أقلام حرة

برلمان التفاهات .. فساد وغباء ومسخرة

goma abdulahاثار تصويت مجلس النواب على قرار يلزم وزارة الاتصالات، بحجب المواقع الاباحية من شبكة الانتر نيت، استهجان وسخرية الرأي العام العراقي، لتفاهة مناقشة المشكلة التي هي بعيداً جداً، عن المشاكل التي تحرق المواطن بنارها الكاوية، وسخف المشكلة بانها ليس ضمن التحديات الخطيرة التي تواجه العراق، وهذا التصويت المضحك والكوميدي، يؤشر بدقة العقول الناشفة واليابسة، التي تعيش في ابراجها الزجاجية الوردية بعيداً عن المشاكل والمعضلات التي نحرت العراق من الوريد الى الوريد، وتؤكد ايضاً بانهم يعيشون في عالم خارج العراق، او ان الفساد المالي افسد عقولهم واعمى بصرهم وبصيرتهم، حتى يشاغلون انفسهم باشياء حقيرة وتافهة خارج تطلعات الشعب، المطالب بالاصلاح وتوفير الخدمات، والقضاء على الفساد المالي والاداري، الذي عشعش في السلطة القضائية، واخرجها من واجبها ومسؤوليتها في رعاية تطبيق القانون، ووقف المستهترين به، وقص اظافر الخارجين عن القانون، بارسالهم الى العدالة، لتكون دولة القانون بحق، ان قرار حجب المواقع الاباحية السفيهة والسخيفة، ليس ضمن اوليات التي تساهم في وقف تدهور الحاصل في العراق، بوقف الارهاب الدموي الذي يحصد المواطنين الابرياء يومياً، وبوقف جرائم داعش اليومية، ولا بوقف بشاعة ارهاب المليشيات المسلحة الارهابية، التي رفعت رأسها مجدداً بالظهور علناً في الشوارع، لذلك كثرت من تواجد اعداد الجثث المرمية على الطرقات، وكثرت اعمال القتل والخطف والسلب، متحدية وجود الدولة وهيبتها، ان ضعف الدولة واجهزتها مؤسساتها،، سمحت هذه الثغرة الكبيرة بظهور هذه المليشيات المسلحة التابعة كلياً لقادة الفساد العراقي، لتقوم بدور الابتزاز السياسي، دون اية شعور بالمسؤولية، بان تواجد هذه المليشيات، تثير الفزع والرعب في نفوس المواطنين، ولتقويض سلطة العبادي المرتجفة والخائفة والمرتعشة، التي تراوح في مكانها، ولا تتجاسر في مهاجمة الفساد والفاسدين، لقد وقع السيد العبادي في دائرة الخوف والتردد وهم يبتزونه يومياً بمليشياتهم الارهابية، وبرلمان يتفرج على مشاكل الشعب كأنه ليس له علاقة لامن بعيد ولا من قريب، سوى ادارة ادوار هزيلة ليكون مسخرة للمواطنين، مثلما فعل في مهزلته السخيفة، بالتصويت بالثقة لصالح بقاء وزير الكيزر (وزير الكهرباء) في منصبه، في مهزلة الاستجواب السخيفة، كأنه مهرج في سيرك التهريج والفكاهة . واذا كان يعلم بان حجب المواقع الاباحية غير قابلة للتنفيذ فهي مصيبة، اما اذا كان لا يعلم فان المصيبة اعظم وافدح، لقد حاولت دول الخليج في حجب هذه المواقع السخيفة، فلم تفلح رغم انها صرفت الملايين الدولارات، وكذلك جربتها الصين، التي تعتبر في مقدمة دول العالم بالتطور التكنولوجي والاكتروني والانترنيت وفشلت. لان كسر الحجب لايحتاج الى جهد خارق، بل جهد بسيط لا يتجاوز 5 دقائق، حتى يستطيع الساعي والباحث، ان يدخل بسهولة الى اي موقع اباحي يختاره، واذا تصور اعضاء البرلمان بانهم اذكياء في صرف الملايين الدولارية على حجب هذه مواقع الرذيلة، فأنهم في وهم كبير، ويقعون في مسخرة غبية لداني والقاصي، وهي تمثل قمة الغباء والسذاجة، كأنهم يتصورون المسألة سهلة، مثل تجمعهم كالذباب الوحشي على الغنيمة والفرهود، انهم مصابون بداء العقم ولا فائدة ترجى منهم، سوى تعميق حدة المشاكل والازمات، سوى البلبلة في تعميق الفوضى السياسية، وانهم يعيشون خارج الواقع الفعلي العراقي، بان هناك شريحة ضخمة العدد لا تعرف معنى المواقع الاباحية ولم يدخل الى بيتها الانترنيت، وهناك عوائل فقيرة تصارع من اجل توفير الخبز المر في حياتها اليومية، لذلك من السخافة الهزيلة مناقشة مشكلة تافهة جداً، بعيدة جداً عن الحريق العراقي الملتهب . لذلك يتوجه سؤال جوهري الى برلمان القدر الاسود واللعين، هل انتهت مشاكل التي ترهق حياة المواطن، وبات العراقي يعيش في بحوحة الامن والامان بعيداً عن التفجيرات، والارهاب الدموي للميليشيات المسلحة. وهل هذا القرار يساعد على توفير الخدمات ويرفع الضائقة الاقتصادية عن العوائل الفقيرة، وذوي الدخل المحدود ؟ هل يوفر فرصة العمل الى الشباب العاطل؟ هل يوقف هجرة الشباب الى الخارج، والموت في البحر اوالمتاعب المرهقة بعد ان سدت دول الاوربية ابوابها بوجه المهاجرين وطالبين اللجوء، وهل هذا قرار المهزلة، يساعد في تنقية الجو السياسي المشحون؟ ان ماهية ومقصد هذا القرار صرف الانظار عن الواقع العراقي المزري، والتخبط في التعامل مع الواقع الملموس، وعدم مساندة الحراك المدني، في تلبية مطاليبه الاصلاحية، وايضاً تجاهل بغباء وسذاجة لم يسبق لها مثيل في برلمانات العالم، بتجاهل صوت الشعب وتظاهراته الاحتجاجية، التي تفور بالغضب الشعبي العارم، لقد اثبت البرلمان العراقي بانه مصاب بطاعون الجهل والغباء والسذاجة.

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم