أقلام حرة

وزارة كربلاء

الوزارات في الحكومة العراقية هي مؤسسات تنفيذية فالبعض منها استهلاكية صرفة والبعض انتاجية والبعض تمويلها ذاتي، والحكومة الناجحة هي التي تبحث عن موارد مالية متعددة حتى تحافظ على اقتصاد بلدها، والحكومة الفاشلة هي التي تهدر ما لديها من موارد متعددة لا تحسن استخدامها .

هنالك دول كثيرة في العالم تجد تمويلها الاول هو السياحة او الزراعة او الصناعة ولا تفكر بالنفط بل قد تكون بلا مورد نفطي، ومثل هذه الحكومات تخطط تخطيطا سليما لخلق موارد مالية تساهم بشكل فعال في ازدهار اقتصاد البلد .

كربلاء المقدسة هذه المحافظة المقدسة التي لم تنل ما تستحق منذ قرون وكان الامل معقود بعد رحيل الطاغية ولكن للاسف الشديد لم تكن المشاريع التي انجزت في المحافظة بمستوى الطموح باستثناء مشاريع العتبة الحسينية المقدسة والتي لا تناسب ما تستحق كربلاء، فلو قمنا باحصائية لعدد الزوار الذين يزورون كربلاء من داخل وخارج العراق ستظهر لنا ارقام مغولة هذه الاعداد التي لم تستثمر استثمارا صحيحا من حيث كل المنافذ السياحية المقدسة .

هذه المدينة هي وزارة تضاهي وزارة النفط ولا اقول ذلك للمبالغة، لانها لا تتاثر بالاوبك ولا بالعملاء ولا بالسوق العالمي، ففيها من الروحانية والقدسية التي تجذب قلوب وعقول الوالهين فيها بل حتى المفكرين، وفيها ارث تراثي تاريخي يكشف عن صفحات كثيرة في تاريخنا الفاقد لبعض صفحاته، هذه المدينة التي لا يوجد فيها الى الان فندق سياحي باسم الحكومة من الدرجة الاولى، لايوجد فيها خدمات سياحية تلفت انتباه الزائرين ؟ بل للاسف الشديد هنالك دور متهالكة تصبح فنادق خمس نجوم ويتحدث اصحابها عن اجرة السكن بالدولار لاسيما في المناسبات، لايوجد فيها سوق مركزي تتوفرفيه كل انواع البضائع، لايوجد فيها مراب نموذجي، لا توجد ابتكارات سياحية من حيث الخدمة كان يكون سهولة النقل او الحجز او توفير خدمات لاتخطر على بال الزائر، اسوة بما يتفنن به المتسولون من تقديم خدمات للحصول على المال مثلا في نقاط التفتيش او تقاطع الطرق، كل هذه معدومة تماما، للاسف الشديد حتى هذا اليوم تبقى العربانة سيدة الموقف وهي وسيلة نقل الزائرين من نقاط التفتيش الى الفنادق او الى العتبات المقدسة وهذا امر يؤسف له، وحتى اليوم سيبقى اصحاب بسطيات الفلافل هي المطاعم السياحية، وللاسف الشديد الى اليوم هنالك من يستغل ظروف الزيارة في كسب اكبر قدر ممكن من الارباح على حساب ما ينتج سواء خدمي ام مادي.

عندما اقول انها وزارة، فهي وزارة بمعنى الكلمة، وتحتاج الى خمس سنوات على اقل تقدير لتنظيم البنية التحتية والمرافق السياحية ومن ثم ستجني اكثر ما تجني وزارة النفط .

من المعيب جدا عندما نرى هذه الملايين تاتي لكربلاء ولا زال فيها البطالة، ومن المؤسف نرى هذه الملايين ونحن نستورد لها الطعام وبقية ما يحتاجونه من الخارج، من المؤسف جدا نرى هذه الملايين ونرى ايدي عاملة اجنبية في المحافظة .

انها وزارة واقل ما تستحق

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم