أقلام حرة

كيف تمحى العادات والتقاليد الخرافية في الشرق؟

واكثريتها من ولادة ونمو واقع يخص هذه البقعة من العالم التي تتميز عن غيرها بان لها ارضية واسعة من الظروف المشجعة لسيطرة الجانب الروحي المثالي على الفكر العلمي المادي التاريخي للانسان، وذلك بسبب توفر العوامل الجغرافية والتارخية والفلسفية في هذه الجانب .

 

و نظرا لما هو فيه الشرق وما مربه، ترسخت فيه من العادات والتقاليد المتنوعة والتي يمكن ان نقول شبيهة لبعضها في كافة الدول ومنها تكون مطابقة بشكل نسبي لبعضها البعض على الرغم من اختلاف في العرق واللغة والاصل وطبيعة المعيشة للمجتمعات التي تعيش فيه.

 

من المعلوم، ان التفكير والتأمل في شيء لبيان الحقيقة لموضوع او حالة او حوادث مرئية ومحسوسة يحتاج الى وسائل مادية وعقلية للوصول الى النتائج العلمية الواقعية الصحيحة وبيان جوهر وصلب القضية المراد تحليلها من كافة النواحي الفلسفية كانت ام اجتماعية، وهكذا عبر التاريخ، شهدت المناطق العديد من القرائات والتحليلات والتفسيرات ومنها للطبيعة والانسان والكون وكينونة الحياة بشكل عام في ظل غياب العوامل والاسس العلمية، وبه توجهت الانظار عموما نحو الخيال والخرافة وما نتجت منها الاساطير والنتاجات المثالية من لب ذلك التفكير المنعزل عما يدفعه في كشف الحقائق كما هي .

 

و كانت ثمرة ذلك التاريخ الطويل من التعامل مع حياة الانسان والطبيعة هي ايجاد المقدسات وتوجه عقلية البسطاء قبل غيرهم نحو ما يقنعهم من الجانب النفسي بما هم يجهلون جوهره وحقيقته، وفي ظل العيش المجرد من كافة العوامل المؤدية الى توسيع الافق في العمل لبيان ما هو الصح، وهكذا تراكمت الاعتقادات واستنتجت العادات وتفرغت وتكاثرت التقاليد، واختصت المنطقة بما هو نابع من لب والعقلية المثالية . وبه اتسمت المناطق الشرقية وفي النتيجة خلقت الصراع الدائم بين ما هي الحقيقة الغير المعلومة والموجودة في الفكر والعقلية المادية وبين الخيال والمثاليات وما يعتقد موجود وراء الطبيعة لحد اليوم . وكنتاج العملية الطبيعية فرزت منها ما يمكن ان نسميها العادات والتقاليد والافعال النابعة من الفكر والخيال المثالي البحت واضرت بحياة الانسان ومسيرته ومعيشته وعقليته ونظرته الى ماموجود على الارض والى المستقبل، واعاقت نسبة كبيرة منها طريقة في العمل وسعيه في كشف الحقائق من اجل تقدم البشرية .

 

و بمرور الزمن التصقت هذه العادات كصفات عامة بالمجتمعات المعينة، وانها تغيرت نسبيا او تضائلت تاثيراتها بازدياد مساحة التقدم العلمي وتاثيراته على الواقع . وكلما ازدادت نسبة الوعي العام والعلمانية في التفكير وارتقاع مستوى الثقافة العامة يتضائل الارتياط بالغيبيات والخرافات والعادات والتقاليد الموروثة المضرة بالانسان ومسيرته، ومن اجل تضييق الطريق امام انتشار مثل هذه الصفات لابد من التعاون المتعدد الجوانب بين الجهات المعينة من السلطة والشعب والمؤسسات العلمية والثقافية من اجل تعبئة المجتمع وتوجيهه نحو الافق الصحيحة، والصراع المادي المثالي مستمر، ولابد من اتخاذ الوسائل والركائز المطلوبة لنجاح العلمانية وهذا ما يحتاج الى امكانيات وقدرات عديدة واجبة التوفير لنجاح العمل في محو العادات والتقاليد والخرافات المضرة بحياة الانسان بشكل عام .

 

 

 

 

في المثقف اليوم