أقلام حرة

عندما يكون التغيير تدمير .. الى اخواني الاكراد

كثيرة جدا هي المواقف التي نختلف بها مع الحكومة الكردية وتحديدا رئيسها مسعود البارزاني كل هذا لايمكن لنا ان نقبل على ما يجري في كردستان، والمطالبة بالتغيير حق مشروع، ولكن المرفوض من قبل البعض هو الشماتة فان النظرة الضيقة الى السلبيات المترتبة على السياسة التي انتهجتها حكومة كردستان لا يمكن لها ان تكون مبررا لما يحدث من اعمال مؤلمة في هذه الارض الطيبة التي كانت ولازالت مثلا لنا لما هي عليه من التطور والاستقرار.

مهما تكن المشكلة يمكن حلها وبالطرق السلمية، حتى مسالة عدم تجديد الولاية للبارزاني فيمكن معرفة نقاط الخلاف مع سياسة البارزاني وتعديلها، فان بلدكم سيسير الى الهاوية اذا ما استمرت هذه المناوشات، وهذا يعني ان التقسيم سياخذ طريقه الى كردستان وسيدفع الثمن من طالب بالتغيير ضعف ما يدفعه السيد البارزاني، فلتكن النظرة الى بلد وشعب وليس الى اختلاف على ادارة بلد، فهذه المظاهرات هي بحد ذاتها دليلا واضحا على فسحة الحرية ويمكن استخدامها لمعالجة ما لا ترضونه على سياسة البارزاني، وفي الطرف المقابل يجب على السيد البارزاني ان ياخذ بنظر الاعتبار كذلك بلده وشعبه الذي حكمه اكثر من عشر سنوات فان كان له انجازات فليحافظ عليها ويحتوي الموقف بحكمة وروية بدلا من ان يهدم ما بنيتموه، فالتنازل بعض الشيء مطلوب والتسامح من قبل المتظاهرين ايضا مطلوب والوصول الى نقطة وسط امر ممكن ومهما كلف الامر فان تكليف الاستمرار بالمظاهرات والعبث والحرق والقتل من كلا الطرفين سيؤدي بنتائج سلبية يدفع ثمنها كل عراقي شريف اينما كان في العراق، ومثل هذه الفوضى من المؤكد ستصب في صالح الطامعين في كردستان ومنهم الدواعش والاتراك وحتى بقية الدول التي ستدخل بحجة المحافظة على الامن وسيكون لها اثرا سلبيا الان ومستقبلا .

ان الاخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام لا تبشر بخير ومهما تكن الخلافات فلا يجب ان نشمت نعم نبقى ابناء بلد واحد مهما زادت الخلافات بين بغداد واربيل،

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم