أقلام حرة

منتهكوا الأعراض وحديث الإنقراض.!!!

jafar almuhajirلست من أنصارأية حكومة عراقية ولم أنتم يوما إلى حزب من الأحزاب. وغالبا ماأنتقد الحكومات المتعاقبة على أخطائها بحق الشعب العراقي.ولكني كأي مواطن عراقي بسيط أحب وطني العراق، وأرفض كل خطاب طائفي من أي شخص صدر، وأدافع عن الطبقات الكادحة والمحرومة   وأسعى في كل مقالاتي وقصائدي إلى لم الشمل والوحدة ونبذ الروح الطائفية المقيتة التي جلبت أفدح الأضرار للوطن ، وأدت إلى سفك دماء عشرات الآلاف من الأبرياء من قبل الإرهابيين السفاحين الذين آنتهكوا الأعراض ، وأحرقوا المدن ، وشردوا الملايين من ديارهم، ولم يتركوا وسيلة دنيئة ووضيعة إلا وآتبعوها في قتل الأبرياء من أبناء العراق بمختلف قومياتهم ومذاهبهم. ولاشك إن العراق اليوم يعيش على مفترق طرق، ويخوض معركة وجود مقدسة ضارية ضد أعتى وأشرس المجموعات الإرهابية ، ومن واجب كل مواطن عراقي شرب من ماء دجلة والفرات وعاش على ترابه أن يقف مع الجيش والحشد الشعبي اللذان صدا هذه الهجمة الإرهابية المدمرة ، وأنقذا بغداد قلب العراق من شرورالغزاة الداعشيين الأوغاد. فكيف إذا كان هذا الشخص نائبا في البرلمان؟لاشك إن مسؤوليته ستكون أكبر نحو شعبه ووطنه. والواجب الوطني والأخلاقي يفرض عليه أن يصب خطابه لخدمة وحدة الشعب العراقي.هذا الشعب الذي عاش متآخيا بكل قومياته ومذاهبه منذ آلاف السنين.ولابد أن يكون حريصا على كل قطرة دم بشرية في وطنه وهو يعلم إن أعداء الوطن يتربصون به لنشر الفوضى فيه عن طريق النعرات الطائفية. وإعلامهم يبحث عن أية ثغرة بسيطة حتى يدخل من خلالها، ويبث فتنه الطائفية لتمزيق لحمة هذا الشعب الذي عانى الكثير من الويلات والمصائب. والمواطن العراقي يسمع يوميا الأطنان من الأضاليل تطلقها المحطات الفضائية الداعشية ضد العراق كلما لاحت بارقة أمل في النصر على الدواعش الظلاميين لكي لايقف على قدميه ، ويتخلص من أمراضه التي جلبها له السياسيون المتصارعون من أجل المكاسب الشخصية بعيدا عن مصلحة الشعب.   لقد أقسم أبناء العراق الشرفاء الأبطال الذين بتراب الوطن على تطهيره من رجس هذه الوحوش الضارية. لكن الأنظمة الطائفية في المنطقة وعلى رأسها نظام آل سعود وأذنابه ونظام أردوغان العثماني لايروق لهم ذلك، ويبغون تحويل مسار المعركة ضد عدو الإسلام والإنسانية داعش إلى معركة شيعية سنية لاتبقي ولا تذر بعد الحلف الجديد بينهما . ومن المؤسف إن أصواتا تخرج في العراق وهي تتناغم مع هذه التوجهات الطائفية المدمرة.

ومن العار على نائب يقول عن نفسه إنه ممثل للشعب ثم يظهر على شاشة إحدى المحطات الفضائية ويحمل معه بوقه الطائفي الصدئ الذي تعود عليه وسار على نهجه طيلة هذه السنوات العجاف التي مرت على العراق منذ سقوط الصنم ، وينفخ فيه بإصرار لاينم عن أي شعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية وخاصة في هذا الظرف الخطير الذي يمر به العراق، معتقدا إنه بهذا الخطاب البائس سيحصل على المزيد من المكاسب الشخصية ، وإنه يوجه رسالة إلى من ينفخ في الرماد ويصرخ بأبواقه المسعورة عن مايسميها كذبا وزورا:

(ظلم الحكومة العراقية لأهل السنة في العراق) عسى أن يحصل منهم على بعض الفتات على حساب مصير الوطن والشعب.

إن النائب ظافر ناظم سلمان العاني كان له قصب السبق في إطلاق التصريحات الطائفية الحادة التي تتناغم مع هذه الإفتراءات.وهو الذي دأب على بث سمومه الطائفية المقيتة لسنوات إستمر فيها نائبا في البرلمان ولم يفتح فمه يوما بكلمة ضد نظام دموي دكتاتوري أهلك الحرث والنسل ودفن آلاف العوائل وهي حية في مقابر جماعية، وشن الحروب العدمية التي أكلت نارها الملايين من خيرة شباب العراق ولا يخفي   حنينه المستمر إلى ذلك النظام القهري الفردي الطائفي البغيض في كل مناسبة يظهر فيها على شاشات الفضائيات المعادية للعراق. وحين تشكل الحشد الشعبي ظل يوجه تصريحاته المعادية ضد هذا الحشد الذي لولاه لكان مبنى البرلمان الذي ينتمي إليه هو اليوم بناية تابعة لداعش تمارس فيها جرائمها الوحشية بحق أبناء الشعب العراقي بكافة قومياته ومذاهبه.

وكانت آخر تصريحاته الإستعراضية الخائبة في محطة الشرقية الفضائية مساء الأحد المصادف 27/12/2015م عندما أطلق جملة:

(إن السنة على وشك الإنقراض في العراق ) وقد كررهذه الكذبة الفجة في حديثه وكأنه يصورللمشاهد العربي المتخم بالإعلام الداعشي المضلل إن طائفة أهل السنة الكريمة تعرضت للإبادة على أيدي الشيعة مثلما تعرض الأرمن على أيدي الأتراك أو أهل كمبوديا على أيدي الخمير الحمر أو جماعة التوتسي على أيدي جماعة الهوتو في رواندا. متجاهلا تماما أربعة آلاف سيارة مفخخة فجرها الإرهابيون القتلة في مناطق الوسط والجنوب ومئات الإنتحاريين الأوباش الذين فجروا أنفسهم في هذه المناطق والتي حصدت آلاف الأرواح البريئة ودمرت بنى تحتية ومساجد وأسواق ومعامل ولم يقل أحد قادة الشيعة إن أهل السنة كانوا وراء ذلك؟ولاشك إن الطائفة السنية الكريمة تبرأ من هؤلاء الذين يدعون إنهم يقومون بجرائمهم دفاعا عن أهل السنة. فأهل السنة وأهل الشيعة وبقية الطوائف الأخرى يمثلون نبض العراق وسيبقون أخوة متحابين متكاتفين في السلم والحرب ، ولا تستطيع أية قوة ظلامية ولا وسائل إعلامها أن تدق إسفينا بين مكونات العراق مهما بذلت من أساليب خبيثة في هذا المضمار.

ومن خلال هذا التسويق المضلل والمنافي للحقيقة يعتقد ظافر العاني بأنه سيحصل على المزيد من المكاسب الإنتخابية في المستقبل على حساب الدم العراقي، وإنه سيحرض النظام العربي المهووس بالطائفية على العراق أكثر فأكثر.ولو كانت كتلته السياسية في صف المعارضة لهان الأمر لكنه مشترك في الوليمة ويغرف من لحمها وشحمها ثم يرفضها،ويكيل إليها مختلف التهم من خلال رأس ماله الوحيد الذي يملكه وهو الحديث الطائفي البغيض .إنها الإزدواجية الصارخة النتنة التي تزكم الأنوف والتي درج عليها هذا الشخص ومن على شاكلته من السياسيين وما درى إنه بهذا النفس الطائفي الوضيع قد تحول إلى غراب شؤم بائس لايصدقه مواطن عراقي منصف وخاصة من أهل السنة الشرفاء الذين يعرفون حقيقة ظافر العاني. وكم كنت أتمنى أن يكون هذا الطائفي المحرض على الفتنة بين مقاتلي عشائر الأنبار الشرفاء الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة بدماء أحبتهم وأخوتهم من أبناء الوسط والجنوب على أرض الرمادي العزيزة التي عادت إلى حضن الوطن لكي يثبت إخلاصه لبني قومه على صعيد الواقع بدلا من الإنتقال إلى هذه المحطة الطائفية وتلك لينفخ في بوق طائفيته المشين. ولم يفتح فمه بكلمة ضد العدوان التركي الذي توغلت دباباته ومصفحاته بعمق 110 كم داخل العراق بتواطؤ مكشوف من البارزاني. ويكفي ظافر العاني خزيا أن يتصدى لتصريحاته الطائفية البغيضة أحد شيوخ الأنبار الشرفاء حين قال:          

(إن هذا النائب يحاول للحفاظ على ما تبقى من داعش في الانبار.وإن تصريحاته وتصريحات أمثاله قد أضعفت النسيج الوطني وأوصلت محافظة الانبار الى ما وصلت اليه اليوم.) ويقول أحد السياسيين عنه:

