أقلام حرة

قطع العراقيون رأس الأفعى في الفلوجة

ali jabaralfatlawiالفلوجة محتلة من التكفيريين والبعثيين ومرتزقة الدول الإقليمية الطائفية منذ سنة (2003) بداية سقوط نظام صدام ولغاية يوم التحرير في (17 / 6 / 2016)، فعندما نقول: (قطع العراقيون رأس الأفعى في الفلوجة) كلام سليم وصحيح، ثلاث مفردات تستحق أن نقف عندها (العراقيون، الأفعى، الفلوجة).

 العراقيون بغض النظر عن الدين أو المذهب أو القومية شاركوا جميعا في تحرير الفلوجة، لأن الفلوجة أصبحت عاصمة الإرهاب في العراق، والإرهاب الصادر من الفلوجة أصاب جميع العراقيين بمختلف ألوانهم، لأن الإرهاب لا يميز بين عراقي وآخر، بل الكل مستهدف، وهذه الحقيقة يعرفها جميع العراقيين، بمن فيهم سكان الفلوجة الشرفاء الذين هجروا مدينتهم منذ سنوات بسبب وجود داعش، وكذلك السكان الضحايا ممن لم تتح لهم فرصة الهروب وبقوا تحت مطرقة إرهاب داعش.

  الأفعى هو الإرهاب أفعى سامة تنفث سمّها في كل من يعترض طريقها لا تميز بين فرد وأخر، فقط  تبتعد عن الأفعى الأخرى التي تشبهها، أما الإنسان فهو المستهدف، لأن أفعى الإرهاب عدوة الإنسان وليست عدوة لأفعى مثلها، وتعبير الفلوجة رأس الأفعى تعبير دقيق، إذ أصبحت الفلوجة ملاذا آمنا لقيادات الإرهاب الذين يديرون الإرهاب ويوجهونه من وراء الستار، وهؤلاء أغلبهم من رجالات نظام صدام، ويتلقون أوامرهم وتعليماتهم من خارج الحدود، ليس هذا فحسب، بل صرّح حميد الهايس أحد شيوخ الأنبار الشرفاء المقاومين للإرهاب من على قناة العهد الفضائية بتأريخ (21 / 6 / 2016)، أن الكثير من المطلوبين للقضاء بتهم الإرهاب يأتون إلى الفلوجة لأنها الملاذ الآمن للإرهابيين ومنهم قيادات إرهابية من جرف الصخر، واكتسبت الفلوجة هذا الأمان لتكون ملاذا للارهابيين بدعم دول الإقليم الطائفية بقيادة السعودية، ودعم أمريكي خبيث منذ أيام الإحتلال إلى يوم التحرير، إنّ وصف الفلوجة برأس الأفعى وصف دقيق، فلا أحد يشك أن الإرهاب هو الأفعى التي تنفث سمومها إلى كل القريبين منها.

 الفلوجة أول مدينة عراقية نشط فيها الإرهاب وانتشر فيها التكفير، والسبب وجود عناصر كثيرة معادية فيها للشعب العراقي، وللعملية السياسية الجديدة، وتضم هذه العناصر المعادية أصنافا عدة، والقيادات التي بسطت سيطرتها على الفلوجة أعلنت عداءها للعراق الجديد منذ سقوط صدام ولغاية يومنا هذا، والمحتل الأمريكي يعرف ذلك جيدا، لكنه يغض النظر من أجل مصلحته أولا، ومصلحة حلفائه الإقليمييين الطائفيين كالسعودية وقطر وتركيا ودول عربية أخرى خليجية وغير خليجية ثانيا، كل إعداء العراق يتمنون أن تبقى الفلوجة بيد داعش، لدوافع سياسية وطائفية، والأمريكان طرف في ذلك.

الفلوجة من بداية سقوط  نظام صدام تحولت إلى وكر لقيادات البعث العسكرية والسياسية، واستغلت الدول الإقليمية الطائفية النفس المعادي للعراق الجديد في الفلوجة، فحظيت برعاية خاصة من دول الخليج ومن سيدتهم أمريكا، والعناصر المعادية للعراق الجديد المتمركزة في الفلوجة هم أول من أدخل منظمة القاعدة إلى الفلوجة، ومنها تمددت إلى بقية المناطق، وعندما صُنعّت داعش في غرف المخابرات المظلمة، دخلت أولا إلى الفلوجة بتسيهل وتعاون من أطراف محلية وخارجية، فكانت قيادات البعث الصدامية خاصة العسكرية منها هي من تدير لعبة داعش مع شيوخ التكفير من الوهابيين.

فتحت داعش طريقا لأعداء العراق للانتقام من الشعب العراقي، فانخرط في داعش كل من يضمر العداء للشعب العراقي وللعملية السياسية الجديدة فيه، انتمى إلى داعش بعض من يسمون أنفسهم شيوخا ورجال دين في الفلوجة أو الانبار الذين يؤمنون بالتكفير سبيلا لإشاعة ثقافة الدم وخلق الفتنة، وانضم إليهم رجال الحركة النقشبندية جماعة عزة الدوري، إضافة لانخراط بعض رجال القبائل من الذين سال لعابهم لدولارات النفط السعودية والقطرية، والتحق معهم في السرّ شلّة من السياسيين المحسوبين على العملية السياسية والذين يرتبطون بأجندات دول إقليمية طائفية، وشكّل هؤلاء السياسيون الجناح السياسي لداعش، وهم بمثابة الناطق الإعلامي لداعش في المحافل الإعلامية وغيرها، كل هذه التشكيلات وجدت في داعش متنفسا  كي تنتقم من الشعب العراقي، فشكلوا قاعدة مهمة لداعش، وحولوا الفلوجة رغم إرادة أهلها الشرفاء إلى حاضنة كبيرة لداعش.

الفلوجة مقتطعة عمليا من جسد العراق منذ سقوط نظام صدام، واقتطعت رسميا منذ إدخال داعش إلى العراق واحتلال الموصل، والهدف من لعبة داعش كان الوصول إلى بغداد وإسقاط العملية السياسية بالقوة وتدمير جميع المدن العراقية وذبح الشعب العراقي وتحويل العراق إلى خربة، ليقسّم بعد ذلك إلى ثلاث إقطاعيات سنية وشيعية وكردية، وكان لأمريكا وذيولها من الحكام الأعراب وبعض السياسيين العراقيين التابعين لهم من أصحاب الأطماع الشخصية أو البعثيين أوالطائفيين، ومعهم مسعود البرزاني دور كبير ولا يزال في لعبة داعش بهدف تقسيم العراق، لكن قَطْع رأس الأفعى في الفلوجة أربك المشروع الأمريكي، رغم أن أمريكا والدول الإقليمية التي معها وبعض السياسين العراقيين، خاصة مسعود البرزاني يخططون ما بعد داعش لتقسيم العراق، لكن الشعب العراقي بجيشه وشرطته وقوى الأمن الأخرى والحشد الشبعي والعشائري لهم بالمرصاد، ولن ينالوا من العراق شيئا إن شاء الله، وسيُفشِلون مشروع التقسيم الأمريكي الصهيوني.

قطع العراقيون رأس الأفعى في الفلوجة بجيشهم وشرطتهم وحشدهم الشعبي والعشائري، فأرتبك الأعداء، وستنتهي الكثير من العمليات الإرهابية التي كانت تُسَّوق من الفلوجة، لاستهداف بغداد والمحافظات القريبة منها، إن تحرير الفلوجة من دنس داعش سيحمي ظهر القوات العراقية التي ستزحف إن شاء الله لتحرير الموصل، كما أن تحرير الفلوجة من قذارة وتوحش داعش، سيساعد على عودة العوائل النازحة، خاصة تلك التي هاجرت بعد دخول داعش إلى الفلوجة قبل أكثر من سنتين، تحرير الفلوجة قطع رأس أفعى الإرهاب، وهذا التحرير سيجعل بغداد والمحافظات الأخرى أكثر أمنا وأمانا واستقرارا.

نحيي الجيش العراقي البطل بكافة تشكيلاته، والشرطة الإتحادية ومكافحة الإرهاب والتدخل السريع، وجميع أصناف القوات المسلحة، على مابذلوا من جهود جبّارة في التحرير والدفاع عن العراق، ونحيي الحشد الشبعي البطل الذي مهّد الطريق للتحرير وحمى ظهر الجيش العراقي وهو يزحف لتحرير الفلوجة، ونحيي أبناء الحشد العشائري الغيارى الذين انتخوا للدفاع عن أهليهم، ونحيّي جميع الفصائل التي ساهمت بأي نسبة من المساهمة في التحرير، ونحيي جميع القادة الذين كان لقيادتهم  دور كبير في التحرير، وألف قبلة للشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل المقدسات والوطن، ندعو لهم بالرحمة من الله تعالى ليعوضهم سبحانه في جنات النعيم.

 وخير ما نختم به كلمة قصيرة معبرة صادقة لأحد أبطال قيادات تحرير الفلوجة من الحشد الشعبي المجاهد هادي العامري، وهو يخاطب داعش وأعوان داعش:

(تمّ قطع رأس الأفعى من خلال تحرير الفلوجة ... هزيمتكم أمتعنا وإلى اللقاء بموعد جديد)

 نعم بموعد جديد إن شاء الله هو تحرير الموصل، وكل أرض عراقية دنستها داعش. 

 

علي جابر الفتلاوي

 

في المثقف اليوم