تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

بريطانيا تفشل في وقف تدفق المهاجرين

الارقام التي نُشرت الشهر الماضي أظهرت ان صافي عدد المهاجرين (الفرق بين عدد القادمين والمغادرين) الى بريطانيا بلغ 330 ألف مهاجر خلال السنة لغاية شهر مارس 2015، وهو اعلى رقم في سجل الهجرة حيث تجاوز الهدف الذي وضعته الحكومة بثلاث مرات.

وزير الهجرة البريطاني جيمس بروكنشاير ذكر بان هذه الزيادة في أعداد المهاجرين محبطة للغاية.

الارقام كشفت عن الحقائق التالية حسبما صدر عن مكتب الاحصاء الوطني و نشرتها الـ بي بي سي بتاريخ 27 اغسطس 2015:

- هناك 8.3 مليون شخص وُلدوا خارج بريطانيا، اي، 13% من سكان المملكة المتحدة، وهو اول مرة يتجاوز فيها الرقم الثمان ملايين.

- ان صافي الهجرة البالغ 330000 يمثل زيادة بنسبة 28% عن شهر مارس 2014.

- صافي المهاجرين من مواطني الاتحاد الاوربي بلغ 183000،اي بزيادة مقدارها 53000 عن السنة المنتهية في مارس 2014.

- عدد القادمين من دول خارج الاتحاد الاوربي بلغ 196000 شخص، اي بزيادة مقدارها 39000 شخص عن السنة السابقة.

- حوالي ثلثي المهاجرين من الاتحاد الاوربي هم من العمال، وخمسهم من الطلاب.

- المهاجرون من خارج الاتحاد الاوربي نصفهم من الطلاب، وربعهم من العمال، وسدسهم التحاق عائلي.

- من بين الدول خارج الاتحاد الاوربي جاءت الصين اول دولة من حيث نسبة المواطنين المهاجرين الى الملكة المتحدة في 12 شهر حيث بلغ عددهم 89593 شخص.

- 8.4% من المقيمين في المملكة المتحدة اي، 5.3 مليون شخص لديهم جنسية غير بريطانية.

- بلغ عدد طلبات اللجوء في السنة المنتهية بحزيران 2015 حوالي 25771 طلب لجوء، اي بزيادة 10% عن السنة السابقة.

- هناك 11600 شخص مُنحوا حق اللجوء او اشكال اخرى للحماية .

هذا يؤكد ما كان واضحا سلفا وهو ان الجهود الاخيرة لوقف الهجرة ذهبت ادراج الرياح. وزير الهجرة البريطاني اشار الى سببين اثنين لهذه الزيادة الكبيرة في اعداد المهاجرين وهما اعتماد الشركات على عمل المهاجرين وبقاء الطلاب في المملكة المتحدة بعد انتهاء دراستهم.

مع ضمان حرية الحركة في المنطقة الاقتصادية الاوربية (EEA)، اُجبر التحالف بقيادة المحافظين للتركيز على تقليل الهجرة من اماكن اخرى. في عام 2011، تم إدخال عدد من القيود على المهاجرين من خارج المنطقة الاقتصادية الاوربية.

في 14 سبتمبر الحالي اشارت الايكونومست الى صدور بحث جديد سيُغضب الفريق الاول (المحافظين) ويسر فريق الشعبويين المعارضين للهجرة. طبقا للورقة البحثية التي أعدّها Cinzia Rienzo من المعهد القومي للبحوث الاقتصادية والاجتماعية و Carlos Vargas-Silva من جامعة اكسفورد، فان تقييد عدد المهاجرين ذوي المهارات العليا من غير الاوربيين ليس فقط كان له تأثير قليل على العدد الكلي للناس القادمين الى بريطانيا، بل انه شجع الهجرة من اوربا.

الباحثان استخدما نسبة النمو في عدد المهاجرين ذوي المهارات العالية قبل تطبيق القيود عام 2011، وتكييفها مع ظروف سوق العمل، لخلق واقع مغاير يتجاهل القيود على المهاجرين ذوي المهارات من غير الاوربيين. وفق هذا السيناريو، بقي عدد المهاجرين المتعلمين القادمين الى بريطانيا من داخل وخارج المجموعة الاقتصادية ثابتا من عام 2011 الى 2013.

هذا يصح سواء تم تقدير نسبة نمو المهاجرين منذ عام 2007(قبل الركود) او منذ عام 2009(اثناء الركود).

في الحقيقة، هناك انخفاض بنسبة 39% بين عامي 2011 و 2013 في عدد المهاجرين ذوي التعليم العالي القادمين الى بريطانيا من خارج المنطقة الاقتصادية. قد تكون هذه اخبار غير سارة للشركات الباحثة عن العمال الموهوبين. لكن هذا الانخفاض جرى التعويض عنه بـزيادة بمقدار 53% في عدد المهاجرين المهرة القادمين من المنطقة التي يسميها الباحثون بالاتحاد الاوربي القديم (الاعضاء الاصليين الـ 14 ،قبل توسيع الاتحاد عام 2004). ديفيد كاميرون لديه القليل من الخيارات لتخفيض عدد المهاجرين- هو ربما وجد فقط حلا واحدا لكنه اقل فعالية مما كان يُعتقد سابقا.

 

حاتم حميد محسن

في المثقف اليوم