أقلام حرة

فتوى صداها بلا نهاية

عندما قال السيد الخامنئي ان فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي جاءت بتسديد الهي، جاءت عن بعد نظر، وصدق الشيخ محمد كنعان عندما قال ارهاصات فتوى السيستاني الاخيرة ستبقى عشرات الاعوام لدفاعها عن الانسان العراقي والارض العراقية، قفوا وعوا ابعاد هذه الفتوى.

يكذب من يدعي حتى بما فيهم اسرائيل وامريكا والسعودية انهم كانوا يتوقعون بيان السيد السيستاني اطال الله في عمره للرد على مؤامرتهم الداعشية فعندما صدرت الفتوى جاءتهم كالصاعقة،  وبداوا يراقبون عن كثب ما ستؤول اليه الامور، نعم ومهما كانت الحلول جعلتهم يسالون انفسهم هذا السؤال فيا هل ترى ماذا سيكون موقف المرجعية من التطورات مستقبلا؟.

الحشد الشعبي بسبب بعض تشكيلاته اثارت الرعب والقلق لدى من لايريدون للعراق الخير، نعم بعض التشكيلات اكتسبت الشرعية في العمل العسكري لانها اصلا كانت مشكلة، والتي استحدثت تلبية للنداء اكتسبت من الخبرة مما جعل الدواعش ومن يدعمهم الوقوف بخضوع امامهم، والان الاستعدادات لتحرير الموصل جارية ومعها زادت ردود الافعال السلبية من بعض الافواه التي لا يعنيها تحرير الموصل بل يعنيها ماذا بعد تحرير الموصل؟ هذا الحشد الذي خبرته المعارك واكتسب منها واضاف اليها صور مذهلة عن كيفية استيعاب دروسها اصبح مصدر قلق للاعداء.

نعم الارهاصات ستبقى لعشرات السنين ولكن ليس للموقف المشرف للحشد في ايقاف مؤامرة الوهابية والصهيونية فقط بل هنالك ابعاد اخرى تقلقهم بعد ما فشلت كل مؤامراتهم باتهام الحشد ساعة انه طائفي وتارة اخرى انه يسرق البيوت واخرى انهم يقتحمون القرى السنية لتصفية الحساب وووو، وباءت بالفشل بعدما تطوع الشرفاء من شيوخ العشائر والابناء من اخواننا السنة لتحرير ارضهم وبالفعل تحررت اكثر اراضيهم.

مداخلة بسيطة لتوضيح الصورة، السلطات الثلاث في اي بلد هي التشريعية والقضائية والتنفيذية وبشقيها العسكري والمدني، والاهم فيها هي التنفيذية فاذا اثخنت بالفساد المالي والاداري فلا تنفيذ سليم سيكون، واما التشريعات التي تحتاج الى قوة (جيش او شرطة) فلابد ان تكون هنالك قوة ذات امكانيات عالية تنفذ ما يصدر من القضاء (بغض النظر عن ما اذا كان القرار عادل ام لا) ولكن القوة التي تنفذ القضاء تجعل البلد مستقر، ولهذا عملت امريكا على تحجيم اي قوة عسكرية في المنطقة من اجل الكيان الصهيوني، وهذا يفسر اول خطوة اقدم عليها بريمر بحل الجيش العراقي، واشغال الجيش المصري بما يجري في الساحة المصرية من اعمال ارهابية، واحراق سوريا من اجل ابعاد الخطر عن اسرائيل وشغلها الشاغل ايران وحزب الله.

الان التفكير بعد التحرير بما سيكون عليه مصير الحشد الشعبي، هل سيصبح الحشد جزء من الجيش ؟ هل سيصبح الحشد كتلة برلمانية ؟ هل سيتم تفكيكه ؟ كل هذه التوقعات لا تبال بها الوهابية، ولكن قفوا عند تحية السيد حسن نصر الله للحشد الشعبي، هذه التحية التي تعبر عن ما يقلق الامريكان والصهاينة والوهابية مستقبلا، هذا الحشد الذي سيكون له المكان المعلى في اصابة الصهيونية بالارق والارهاق بعدما عاشت لحظات يسيرة من السعادة بسبب اشتعال الدول العربية بالفتن وبالربيع الاغبر واشغال قواتها العسكرية بالارهاب لتصبح الصهيونية سيدة المنطقة بالقوة ولكنها كسرت هيبتها من قبل حزب الله وها قد ولد شقيق لحزب الله انه الحشد الشعبي وثالث لهم في اليمن.

نعم الحشد الشعبي الذي سيكون القوة التنفيذية في العراق وفي المنطقة اذا تطلب الامر وليس بخفي علينا وعلى غيرنا ان بعض التشكيلات لها علاقة مع ايران كما وانها اي ايران ساعدتها في التسليح والعتاد، فالذي يتعرض الى اعتداء له الحق ان يستعين بالاصدقاء والف لعنة على القومية، هذه المساعدات لها ثمن في رد الجميل اعتقد بان المؤامرة ستاخذ طريقها نحو التصعيد لاسيما بعدما باتت الامور واضحة ولا تحتاج الى تفكير فمواقف عربان الخليج ليس هو بجديد بل انه يبني لمرحلة مستقبلية في كيفية تنفيذ الاوامر الصهيونية.

الورقة التي تستخدمها امريكا في العراق هي الحكومة العراقية لكي تملي عليها ان امكنها تحجيم الحشد.

كل هذه التصعيدات والتطورات جعلتنا نقف باحترام واجلال للسيد السيستاني اطال الله في عمره حيث انه بفتواه حقق نصر سياسي وعسكري ليس على مستوى العراق فقط بل على مستوى الوطن العربي وهذا ما اكده السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير، وباتت الصورة واضحة معسكر ايران وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيين يقابله الوهابية والخليفية والداعشية بامرة الصهيونية، ولك ايها العربي وانت ايها المسلم ان تختاروا مع اي المعسكرين تقفون.

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم