أقلام حرة

أبو البراميل وبئس المصيــر

almahdi mohamadلقد لفت انتباهي لفظ جميل أطلقه أحد المناضلين الظرفاء، على السفاح "بشار الأسد"،.حين أسماه صاحبنا، في إحدى النشرات على الفايس بوك بـ "أبو البراميل"، تَيَمّـنًـا ببراميل المتفجرات والمسامير التي يقتل بها بشار شعبه، الرافض لحكمه ..

يأتي هذا في سياق دخول الحرب الشعواء التي يشنهـا أبو البراميل ومن معه، على شعبه، بمختلف طوائفه، عامها الخامس، ولا يبدو في الأفق القريب نهاية لها، اعتبارا لبلوغ القضية مبلغا لم تعد العودة فيه ممكنة، سواء لأبي البراميل نفسه، أو بالنسبة للثوار الحقيقيين، الذي لا يزالون يكابدون كل الصعاب والعقبات، والذين يتعرضون لمختلف المناورات والدسائس من طرف أدعياء السوء، من الغرب والعرب معــا .. فلا الغرب أمدّهم بالسلاح الذي يرجح كفتهم ميدانيا، ولا العرب ساندوهم بما يلزم من دواء وغطاء وألبسة، وذلك أضعف الإيمان، هذا ناهيك عن اللاّموقف الذي اتخذه بعض حكام العرب،اتجاه الثورة السورية المباركة .. بل إن العرب الآن باتوا أكثر تشرذما وضعفـا، من أي وقت مضى، تشرذم لا يسمح لهم باتخاذ الموقف الموحد الصحيح، الذي يفقأ عين الكائدين، ويقطع الطريق عن المناورين، من الأوربيين والأمريكان المنافقين، ومن الروس القتلة السفاحين، أعداء الملة والدين، وإخوة الصهاينة الغاصبين.. فها هم عسكر الجزائر المريضة يعلنون جهارا، دعمهم ومساندتهم لأبي البراميل، طبعا لأنهم كانوا أسبق منه في تقتيل وتشريد شعبهم، خلال العشرية السوداء بالجزائر، وهم بذلك يضعون تجربتهم الإجرامية بين أيدي قتلة مليشيا النظام السوري البائد، ومجرمي حزب الله، الذي فقد البوصلة نهائيا، واختار توجيه بندقيته نحو صدور السوريين، بدلا عن الصهاينة الغاصبين .. كما وضع عسكر الجزائر المجرمون أيضا، كل أوراقهم بين يدي الملالي الحاقدين، ومليشيات الفرس المجرمين، الذي عاثوا في البلاد فسادا، وفي سنة العراق وسوريا تنكيلا وتقتيــلا وتشريدا. وها هو نظام عسكر المحروسة أيضا، يبادر إلى إعادة ربط جسور المودة والتضامن مع نظام أبو البراميل، بعدما أحس أن مصلحتهما واحدة، وأن مصيرهما واحد، فلما لا تكون وسيلتهما أيضا واحدة، وهي التقتيل والتنكيل والنفي، لكل من سولت له نفسه الوقوف أمام جشع السفاحين، وصلف الطغاة والمجرمين .

إنه من الغباء والسذاجة السياسية، أن يعتقد المرء أن العملية السياسية بالشكل الحالي، قد تحل المشكلة، وتمنع النكبة السورية،لأن الدول الكبرى تستطيع – لو أرادت – فرض الحل على كل الأطراف بما يحفظ جميع الحقوق للجميع، بما فيه حق المتابعة القانونية على جرائم الحرب، من هذا الطرف أو ذاك، ولكنها ليست معنية إطلاقـا، سوى بما يحقق مصالحهـا ..

ولذلك، فالمعركة الآن، هي معركة وجود، سواء بالنسبة للسفاح بشار ومن معه، أو للثوار الحقيقين الموجودين بالميدان، لأن أبا البراميل لن يتنحى عن الحكم، وليست له نيـّـة ذلك، ولو شاء لكان فعل منذ البداية، مجنبا بلاده ما لحق بها من كوارث ودمار، وحاقنا دماءَ شعبه وجيشـه .. ولأن الثوار لم يعد لهم من فرصة للعودة، فمواصلة المواجهة هو الاختيار المتبقي أمامهم .. فإما الحياة بإنسانية أو الموت بكرامة .. وكانوا قد حملوا أرواحهم على أكتافهم، وثاروا في وجه الطغيان، ليس من أجل تأسيس منطقة حكم ذاتي، ولكن من أجل كل السوريين. على أرض كل سوريا الواحدة الموحدة .. أما أولائك "الثوار" الذين يحومون حول دمشق منذ مدّة، دون أن يقتحموها، فمثلهم مثل آخرين يقبعون في فنادق اسطنبول الفاخرة، أو خلف لوحات مفاتيح حواسيبهم .. أقل ما يقال عنهم أنهم مسوقون للجراح وباعة للأوطان !!

أما أبو البراميل، فمهما طال الزمن، ومهما تمنّعت الآمــال، وتوالت الآلام،فإنه سينتهي لا محالة في برميل من براميله القذرة، يحشر فيه حيّــا، ويُعرض على الناس لعدة أيــام، في ساحـة العباسيين، ثم يفجّــر هُو والبرميل في الجـو، لتتناثر أشلائه ويتوزع دمـه على كل طوائف سوريا الجريحة، وينال بالفعل لقب " أبو البراميل" عن جدارة واستحقاق،وبئس المصيــر .

 

محمد المهدي ـ تاوريرت

 

في المثقف اليوم