبادي، في التخلص من هذه الجراثيم الخبيثة الفاسدة، قبل فوات الاوان، والشاطر من يستغل هذه الفرصة التي يمنحها الشعب، والحليم من يستثمرها دون تأخر، ولا يعلو صوت على صوت الحق

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم