أقلام حرة

المختلف في تفجيرات الكرادة

التفجيرات التي تعرض لها العراق منذ سقوط الصنم والى اليوم مختلفة الاسلوب والقوة وكلها اعتاد عليها الشعب العراقي، والتفجيرات الدموية اصبحت دورية وتثير النفوس وتستنكر الاقلام وثلاثة ايام حداد ويعود كل شيء الى سابق عهده، ولكن تفجيرات الكرادة الاخيرة جاءت بشكل مختلف عن كل التفجيرات التي حدثت في العراق وتفاعل العالم معها واثار الصدمة على ذوي الشهداء والجرحى والشارع العراقي شديدة جدا مع هذا التفجير جاءت بانفعالية قوية جدا وهذا ليس من فراغ فهنالك جديد في هذا التفجير.

اقول وحسب قراءتي لهذا الاجرام الدموي ان منطقة الكرادة تعرضت الى كثير من التفجيرات الا ان هذا التفجير مختلف والسؤال هنالك سياسيين يقطنون الكرادة فالمفروض ان يكون لديهم مسح امني لكل ما حولهم وليس مسح امني بحدود المقر العائد لهم فقط، فلماذا تترك الكرادة هكذا؟

يقول الناس والعهدة على القائل ان الشارع المؤدي الى مكان التفجير مغلق تم فتحه في الساعة الواحدة ليلا واغلق بعد التفجير، هذا الكلام من غير دليل ولكن لو اخضعناه للعقل مع سوابق السياسيين الارهابيين هل ممكن وقوعه ام لا؟ الم يتم تفجير البرلمان سابقا؟

الامرالثالث هو الحريق الهائل الذي يعتبر هو اس المصيبة فالذين استشهدوا حرقا اكثر بكثير من الذين استشهدوا بالتفجير والماساة الحقيقية هي عندما ينحصر المواطنون في الطوابق العليا لمكان الحريق ومن غير ان يغاثوا وينتظرون النار تلتهمهم هذه هي البشاعة بعينها ولكن من هو المسؤول عن هذا ؟ فهل الحريق جاء بفعل فاعل ام بسبب التفجير؟ وهل ان الاسواق خالية من شروط الامان والدفاع المدني ام ان هنالك امر اخر؟

الامر الرابع تحدث الناس عن عمليات سرقة اثناء التفجير والحريق بل حتى سرقة الاشياء الثمينة من جثث الشهداء ومثل هذا الامر نسال الشاهد لماذا لم تصور هذه الحالة واين هم رجال الامن من هذا الموقف الرهيب القبيح؟

الامر الخامس: التحليلات لهذا التفجير اخذت منعطفا سياسيا فالبعض يعتبره ردة فعل على انتصارات الفلوجة والاخر يقول بسبب التهيوء لتحرير الموصل وتغريدات تحدثت عن تفجيرات جدة بان الغاية منها امتصاص الانفعال العالمي بسبب تفجيرات الكرادة، اقول مهما يكن السبب حتى وان صحت بعضها او جميعها فهل هذا الاستنتاج لا ياتي الا بعد الحدث ؟ الم تكن هنالك مواقف استخباراتية استباقية للاحداث التي ستجري بعد ما حدث من انتصارات؟.

واخيرا اقول للجميع وللشارع العراقي مثلما اعتدنا على التفجيرات اعتدنا على التسويفات ومهما تكن الاجراءات الرادعة فالماساة لا يمكن لها ان تنسى وسيكتب التاريخ دوركم يا رجال السياسة في هذه الاحداث التي تعرض لها الشعب العراقي.

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم