أقلام حرة

رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الشهرستاني المحترم

السلام عليكم.

الموضوع/ شكوى.

لاشك إن سيادتكم يدرك أهمية ودور الشباب في المجتمع وغني عن القول أن يقال عنهم إنهم قلب المجتمع النابض والدم المتجدد في عروق كل أمة تسعى للنهوض الحضاري . ولا أريد أن أطيل في مقدمتي هذه وسأدخل في الموضوع بصورة مباشرة:

تمت الموافقة من قبل وزير التعليم العالي السابق على افتتاح كلية في جامعة الكوفة عام 2001 باسم:

(كلية التخطيط العمراني) وألحقت بها ثلاثة أقسام هي (القسم الحضري) و(قسم البيئة) (والقسم الإقليمي) ولاشك إنها من الأقسام العلمية المهمة في عصرنا الحالي ووطننا العراق بأمس الحاجة إلى هذه الإختصاصات. وقد ذكرت عمادة هذه الكلية في بداية تكوينها مايلي:

(تم إستحداث هذه الكلية لتحقيق الريادة في مجالات التخطيط العمراني على المستويات المحلية والإقليمية والدولية والوصول إلى التمييز في برامج تعليم مناهج التخطيط العمراني المعترف بها دوليا مع تطوير الوحدات البحثية والاستشارية بالكلية لتسهم بفاعلية في مشروعات التنمية المجتمعية، وفي عملية ا لتطوير المستمر لعلوم التخطيط العمراني لإعداد (مخطط عمراني) قادرعلى فهم وحل مشكلات المجتمع العمرانية في ضوء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ورفع كفاءة البحوث، وتلبية احتياجات المجتمع، لتخريج (مخطط) قادر على المنافسة المحلية والإقليمية والدولية باستخدام احدث نظم تكنولوجيا المعلومات بإعداد مخططين عمرانيين أكفاء لديهم الفهم والمعرفة العلمية المؤهلة لمتطلبات العصر وتطويرمنهج علمي تطبيقي حديث لعلوم التخطيط العمراني يفي باحتياجات المجتمع ودعم قدرة الخريج لتحقيق متطلبات الممارسة المهنية والتنافس والمشاركة بكفاءة في تخصصات التخطيط العمراني المختلفة محليا وإقليميا وعالميا وتنمية القدرة على الإبداع والإبتكار للطلبة ودعمهم وتشجيعهمعلى التعلم الذاتي والاستفادة المثلى من المعلومات التخطيطية المجموعة بأتباع المنهج العلمي وصولا لحل مشكلات التنمية بالمجتمع وتحقيق المزيد من التعاون مع المجتمع المحلي والإقليمي والدولي من خلال الأبحاث والدراسات المشتركة وصولا (للاعتمادية العالمية) وتقديم المشورة التخطيطية في المجال الحضري والبيئي.)

هذا ماأوردته عمادة الكلية من كلمات في بداية تأسيسها.

وقد تم قبول الطلبة المتخرجين من القسم العلمي فيها وكان معظم هؤلاء الطلبة من ذوي المعدلات العالية في هذا الفرع وكان الحد الأدنى لمعدل القبول 75%.

وقد تفاءل هؤلاء الطلبة تفاؤلا كبيرا بمستقبلهم الذي ينتظرهم خاصة إنهم كانوا يحصلون على التشجيع من أساتذتهم بأنهم سيدخلون الحياة العملية لحاجة البلد إليهم لإعمار ماخربته الحروب في العراق، وجعله بيئة خالية من التلوث بعد أن درس هؤلاء الطلبة شتى العلوم الهندسية والجغرافية والبيئية على أيدي أساتذة أكفاء في جامعة الكوفة. وقد قدم كل أربعة طلاب تصاميم عملية أسوة بكلية الهندسة المعمارية في نهاية سنة التخرج كلفت كل طالب (مليون دينار) إنتزعها من لقمة عيش عائلته إضافة للمصاريف الكثيرة من شراء القرطاسية والكتب والمصادر حيث تقدر كلفة مصاريف دراسة كل عام بخمسة ملايين دينار.وقد تخرجت الوجبة الأولى من الطلبة والطالبات البالغ عددهم حوالي 150 طالبا وطالبة في القسمين الحضري والبيئي بدرجة (بكالوريوس في التخطيط) وبعنوان (مخطط ) لكل منهم بعد دراسة نظرية وعملية أمدها أربعة أعوام قضوها من السهروالدراسة. وتحمل أولياء أمورهم مصاريف دراستهم وأغلبهم من الكادحين الفقراء. وقد جاء الطلاب من تسع محافظات عراقية يحدوهم الأمل بالكلام الذي سمعوه عن كليتهم . وحال تخرجهم إصدموا بالواقع المر الذي لاعلاقة له مطلقا بالكلام الذي سمعوه أثناء دراستهم المضنية .وقد ظهر ذلك جليا حينما بدأوا يطرقون أبواب الدوائر الحكومية للتعيين في مجال إختصاصهم فأخذوا يصطدمون بعقبة كأداء وهي عدم وجود عنوان وظيفي يحمل إسم (مخطط) في الجهاز الإداري العراقي، وأخذوا يسمعون من السلطات المحلية في محافظاتهم إن من الأفضل والأسهل لهم لو حالفهم الحظ أن يتقدموا للحصول على وظيفة كتابية بشهادة الدراسةالإعدادية.!!!

وقد سبب هذا الكلام صدمة وإحباط شديدين لهؤلاء الطلبة وهم يسألون الوزارة المسؤولة عن قبولهم: لماذا فتحت هذه الكلية مادام المتخرج منها لايجد إسم (مخطط ) في الجهاز الحكومي أو القطاع الخاص إن وجد .؟ وما هو مصيرهم وأي مستقبل ينتظرهم؟ ومن المسؤول عن ضياعهم في بلدهم ؟ وأين هو التخطيط الذي يتردد على ألسنة المسؤولين في وزارة التعليم العالي؟ وهل ضياع هؤلاء الشباب هو لصالح الدولة العراقية ومستقبلها؟وهل إن دولة غنية مثل العراق تبقى عاجزة عن إنصاف هؤلاء الطلبه الذين تنتظر عوائلهم الفقيرة ثمرة جهودهم بفارغ الصبر؟ ألم يقل الإمام علي ع ( لو كان الفقر رجلا لقتلته) وهناك الكثير من الأسئلة تدور في أذهان هؤلاء الطلبة المساكين بعد أن قضواعشرات السنين في السعي والدراسة والبحث ووجدوا أنفسهم مرميين على الرصيف ولا أحد يسأل عنهم.؟ نرجو أن نحصل على جواب من سيادتكم ولكم الشكر والتقدير.

عنهم ولي أمر أحد الطلبة.

 

جعفرحسين أحمد

 

في المثقف اليوم