أقلام حرة

الاشاعة والاعلام كيف تعامل معها المعصوم؟

الاعلام كالسلاح والعبرة بمن يستخدمه بل الاعلام هو يقود السلاح ويهيء لمن يستخدمه كيف يستخدمه، ومشاهد كثيرة تظهر خطورة الاعلام لاسيما في الازمات واما اختلاق الازمات فهي من مسؤولية الاشاعة، وفي بعض المشاهد التاريخية وقفت عند الاعلام الكاذب ومن يدير دفة الاعلام او الاشاعة .

في معركة النهروان التي خاضها الامام علي عليه السلام ضد المارقين الخوارج جاء فارس يركض الى الامام علي عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمنين، ما يُقعدك وقد عَبَر القوم؟! قال: أنت رأيتَهم؟ قال: نعم، قال: واللهِ ما عبروا، ولا يعبرون أبداً.

ثمّ جاء فارس آخر يركض ويلمح بسوطه، فلمّا انتهى إليه قال: يا أمير المؤمنين، ما جئت حتّى عبروا كلُّهم، وهذه نَواصي خيلهم قد أقبلت. فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: صدَقَ اللهُ ورسولُه وكذبتَ، ما عبروا ولن يعبروا. ثمّ نادى في الخيل فركب وركب أصحابه، وسار نحوهم، فلمّا انتهى إلى النهر إذا القوم كلّهم من وراء النهر، لم يعبر منهم أحد، هذا الموقف لو لم يكن الامام علي عليه السلام بحكمته وعلمه تعامل معه فان خسارة جيشه امر لا غبار عليه، بدليل ان الذين وقفوا مع مسلم بن عقيل عليه السلام تراجعوا بسبب كذبة مفادها ان يزيد بعث جيش جرار من الشام الى الكوفة فتخاذلوا عن مسلم وتركوه وحيدا، بسبب اعلام كاذب.

ولكن في المشهد الاخر مع الامام الحسن عليه السلام حيث تواطأ اكثر قادته مع معاوية ولكن لم يتحدث احد عن هذا الامر بين جيش الامام الحسن عليه السلام ولكن الامام بفراسته ومعرفته لخفايا الامور بين جيشه علم بمؤامرتهم وغدرهم فقد آثر الصلح على الحرب ليحفظ بيضة الاسلام والمسلمين.

واما سقوط الدولة الاموية كانت بسبب كذبة حيث ان مروان الحمار اخر ملوك بني امية عندما جاءت جيوش السفاح من خراسان الى العراق حرك مروان جيوشه لملاقاته وعندما تقابل الجيشان والحرب لم تنشب بعد فاذا مروان حصر بالبول فابتعد قليلا ونزل من فرسه لكي يتبول وفي هذه الاثناء ارتفع صوت قرقعة فاكل الحصان لجامه على الفور فزعا فهرب وانطلق باتجاه العسكر وعندما شاهد الجند الحصان من غير مروان ظنوا انه قتل فاسرع الجند بالهروب باجمعهم ولما راى السفاح وجيشه ذلك انقضوا عليهم ولحقوهم حتى هزموهم ولكن مروان عندما فهم ما حدث هرب لوحده واختفى بين القرى وفي النهاية عثر عليه وقتل وبهذا القول (ذهبت الدولة ببولة) اي ان الدولة ذات الالف شهر انتهت لمجرد بولة واحدة هيات اعلام كاذب

واتذكر في حرب الشعيبة انسحبت الشيوخ بسبب اشاعة ان الانكليز عبروا النهر فامتطى السيد محسن الحكيم قدس سره جواده وجاء الى النهر ليتاكد من الامر فوجد لا احد، لا الانكليز عبروا النهر ولا العشائر تواجدوا.

ومثل هذه المشاهد نعيشها اليوم وللاسف الشديد الموصل والرمادي سقطت بسبب الاكاذيب فانسحب الجيش وهرب الناس بينما داعش اضعف من بيت العنكبوت ولكن ترى الاعلام الفاسد يسانده الاعلام الغبي وغير المهني الذي يتهافت على العاجل عن القتل والذبح والجرائم البشعة لينقلها للراي العام صورة وصوت وكلمة واغلبها مفبركة وحتى وان كانت صحيح فالاعلام توعية وثقافة وليس نشر جريمة وقبائح، هذا الاعلام ساهم مساهمة فعالة بل السبب الرئيسي في تدهور الوضع الامني والسياسي والثقافي

 

في المثقف اليوم