أقلام حرة

رجال حزب الدعوة بين الامس واليوم

رجال افذاذ تصدوا لعمل جبار كي يستنهضوا الامة ليثوروا ضد ظلم حكام ويستنيروا من ظلمات الافكار، بدا عملاق الفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) بوضع اول لبنة لهذا الحزب وبدات افكاره التنويرية لتاسيس حكومة اسلامية تاخذ صداها .

12 تشرين الأول عام 1957 عقد أول اجتماع في كربلاء في بيت آية الله محسن الحكيم لمناقشة مسألة تأسيس حزب اسلامي، حضر هذا الإجتماع: السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد مهدي الحكيم، السيد مرتضى العسكري، السيد طالب الرفاعي، محمد صادق القاموسي، عبد الصاحب دخيل، محمد صالح الأديب، السيد محمد باقر الحكيم، السيد حسن شبر، جابر العطا واما الشيخ الدكتور احمد الوائلي فقد دعاه الشيخ عبد الهادي الفضلي للانتماء الى حزب الدعوة فقبل الانضمام ولكنه ابدى رغبته بعدم التظاهر وقد ساعدهم في شراء الة طباعة نوع رينو لطبع نشرات حزب الدعوة وقد وضعت في بيت السيد عدنان البكاء

اضافة الى هؤلاء الرجال انضم اليهم الشيخ مهدي السماوي، الشهيد المهندس محمد هادي السبتي، الشيخ محمد مهدي شمس الدين، السيد محمد حسين فضل الله، وغيرهم من عمالقة الفكر والتضحية في حينها.

هذا الحزب كان يفكر بالعطاء لا بالاخذ، كان يفكر باستخدام الدنيا من اجل الاخرة، كان يفكر بالاسلام والمسلمين، مسيرة هذا الحزب لم يكتب لها النجاح بالنهوض فكريا بما اعتمده من مبادئ عند التاسيس ولسنا بصدد البحث عن السبب ولكن الاكثر شيوعا ان هنالك عملاء اخترقوا الحوزة واشاعوا بين طلابها بان السيد الصدر عميل وللاسف الشديد هنالك من حاول ان يسيء حتى للحوزة فكانت فترة تسلم السلطة من قبل البعثيين فترة عصيبة .

الان حزب الدعوة تسلم مقاليد السلطة، هل يعلم السيد محمد باقر الصدر قدس سره ماذا حقق رجال اليوم من ارثه الخالد للاسلام والمسلمين؟ هل يعلم ان ارثه الفكري تم بيعه في سوق هرج بابخس الاثمان يقابلها النظرة الشخصية لكثير ممن كانوا منتمين بعد استشهاده او انتموا بعد سقوط الطاغية، هل يعلم ان حزب الدعوة انشق اكثر من ثلاثين انشقاق؟ هل يعلم ان خيرة شباب العراق تم اعدامهم بالامس بسبب حزب الدعوة واليوم تم تفجيرهم بسبب الخلل في ادارة حزب الدعوة ومن معه من الاحزاب للدولة؟

عندما نقرا ان السيد مرتضى العسكري او السيد مهدي الحكيم او السيد باقر الحكيم او الشيخ عبد الهادي الفضلي او الشيخ محمد مهدي شمس الدين او الشيخ احمد الوائلي وغيرهم (تقدست اسرارهم جميعا) هؤلاء قيادات حزب الدعوة بالامس فمن نضع قباله اليوم من قيادات نفس الحزب؟ .

هل كان رجالات الدعوة ينظرون الى المنصب غاية ام وسيلة؟ هل يعلم السيد الشهيد ومعه الشهداء من قيادات حزب الدعوة الذين ناضلوا ضد حزب البعث الكافر ان اعضاء من هذا الحزب الكافر هم اعضاء في حزبه؟ هل يعلم ان قتلته وقتلة زملائه هم اصحاب بعض مراكز القرار في حزبه؟

ايها الشهيد السعيد لا تنهض من قبرك لكي ترى تراثك......

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم