أقلام حرة

يوم القدس.. صيحة قائد

qasim kefaeiفي زمن تهافُتِ مصالح المنبطحين على موائد أسيادهم، وتحت ظلالهم، لا يجرؤ أحدُهم أن يتفوَّه بحرف من كلمة فلسطين وحق شعبها في تقرير مصيره. في هذا الجو الملبد بأحلام الأستكبار، وخمول حكامنا الرجعيين، حقق الأمام الخميني العظيم – تقدست روحه الطاهره – حلمَ الأنبياء بثورة عام 1979 انقلب فيها عرش الشاهنشاه وانهزم الى الخارج، وخسرت تلك الدول المستكبرة مصالحها بارادة شعب ايران المسلم، وصيحة قائده العظيم.

إن من أهم أولويات الثورة بعد نجاحها أن يُرفع علمُ فلسطين فوق مبنى السفارة الأسرائيلية في وسط العاصمة طهران، ودعم القضية الفلسطينية بكل الأمكانيات من أجل ديمومة حركة وعمل المقاومين، وصمود الشعب الذي يواجه الممارسات الصهيونية التعسفية.

كان الأمام الراحل يعي خطورة المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وقد خذله الأشقاء من أجل الأعداء، ويدرك أن لا قيمة لوعود المحتل بالسلام والتعايش. لذا فقد خطَّ للأمة منهجا ووسيلة أخرى عنوانها السلم ضد الأرهاب، والمطالبة بالحق الشرعي الفلسطيني، وفضح الأرهاب الأسرائيلي ونواياه بالبقاء على أرض فلسطين. فكانت الجمعة الأخيرة من رمضان المبارك تعني بنصرة القدس الشريف في يوم القدس. أن الممارسات التعسفية التي تقوم بها الحكومة الصهيونية بحق أهلنا في الداخل الفلسطيني وأخطرها الحصار والتجويع لقطاع غزة، وعمليات الأسر أو القتل الميداني لعناصر شابة تختارها بحجج واهية لا تقوم على نص قانوني ولا إنساني تحتاج الى وقفة عربية وإسلامية حازمة للحد منها كعمل إرهابي غايته تمزيق أمة، وديمومة احتلال أرض مغتصبة.

في هذا العام يجب أن يجسِّد يوم القدس العالمي دوره الأنساني الآخر برفع الصوت العربي والاسلامي عاليا لنصرة المدافعين عن المسجد الأقصى في العراق وفي سورية والبحرين واليمن، وفي مصر حيث الأرهاب فيها تصاعدت وتيرته، فضرب بناها التحتية واقتصادها، وسفك الدماء وهتك الأعراض، فهو حالة ظالمة كانت قد صنعتها دوائر المخابرات الصهيونية العالمية في مطابخ دول تدعي العمل بالديمقراطية وحقوق الأنسان.    

فيوم القدس العالمي الذي هو من عطاءات فكر الأمام الخميني العظيم، هو السبيل الأمثل الى السلام والتحرير، وفضح الأرهاب الصهيوني والأستكباري.

أن الأمة العربية والأسلامية تتطلع الى هذا اليوم على أنه الوسيلة الناجعة والمكملة للوصول الى الهدف المرجو من أجل تحرير كل فلسطين، وصيانة المسجد الأقصى  من دنس المحتل، وكذلك هو المقياس الصحيح في فضح الأنظمة المتخاذلة والمتآمرة على قضيتنا العادلة.

 

قاسم محمد الكفائي

 

في المثقف اليوم