(لقد نزل العاني إلى الدرك الأسفل من الانحطاط السياسي، والخطاب الإعلامي التحريضي، في إثناء حوار له من على قناة "الشرقية"،، مع السياسي العراقي عزة الشابندر، حين شتم العاني، الشعب العراقي، وخوّن السياسيين العراقيين الذين يدعون إلى تحالف رباعي يضم العراق وايران وسوريا وروسيا، لمجابهة تنظيم داعش الإرهابي.واعتبر الانضمام الى التحالف مع ايران وروسيا يرقى إلى "جريمة الخيانة العظمى"، ويتعارض مع قوانين الدولة العراقية النافذة، معتبرا المنادين بهذا المشروع خونة.وهو يتعمّد اجترار مصطلحات "الإقصاء" و"التهميش" و"الدكتاتورية" و"التفرد بالقرار" في اغلب التصريحات التي يطلقها، فيما تخلو تصريحاته من إدانة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها داعش والجماعات المرتبطة بها، وبديلا من ذلك يتهم القوات الأمنية والجيش بأعمال قتل وانتهاك لحقوق الإنسان.وقد شاءت الاقدار ايضا ان يكون ظافر طالبا للدكتوراه في العلوم السياسية في نفس دورة شيخ العلماء والمحدثين (المقبور عدي صدام حسين) وانأ اتذكر تلك الدورة جيدا حينها كان شفيق السامرائي عميدا للكلية. وكنت اراقب عن بعد تحركات السيد ظافر وتملقه لسيده المقبور. حيث كان معظم قادة النظام السابق (العباقرة) طلابا للماجستير والدكتوراه. ومنهم المقبور حسين كامل وصدام كامل وسعد الياسين وثلة من ضابط اجهزة الامن والمخابرات وموظفي القصر الجمهوري انذاك.)

ومن المضحك المبكي إن العاني كان يوجه كلماته النارية ضد الإحتلال الأمريكي للعراق، ويتهم الحكومات التي تشكلت في ظله بأنها (حكومات عميلة )واليوم ينقلب 180 درجة في خطاباته الجديدة،وأصبح الأمريكان (حبل إنقاذ لأهل السنة ) حسب نفسه المريضة بالطائفية. والعاني يعلم تماما إن الأمريكان هم الذين دمروا العراق وتركوه قاعا صفصفا، واليوم يسعون إلى تقسيمه من خلال حديث السنة والشيعة الذي يتفوه بها أفواه كبار المسؤولين منهم. وقد ظهر جليا إن هذا الشخص وأشباهه من دعاة الطائفية قد تعروا تماما على حقيقتهم من خلال تمرغهم على أعتاب الأمريكان وعملائهم في المنطقة. وبهذا يمهدون لإقامة مايسمى بـ (الإقليم السني )الذي تسعى إليه السعودية وقطر بالتعاون مع الأمريكان لتمزيق العراق وتحويله إلى دويلات طائفية متصارعة.

والمطلوب اليوم من العشائر العربية السنية المجاهدة التي قاتلت قتال الأبطال على أرض الأنبار العزيزة إجهاض هذا المخطط الخبيث، ونبذ كل المزايدين على دماء الشهداء الزكية الطاهرة من الذين سكنوا فنادق أربيل وعمان والدوحة   وعقدوا المؤتمرات الطائفية المحرضة فيها ، وأطلقوا دموع التماسيح على بني قومهم ولم يقدموا لهم شيئا يذكر. وظافر العاني أحدهم. اليوم لابد من تظافر همم الشرفاء من أبناء العراق لبناء محافظة العز والكرامة الأنبار التي دمرها وأحرقها الغزاة المجرمون ومنتهكوا الأعراض الدواعش لإرجاع كل الذين شردتهم هذه العصابات الدموية الشريرة إلى ترابها الغالي ولن يتحقق ذلك مالم تتحد سواعد المقاتلين الأبطال من أبنائها مع حكومتهم المحلية والمركزية لتحقيق هذا الهدف النبيل. ومن الأمورالملحة التي تفرض نفسها على مجلس النواب هو تشريع قانون تحريم الخطاب الطائفي وقد قالت المرجعية الرشيدة في آخر خطاب لها:

( لقد آن الأوان للأطراف الداخلية والخارجية التي شجعت على العنف وجاءت بداعش لإعادة حساباتها.)

ولا خير في شخص يستغل مأساة قومه للوصول إلى مكاسب شخصية وليعلم العاني وأشباهه الطائفيين إن التعكز على الخطاب الطائفي لاينتج إلا الدم والرماد والخراب.وليذهب الطائفيون من مروجي الإنقراض إلى الجحيم.

 

جعفر المهاجر.

في المثقف اليوم