أقلام حرة

ماذا يعني فرض عقوبة روسية على انقرة؟

dawd alkabiلعل روسيا لم تفاجئ العالم حينما اصدرت مرسوما يقضي بفرض سلسلة من الاجراءات الاقتصادية والتجارية – حظر- ضد تركيا كردود افعال لها بعد حادث سقوط الطائرة الروسية وقتل طيارها . ويشمل الحظر الذي اعلنته روسيا، منع استيراد انواع من البضائع والسلع المختلفة ؛ وتشمل ايضا الخدمات التي تقدمها شركات تركية في الاراضي الروسية، ووقف العمل بنظام الاعفاء من التاشيرات اعتبارا من بداية العام المقبل ومنع الرحلات الجوية غير المنتظمة بين البلدين، وسوى ذلك من القضايا المشتركة بين بينهما .

وفي علم الاقتصاد أن هذه الاجراءات هي ليست من مصلحة البلدين، وقد تؤثر تأثيرا سلبيا وبالخصوص على الشركات الاهلية، اي غير المرتبطة ارتباطا مباشرا مع الدولة، فنستطيع أن نعدها كالاجراءات التي فرضها المجتمع الدولي على ايران اليوم، وقد شاهدنا مدى تأثيرها على الاقتصاد الايراني .

وقد صرحت الحكومة الروسية على لسان الرئيس بوتين على تعزيز الرقابة على الشاحنات التركية التي تدخل الاراضي الروسية، وتوجيه شركات السياحة الروسية بالتوقف عن تنظيم رحلات سياحية الى تركيا لدوافع امنية بحتة بحسب قولها، وتشديد الرقابة على شركات الطيران التركية في الاراضي الروسية.

وهنا سؤال يطرح نفسه: من هو المسؤول عن كل هذا؟ ومن الذي بدأ باللعبة، وهي لعبة سياسية خطيرة؟، هل مثلا أن الويلايات المتحدة لها يد خفية عما يجري؟ والا لماذا اسقطت انقرة الطائرة الروسية، ثم انها تصر على عدم الاعتدار الى الجانب الروسي، ما يجعلنا نشك في جدية الولايات المتحدة بأنها ملف داعش، وأن كثيرا من التقارير والتحليلات السياسية تشير الى أن داعش هي لعبة سياسية امريكية، وحينما تيقنت روسيا من ذلك، وخوفا على مصالحها، ومصالح حلفائها، اخذت على عاتقها بضرب داعش، وكلنا رأينا الضربات المركزة على مواقعهم في سوريا .

اللعبة بدأها اردغان، و يجب عليه تمحل مغبة ذلك، أن لم يكن قد اخذ الضوء الاخضر من الولاايات المتحدة، وهنا يقع الامر على عاتق الشعب التركي، وذلك بمحاسبته عما يجري، ليس في انقرة فحسب، وانما في كل المنطقة . فلو وقعت الحرب – وهذا مما نستبعده – فأن المنطقة كلها ستتأثر، وان قرار اعلان الحرب ليس بالامر الهيّن كما يتصوره البعض . فعلى الشعب التركي وعلى البرلمان أن يدفع بعكس اتجاه اردغان، ويحول دون رغباته وما يجري في ذهنه وينوي طبيقها اليوم .

والى هذه الساعة ونحن لا نعلم ما موقف الولايات المتحدة عما يجري، وهل هي ستقف بجانب الروس ام بجانب الاتراك ؟ بصرف النظر عن مواقفها القديمة مع روسيا، ثم اين التحركات الدولية ؟ لماذا هنالك صمت مريب ؟ وكأن الجميع ينتظرون وقوع مزيدا من القرارات السياسية التي تزيد الطين بلة .

 

داود سلمان الكعبي

 

 

في المثقف اليوم