أقلام حرة

اخطاء شاسعة في الساعة التاسعة

البرنامج الذي ياخذ شهرة واسعة مع التاثير على الراي العام هو البرنامج الناجح واما الشهرة من غير التاثير فهو برنامج اشبه الى التهريج، والنجاح له مستلزماته حتى يتحقق وفق ما يرغب ممول الوسيلة الاعلامية، فقلما تجد اعلامي يعمل في وسيلة اعلامية يستلم راتبه من الممول يستطيع ان يعبر عن رايه بصراحة ، لربما يكون رايه مطابق اصلا مع الممول او كما يسميه الاعلامي مامون افندي (الكفيل).

تابعت بعض المقاطع لهذا البرنامج (برنامج ستوديو الساعة التاسعة تقديم انور الحمداني ـ قناة البغدادية) فوجدته برنامجا يحمل في طياته كثير من الغايات التي اراها غير سليمة ساعده على ذلك الضيوف الذين يستضيفهم البرنامج وطبيعة عرض البرنامج مع المقدم ساعد كثيرا في ايقاع الضيف بمطبات نتيجة اسلوب اخراج البرنامج وطريقة اداء المقدم، اما انه يتضمن معلومات قيمة تخدم الشارع العراقي فان هذا لا يستحق ما يهول له البعض .

الضيف الذي لديه مؤاخذات على البرنامج عليه ان لا يوافق بالاستضافة عبر الاتصال المرئي لان مثل هكذا لقاء يتيح للحمداني ان يتحدث ويقاطع ويقطع الاتصال ولا يسمح للضيف ان يتحدث بحرية حتى لا يفتضح امره ومثل هذا حصل في لقائه مع عبد الامير علوان وعزة الشابندر.

مقدم البرنامج الناجح هو الذي يكون سؤاله باقل الكلمات البليغة التي تاتي بالصميم ، اما ان يتحدث ويعبر عن مشاعر ممول الفضائية ويبدا بالخطابات ويظهر نفسه مدافع عن الشعب ويزيد على ذلك عبارات غير لائقة في المجال الاعلامي فان مثل هذا لا يكون في صالح الضيف، وحتى بعض الضيوف لا يصح ابدا التهجم على مقدم البرنامج عبر تصريحات لهم في وسائل اخرى.

تركيبة انوار الحمداني الثقافية امامها علامة استفهام طالما الذي اختاره حسن العلوي والذي امامه اكثر من علامة استفهام مناصفة مع الممول.

العبارات التي يمتدح بها الحمداني المرجعية ويظهر نفسه مدافعا عن الشعب العراقي في احدى اللقاءات او قيام البغدادية بتغطية الشعائر الحسينية فهذا للتمويه ، فليعلم ان هذا الاسلوب هو بعينه اسلوب معاوية وعمر ابن العاص في مدح الامام علي عليه السلام ، وهو بعينه خطاب الحجاج للعراقيين عندما قال لهم اخرتكم افضل من دنياكم فاعملوا لاخرتكم، وخطابك بالدفاع عن المرجعية هو بعينه اكرام يزيد للسجاد عليه السلام بعد سبيه وعمته وعيال الحسين عليه السلام الى الشام ، وكذلك هو كعبيد الله بن زياد عندما امر بقطع عنق قاتل اولاد مسلم، واصرار المامون على ان يجعل الرضا عليه السلام وليا للعهد كلها تصب في النفاق السياسي

فالاسلوب الاعلامي الهجين لاغلب فضائيات العصر هو اسلوب اصبح المعتاد عليه ، واما مسالة عرض الوثائق التي تحرج الضيوف فان لها صداً واسعا بين المشاهدين وهي التي تعطي البرنامج اكثر قوة من طريقة فتل عضلات اللسان لمقدم البرنامج.

ودائما ليس النجاح بكثرة المتابعين فالحق في كثير من الاحيان يكون مع القلة ، وصدق مولاي امير المؤمنين عليه السلام عندما قال " لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه" وهذا يعطينا نتيجة اخرى وهي لا تستانسوا طريق الباطل لكثرة مشاهديه

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم