أقلام حرة

ورود من بُستان العَلمانية (3 -6)

haytham alqaim1 - في النظام العلماني تتـهيـّأ الأجواء والفرص لأطلاق حـرّية العقل حريـّة الفكـر .. والـتي بدونها يـبقـى المجتمع يـُراوح في مكانـهِ، يـجـتـرُّ ما هضَـمهُ من عقائد وأفـكار طوال تاريـخهِ الـسابق .. وبالـتالي لـن يـُـنتج أي جـديد يكون هادياً ودافعاً للأرتـقاء بحياة الأنسان والمجتمع، أو مُساهماً في مسيرة البشرية المتصاعدة نحو التحضـّر ..!

وبـدل الأعتصام بـحبل الـعِـلم والتطوّر والرُقي الأنساني .. يـبقى هكذا مجتمع مُـمسكاً بأهداب التاريخ للتعويض عن العجز على خلق وتوفير ادوات وبيئة التطوّر والتقدّم للأمام ..! (هل سمعتم يوماً خطيباً أو داعية أسلامي يتحدّث عن المستقبل ...؟؟) ربما لكن نادراً ..!

2 -  في الـنظام الـعَلماني .. ولكـونهِ مُـنتج أنسانـي لا يحمل أي قــُدسيّـة مُـسبقة .. فهو نظام مـرن ومُتحرّك ومتغيّر وفـقاً لمصالح الأفراد والمجتمع والدولـة .. وهذه الميّزة تجعـلـهُ قـادر على الـتكـيّف مع التطورات الحضارية والـعلمية والأنسانـية ..! لأن المجتمع العلماني يصوغ قوانينه وتشريعاتهِ من واقع الحال وطبيعة المُتغيّرات فيه، ومن واقع الرؤية المستقبلية لحاجات الفرد والمجتمع .

3 -  الـحرّيات الـفردية مُـصانـة ومحفوظـة بالقانون في النظام الـعلماني، شرط أن لا تتقاطع مع الحرّيات الـعامـة ومع الـقانون ..! بمعـنى حـرّيـتك الـفردية مُلـك خاص بـك تـُمارسها كما تشاء دون المساس أو الأنتقاص من حرّيات وكرامـة الآخـرين ..! أي الفصل بين الـعام والخاص .. الشأن العام من واجبات الدولـة أزاء الجميع .. والشأن الخاص هو مُلك الـفرد ..!

4-  يُـتـيح النظام الـعَـلمانـي أهم وسيلـة للتطوّر ونمو القدرات الفردية للمواطن، ذلك هو مبدأ (تكافـؤ الـفرص) .. حيث يـأخذ كل فرد فرصـتهُ في أطلاق قدراتهِ وأمكاناتهِ العلمية والفكرية والأبداعـيّة .. ويُـهيئ لـه الفرص لاستثمار هذه القدرات في تطوير حياتـهِ وحياة عائلـتهِ ومن ثمّ مجتمعهِ ..! أذ لا تمييز أو تفضيل لمواطن على آخر .. ألاّ بمقدار كفاءتهِ وقدرات عقلهِ الأبداعية .. دون النظر الى دينهِ أو مذهبهِ أو عـِرقـهِ أو لونه أو جنسهِ .. بل يأخذ فرصه اكبر كلما كان كفوءاً ومتميّزا في أدائـهِ .. مُبدعاً في عملهِ ..! لذا نشهد دوماً مُبدعين من مختلف الأديان والأشكال والأعراق والهويات ..!

و هناك أمثلة رائعة من عراقيين عاشوا في دول علمانية .. فنمت وتطوّرت أمكاناتهم وأبدعت عقولهم .. وأصبحوا أسماء لامعة في مجالاتهم ..!

- السيدة زها حديد (الرحمة والخلود لها) .. أشهر معمارية في العالم

- السيد وليد الراوي .. رئيس بلدية فـيينا .. وفازت فيينا بأنظف مدينة في العالم على يديه ..!

- نصير شمّه .. سيد العود بلا منازع

- جميل الخليلي (جيم الخليلي) من مشاهير علماء الذرّة والفيزياء في بريطانيا .. ورئيس الجمعية الأنسانية في بريطانيا ..!

- آرا درزي:  أول عراقي يصبح وزيراً للصحة في بريطانيا .. ومُنحَ لقب لورد أيضاً ...!

 

هيثم القيّم

مستشار ثقافي / منظمة بلاد السلام لحقوق الأنسان

 

في المثقف اليوم