أقلام حرة

يا حكومتنا الامام علي يخيّرنا

لو تتبعنا كل طواغيت الارض فاننا سنجد ان دعائم تثبيت ملكهم هي التحذيرات التي حذرنا منها القران والسنة ، فان هؤلاء الطواغيت يقراون ما هو نقطة ضعف الانسان من خلال تحذير الله عز وجل او المعصوم عليه السلام من عمل ما حتى لا نقع في التهلكة نجد ان الطواغيت يمهدون الطريق للانسان حتى يتم استدراجه لنواهي الشارع الاسلامي بالاعتماد على وساوس الشيطان الذي يتمكن من ضعيفي او عديمي الايمان.

هذا الطاغوت حالة سيئة مرفوضة تعتبر اخطر شيء على المجتمعات البشرية ، ولكن هل هنالك الاسوء من الطاغوت؟

نعم هنالك الاسوء من الطاغوت ، هنالك حالة لو قورنت بالحكم الفاسد والفاسق فانها الاسوء والفاسق هو الافضل ، هذه الحالة تقوم القوى الاستكبارية بدراستها دراسة دقيقة من خلال احاديث المعصوم حتى تصل بالمجتمع الاسلامي الى ادنى مستوى من الفوضوية والتخلف .

نظرة دقيقة لحديث امير المؤمنين عليه السلام " لابد للناس من امير بر او فاجر" والاحتمال الثالث هو السيء الذي لم يذكره الامام ولكنه اسوء من الفاجر، فالافضل هو الامام البر اي العادل ولهذا ذكره عليه السلام اولا ومن بعده الامام الفاجر هو الافضل من الحالة التي عليها المجتمع في الاختيار فانه ان لم يستطع اختيار حاكم عادل فالظالم افضل من لا حاكم، فالظالم له قانون يحكم به وقانونه ظالم ولكن هو قانون ، فالحالة الاتعس هي حالة اللاقانون.

تعالوا لنقرا الوضع العراقي هل وصل بنا الحال لان نكون دولة فوضوية؟ اذا ما اختلفنا في الجواب فان من يقول لا فوضوية هنالك من يقول فوضوية وحكم الطاغية هو الافضل ليس لانه طاغية بل لان الفوضوية هي الاسوء، فالفوضوية كيف تتجلى لنا صورتها؟ تتجلى من خلال عدم محاسبة المسيء ، تتجلى عندما لا يوجد قانون رادع لواد الجريمة، تتجلى عندما يتفشى الفساد في كل مفاصل الدولة بل لنقل اغلبها، تتجلى عندما لا تشعر بالاطمئنان اذا ما غصب حقك .

سالت صديقي لو اتهمك شخص ما تهمة باطلة فهل ستشعر بالطمانينة بانك ستحصل على براءة؟ اجابني على الفور كلا ثم كلا ، بل حتى افاوض المشتكي واعطيه ما يريد حتى يتنازل عن دعوته!!!!.

ومن هذا المنطلق فهنالك من ياس مما هو فيه من الوضع الفوضوي ودليل اخر على هذه الفوضوية فالهجرة الفاشلة والماساوية والمهينة للانسانية اقدم عليها الكثيرون بل حتى البعض في وضع مالي ممتاز الا انه فكر بالهجرة، ولا احد ينكر ان الهجرة مؤامرة خبيثة قصد منها الحشد الشعبي الا ان البعض منهم هاجر والبعض ندم وعاد والبعض لازال متسول في تلك البلدان التي قصدها. هذه الكرامة المجروحة لماذا فضلها العراقي على ماهو عليه في بلده؟

على الحكومة العراقية ان تعيد حساباتها ولتعلم ان ما هي عليه الان لا يليق بها كحكومة منتخبة من الشعب بل السائد بين الشعب انها تعمل بارادة امريكية لتنفيذ ماهو اسوء من الحاكم الفاجر حتى تتمكن من رسم صورة غير سليمة عن الدين الاسلامي وليس لكي تترحموا على طاغية في قعر جهنم وهي قليلة بحقه

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم