أقلام حرة

مصيران للموصل

لا احد يستطيع ان يحصي عدد التصريحات التي صرح بها المسؤولون العراقيون بخصوص خطة تحرير الموصل، وكم من مرة قالوا انها مسالة وقت، وكم من مرة قاموا بنثر المنشورات على اهالي الموصل استعدادا للتحرير، وكم من مرة ذكروا استعدادهم للتحرير حالما تحين ساعة الصفر، وكم وكم وكم....

لايختلف اثنان ان الموصل سقطت بمؤامرة مدبرة من اقزام من الداخل ومن الخارج وليس لقوة داعش، وكل ما يؤخذ بالمؤامرة يسترد بالمؤامرة، والمؤامرة هي اتفاق الاطراف الذين اسقطوا الموصل وبادارة امريكية سعودية بالاتفاق مع الحكومة العراقية على صفقات كواليسية يتم من خلالها اعداد سيناريو لانسحاب داعش من الموصل بحيث تعمل امريكا على المحافظة على قيادات داعش وفق الانزالات الجوية المزعومة ودائما لا تهتم امريكا بهوية ضحية المؤامرة حتى وان كانوا رفاقهم بالامس، هذا السيناريو هو الافضل والاقوى حضورا في تحرير الموصل .

الخيار الاخر ان اضطر اليه فيعني ان الموصل سوف تحرر بعد خرابها بالكامل فان قيل الدمار في الرمادي 80% اعتقد في الموصل سيكون 200%، 100% للارض و 100% للجو الذي سيتلوث بشكل غير مسبوق.

والسؤال من هي القوات التي ستتحمل عبء هذه المعركة ان اريد لهذا الخيار ان يحصل؟ ان الذي تفضله السعودية ان تكون الجهة المقاتلة هي القوات العراقية والحشد الشعبي، حتى تكون الخسائر باغلبها شيعية ومن ثم اطلاق الاكاذيب الوهابية بخصوص التجاوز على اهل السنة وممتلكاتهم، فالغاية الدمار للبشر وللارض، وقد تكون مشاركة شكلية لمليشيا النجيفي ومع الدعم الاعلامي لها تصبح هي من حررت الموصل

في الجهة المقابلة هل ان القوات العراقية والحشد الشعبي استوعبوا ما تعرضوا له في تكريت وبيجي والرمادي ؟ نعم استوعبوا الدرس ان احسن السياسيون سياستهم مع قوات التحالف في الاتفاق حول تدخلهم العسكري والمناطق المخصصة لكل قوة .

هنا يرد سؤال هل سيكون لاهالي الموصل دور في المواجهة من الداخل؟ انا لا اعتقد وذلك لانهم لا يثقون بالقدرات العسكرية للقوات العراقية مع رائحة الطائفية لدى البعض وخوفها من الرد العنيف لداعش الذي ان فكر بالمواجهة فانه لا يرعى لاهالي الموصل اية حرمة ويستخدمهم دروعا بشرية او رهائن يساوم بهم القوات العراقية، هذا كما حصل في منطقة الزبداني عندما تمت محاصرتهم من قبل قوات حزب الله والجيش السوري فانهم لجاوا الى احتجاز مدنيين في قريتي الفوعة وكفريا والمساومة بهم لغرض انقاذ ارهابييهم الذين اصبحوا محاصرين في الزبداني.

ان القوات العراقية والحشد الشعبي ومع الخبرة التي اكتسبوها في تحرير المدن العراقية ومن غير التدخل السلبي للتحالف الذي كثيرا ما يخطئ في ضرب القوات العراقية والحشد الشعبي فانهم قادرون على تحرير الموصل باقل الخسائر، ولكن سيناريو تحرير الموصل باحد الخيارين لاغير، اما الانسحاب بمؤامرة امريكية وسعودية واقزام عراقية او الدمار بالكامل.

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم