أقلام حرة

تعريف العلماني للدين

للدين عدة تعاريف وكل يعرف الدين من وجهة نظره وحسب ما يؤمن به من مبادئ وكيف ينظر الى الدين، وطالما ان العلمانيين يؤمنون بفصل الدين عن الدولة فان لهم تعريفهم الخاص بهم للدين، وحتى يكون نقاشنا معهم علمي ساعتمد تعريفهم للدين وهو الاكثر شيوعا ومقبولية لديهم فلديهم الدين هو اعتقاد قداسة ذات، ومجموعة السلوك الذي يدل على الخضوع لتلك الذات ذلًّا وحبًّا، رغبة ورهبة.

فهذا التعريف فيه شمول للمعبود، سواء كان معبوداً حقًّا- وهو الله عز وجل- أو معبوداً باطلا، وهو ما سوى الله عز وجل.

هذا التعريف هو تعريف جزئي للدين من وجهة نظرنا ولكننا لنقف عنده ونرى كيفية التعامل مع هذا الانسان دينيا حسب التعريف اعلاه، في كل دول العالم بما فيها العلمانية والاسلامية عندما تعلن أي مؤسسة سواء كانت عسكرية او علمية او اقتصادية عن حاجتها الى ايدي عاملة فانها تطلب ذلك وفق شروط معينة يجب ان يتصف بها من يريد العمل مثلا في القطاع العسكري وحتى رئيس الحكومة عندما يعين وزرائه فانه يعينهم وفق شروط معينة، فليس من الصحيح ان يعمل من يشاء في أي مجال يشاء تحت عبارة الحرية، ومن ثم يكون صاحب المؤسسة له حق الاختيار لمن يراه اهلا للعمل معه او ان يكون ضمن عماله.

هذا في ما يخص مجتمعنا البشري فهل ان هذا الحق غير مسموح به لله عز وجل؟ الا يحق لله ان يشترط في طبيعة الشخص الذي يعبده ؟ ام انه كل من يؤدي الحركات العبادية يكون قد نفذ تعريف الدين، فهل المنطق يقبل من الفاحش واللص والمحتال والسكير والزاني ان يؤدي هذه الحركات العبادية ويكون قد ادى ماعليه من حقوق التعبد لله عز وجل؟ ـ هنالك بحث قيم للسيد الشهيد محمد باقر الصدر بخصوص صلاة الفاسق في انها صحيحة ولكن هل هي مقبولة؟ أي انه توضأ وقرا وركع وسجد وفق الضوابط ولكن هل اخلاقه هي المطلوبة شرعا؟ ـ، الم يضع الله عز وجل شروطا للانسان العابد ؟ بلى قد وضع شروطا له وهذه الشروط هي تحت فقرتين مهمة ( يجب، ولايجوز) أي يجب ان يقوم باعمال عبادية والتزامات تشريعية اخرى غير الصلاة ولا يجوز أي حرمة عمل الفواحش، ومن بين الفواحش هي عدم الاساءة للاخرين واحترامهم، وهذا لايكون الا وفق تشريع يفرضه خالق العباد على العباد، وهذا التشريع هو ضمانة لحقوق الانسان، وبالتالي هو ينظم علاقة افراد المجتمع بعضهم مع البعض ومن بينها علاقة الفرد بالمسؤول والعكس كذلك.

ومن مفردات الدين واهمها هو القران الكريم بالنسبة للدين الاسلامي، فلو اخذنا تعريفهم بخصوص علاقة العابد بالمعبود فاننا نجد في القران ايات كثيرة لا علاقة لها بالعبادة بل لها علاقة في تهذيب اخلاقيات الانسان حتى يكون مؤهلا لعبادة الله او بالاحرى حتى تقبل عبادته، مثلا عندما يقول ولا تقربوا الزنا، او ويل للمطففين، او قصة النبي لوط الذي كان يحث قومه على ترك الفاحشة، والسارق والسارقة، وغيرها من القصص الاخلاقية الكثيرة، التي تؤكد على تنظيم علاقة الفرد بالاخر وليس فيها اشارة الى عبادة الله عز وجل بالمعنى المتعارف أي الصلاة، فهل هذه الايات بحاجة الى تجديد؟ طالما ان العلمانيين يؤكدون على تجديد التراث.

لايمكن لانسان ان يقبل الاخر الا اذا توفرت فيه شروط فالصداقة والزواج والعمل كلها وفق شروط يراها كل طرف في الاخر حتى يقبل صداقته او زواجه او عمله، فهل هذه الشروط مسموحة لكم وممنوعة على الله عز وجل في اختيار صفات عباده؟

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم