أقلام حرة

نصائح الى الحاكمين والمحكومين في عصر الجوع

وهكذا إنحدر سعر برميل نفط أوبك الى 27.85 دولارا للبرميل الواحد بعد أن كان 31 دولارا في تعاملات الأسبوع الماضي، في اقل سعر له منذ عام 2003 والتي بلغت حينئذ 28 دولارا للبرميل ، فيما تراجع سعر خام مزيج برنت إلى 33.34 دولار في ادنى مستوى له منذ نيسان 2004 وهذا ولاشك انخفاض حاد ، جد خطير،   وبالأخص اذا ما علمنا بأن موازنة 2016 قد قيمت برميل النفط بـ 45 دولارا ، بواقع 3 ملايين و600 ألف برميل يوميا ، وبعجز يبلغ نحو 29 تريليون دينار وقس على ذلك حجم الكارثة !!

وبناء على ذلك انصح الفيسبوكيين والتويتريين بالتوقف عن نشر الصور المليئة بما لذ وطاب من ألوان الطعام - المحشي والمشوي - مشفوعة بعبارة " تفضلوا ويانه " ليجيب الأصدقاء كالمعتاد بعبارة " بالعافية اخوية هع هع هع " ليرد صاحب الوليمة الوهمية : " منور فلان هه هه هه ، كبدي علان ههههههه الى آخر الكليشة الفيسبوكية المملة " .

اقول ذلك لأن هناك من هو جائع بالفعل ، ليس في سورية لوحدها وانما في مصر واليمن والعراق وليبيا وغزة وقطعا فأن المدعو الى مائدتك الإلكترونية العامرة لن يصل اليها قط ، الا اذا تحول الى الرجل العنكبوت ، كما وانصح بأن تتحول موائدنا الوهمية الى موائد حقيقية في دار او خيمة او كامب احدهم ، مشفوعة بـ " اطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " .

اما الى المسؤولين العراقيين فأقول ابحثوا عن الأموال المسروقة منذ 2003 واعيدوها فورا الى خزينة المال العام ، الساعة الساعة، العجل العجل " على قول العرافين والدجالين وما أكثرهم في العراق اليوم "، وان لم يكن بإمكانكم فعل ذلك، فعليكم بمصادرة اموال كل من اصبح بعد الـ 2003 من اصحاب العقارات والعمارات والأرصدة والبساتين والسيارات ، لأن الشعب العراقي لن يجوع ، اقول لن يجوع ثانية اذ يكفيه الحصار الغاشم الذي فرض عليه 13 عاما ظلما وعدوانا ، انتم في سدة الحكم اليوم بخدعة تحسين الواقع المعاشي للعراقيين وزيادة الرواتب وهي   اكذوبة لإلهاء الشعب ، ظلت باقية على قيد الحياة 13 عاما ولا أظنها ستصمد بعد اليوم   لأن الفقر   المدقع   بدأ يلوح في الآفاق، و لن يخسر العبيد ساعتها سوى الأغلال التي تكبل معاصمهم - اعلم ان اشغال العراقيين بأحداث خارجية ستكون خطتكم الناجعة وقتيا لصرف نظر الشعب عن مأساته الحقيقية داخليا والمتمثلة بالفاسدين والمفسدين - الا ان الجوع كافر ومن جاع كفر بقيمكم ..كفر بأحزابكم ....كفر بكتلكم ..كفر بتحالفاتكم ...كفر بقومياتكم ...كفر بطوائفكم .. بديمقراطيتكم وبكل الوعود الزائفة التي تأملونه بها تباعا لتزدادوا ثراء باسم الطائفة والوطن والحرية والتحرير والدستور وما شاكل ..واكرر ليس للجائع ما يخسره على الأطلاق , فأحذروا ثم احذروا ...نصيحة من مواطن عراقي قبل التهور المطلق وقطع الرواتب او تخفيضها ، وتسريح الموظفين والعمال لأنه وكما تعلمون فأن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، ارجاع المسروقات و مطاردة الفاسدين بينكم وقبلكم اولى من كل ذلك قبل وقوع الكارثة !! اودعناكم اغاتي

 

احمد الحاج

في المثقف اليوم