أقلام حرة

تشتت الحكومة عبء على الجيش العراقي

الساحة العراقية ملتهبة بطريقة لم تشهد لها مثيل منذ ان سقط طاغية العراق وحتى اليوم ، فالجيش العراقي والحشد الشعبي يقودان معارك شرسة على بعض الجبهات ضد داعش ويتهيا للهجوم من محاور اخرى لطرد داعش وهذه المعارك تتطلب استقرار سياسي ونقي، وبخلافه فان تاثيراته تكون باهضة الثمن والدم على الجيش والحشد والشعب.

جيش يقاتل والسياسيون يتهمون وزير الدفاع بالفساد ، جيش يقاتل والبعض يصر على استقالة رئيس الوزراء ، جيش يقاتل وبعض ارهابي السياسيين يروجون الى ماساة اهالي الفلوجة ، جيش يقاتل والنزاهة تنتقي ملفات فساد تؤثر على صميم المعارك ، هل ما يقوم به السياسيون صدفة ام بشكل مدروس  ومخطط له مسبقا؟

لا اعلم ايهما اهم للسياسيين تحرير وطن ام عرقلة التصويت على حكومة جديدة؟ والعراق يعاني من ارهاب الدم وفساد السياسيين، وحتى التعامل مع القرار الذي لا يتفقون عليه يكون تعامل اهوج اعوج فيه من التسقيط ما ينعش امال داعش بالبقاء ويفتح اسارير الوهابية على ما يجري في المسرح السياسي العراقي.

من ماذا صنعت معنويات المقاتلين العراقيين وهم يقاتلون ويستعدون لمحاربة داعش وهم يرون الشتائم والاكاذيب التي يطلقها وزراء واعضاء برلمان ورؤوساء كتل فيما بينهم، وحتى الحشد الشعبي الذي فوض امر مشاركته بيد رئيس الوزراء في بعض الاحيان تصدر من بعض قادة التشكيلات تصريحات لا تخدم وضعنا الحالي، ونامل التزامهم بنصيحة المرجعية التي تؤكد على وحدة الموقف وراية العلم العراقي، فاذا ما ظهر قليل من الخلافات فان المتربصين من دواعش السياسة والاعلام يتلاقفوها كما يتلاقف الصبي للكرة وترويجها باكبر من حجمها في وسائل الاعلام .

فاذا كان السياسيون لا يفقهون التعامل في ظل هذا الظرف الراهن فلا نامل ان يهز من عزيمة المقاتلين على جبهات القتال ونامل ان يكون الهدف والاهتمام بابادة داعش وتحرير الارض بل كل الارض بما فيها الموصل.

المشاكل والازمات السياسية سوف لا تتوقف عند حد معين طالما هذا التشظي في مواقف السياسيين باتجاه المصير الواحد للعراق ، وستتخذ عدة اشكال فمن السهولة اختلاق ازمة في العراق بسبب المواقف السياسية لاصحاب الاجندة الخاصة والاهداف المعينة التي يراد لها ان تتحقق في العراق للتلاعب بمستقبله السياسي.

لا اقول سوى الف تحية للمقاتلين الذين يقاتلون في ظل هكذا ظروف محبطة ومخزية كونتها مواقف السياسيين فيما بينهم من الاصلاحات التي من المزمع القيام بها، فالذي يضع نصب عينه العراق وشعبه فانه يرى هذه الخلافات تافهة ولا شيء امام هدف اسمى وارقى بكثير مما هم يهدفون اليه ، ولكن ماذا نقول للخيانة والعمالة والجهالة التي جعلت من صورة مستقبل العراق صورة ضبابية ينتظرون شروق الشمس حتى يتسنى لهم رؤية الواقع العراقي على حقيقته بعد انتهاء الازمات المفتعلة والمخطط لها.

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم