أقلام حرة

نصر عراقي وإستطلاع مستنقع إقليمي بأقدام روسية

watheq aljabiriثمة أمنية شعبية، لا يمكن تذوق ثمارها؛ دون إكتمال النصر بأيادي عراقية، ولا بأس من إستثمار الجهود الدولية؛ لأن معركة الإرهاب حرب كونية، يخوضها العراقيون نيابة عن شعوب تنعم بالحياة الكريمة والرفاهية.

أخذت مؤشرات المعركة تتجه للإيجابية، وبالنتيجة سينتصر الحق وأن خسر جولة، وسينير ضوء الشمس، وأن كان الظلام ألف ليلة وليلة.

تحركت المياه الدافئة، وبدأت غليان الصراعات الدولية في الشتاء؛ بعد إعلان التحالف الرباعي؛ الروسي،الإيراني، العراقي، السوري، ومع إنطلاق الغارات الروسية، تفاجأ التحالف الإمريكي الخليجي، وعليه إثبات عكس الشكوك، التي تشير الى عدم الرغبة حالياً للقضاء على داعش، وإستخدامها كفزاعة تثير رعب المنطقة، وتدفعها الى الإحضان الأمريكية بشروطها وأن كانت مذلة؟!

أبدى التحالف الدولي الأمريكي نوع من المرونة؛ بعد فترة وجيزة من الغارات الروسية، وحاول تبرير مواقفه السابقة، التي أعطت توقيتات طويلة لتطهير الأراضي العراقية، وشروط قاسية لإخضاع الجانب العراقي للإملاءات الأمريكية، التي في بعضها دخول أطراف معينة في العمل السياسي، وإستنزاف ثروات الخليج، اللذين فشلوا في إقناع الروس بمشروع يمثل واجهة هيمنة أمريكية، ولم يقبل الروس المساومة على إسقاط الأسد، مقابل بقاء دعم الخليج لعدة قوى متطرفة، فيما تعتقد أطراف أوربية أن أمريكا هي من دفع الروس، لإستطلاع المستنقع الأقليمي؛ بأقدام الدب الروسي.

بدأ منحى المعركة يوجه البوصلة الى الضوء في نفق أزمات المنطقة، وتجاوز العراقيون مرحلة الدفاع أو الهجوم في محور واحد؛ الى فتح ثغرات وإختراق داعش، وآخرها العملية النوعية لإستهداف الشخص الأول في التنظيم الإرهابي، وقتل القادة الكبار من إنصاره، وإختراق الدائرة المحيطة بالبغدادي، وتقدم كبير في قاطع الأنبار، وتحرير مصفى بيجي، والصينية والوقوف على أبواب الموصل.

ليس أمام الأمريكان سوى طريق واحد لا بديل له؛ هو دعم القوات العراقية؛ لإثبات وجودهم في المنطقة، وروسيا نقبت أعماق المنطقة الإقليمية، وما وجدت منها سوى عصابات متناحرة، تعتاش على الدماء بدعم أقليمي بدأ يجني ثمار زراعة الإرهاب، ولن تستطيع الحكومات الصمود كثيراً أمام إرهاب دخل مفاصل الحياة السياسية؛ في دول كانت تعتقد بأنها تستطيع تمزيق سوريا الى دويلات، وتقسيم المقسم السياسي العراقي الى أثنيات متصارعة، فما حصدوا سوى موجات إرتدادية إرهابية، وخسارة نفوذها الإقليمي والعالمي؟!

لم يترقِ الإتفاق الرباعي الى درجة التحالف، ولكن النصر الروسي في سوريا سيفتح الأبواب لدخول قوى عظمى بتحالف إستراتيجي مضاد لأمريكا، لذا سيعمل الأمريكان لنصر في العراق، قبل أن تعلن روسيا النصر في سوريا.

قد لا تسمح قوة العراق في الدخول كطرف؛ يضمن ميل كفة التوازنات الدولية الى جهة هو حليفها، ولكن نصر القوات العراقية وإصرارهم على تطهير كل أراضي العراق من داعش؛ سيجعل من القوى العظمى تسعى؛ كي تأطر لنفسها مجداً وقوة عالمية، وعلى دول المنطقة الأقليمية أولاً؛ هي من تبدأ بالمبادرة الى إعادة النظر في توجهاتها، وخطر الإرهاب المستقبلي عليها، وتوحد الجهود مع العراق وسوريا للقضاء على عصابات هشة كالنار، التي تحرق كل من يحتضنها؟!

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم