أقلام حرة

العراقي يقول ماذا نفعل؟

الشعب العراقي مختلف بدرجة ثقافته والامتيازات تاتي بشكل عشوائي فلربما مثقف تجده في القعر وغير مثقف تجده في القمة، والفرصة متساوية للجميع لان يعبر عن ثقافته ولكن الفرصة ليست متساوية للجميع في قبول ثقافة هذا او ذاك.

يقف العراقيون في حيرة من امرهم عن ماحدث خلال الاسبوعين الماضية من انتصار الفلوجة وتفجير الكرادة والاعتداء في بلد، يحاول بعض المتفلسفين الربط بين هذه الاحداث بشكل يعطي اكثر ضبابية للموقف ويترك المجال مفتوح لقليلي الثقافة لكي يدلون باصواتهم النشاز.

ومن جانب اخر ردة الفعل على ماساة الكرادة جعل الكثيرين ممن يؤولون الاسباب والنتائج بل ويضخمون الجريمة باكاذيب اكثر مما تستحق، الامر غير المختلف فيه وعليه وبه ان تفجير الكرادة جاء بجريمة بشعة تختلف عن كل ما مر بالعراق من تفجيرات وليست تفجير سيارة مفخخة او حزام ناسف، بل انفجار مؤامرة بحجم استخدام الصهيونية للنابالم ضد الفلسطينيين وبحجم هيروشيما نعم هيروشيما فان كانت ولادات هيروشيما مشوه جسديا فان ابناء في العراق سيلدون مشوهين فكريا وهم ينظرون الى هذا التاريخ المليء بالمؤامرات والدسائس من اشخاص لربما يعتقدهم البعض خط احمر (دينيا او سياسيا).

البعض من العراقيين يبدو عليه الاحباط ويسال نفسه قبل الاخرين ماذا نفعل؟  خرجنا لاكثر من خمسين مظاهرة نطالب بالاصلاح ولا جدوى، نعلم ان الاحزاب والكتل فاسدة ولكن ماهو البديل؟ نعلم بان هنالك سياسيين ارهابيين وصرحنا باسمائهم وطالبنا بمحاكمتهم ولازالوا يتمتعون بامتيازات السلطة والقرار، ماذا نفعل ونحن نثق بشخصيات مطلق الثقة وفجاة يتضح انه عميل وفاسد، بل قد لا يكون ذلك ولكن الاعلام الفاسد يثبت ذلك، ونعود لنقول ماذا نفعل لنصلح الحال؟

اقول لكم اولا لتكن المطالب جوهرية لا شكلية مثال ذلك المطالبة باعدام الارهابيين، مطلب سليم ولكن السؤال من هو الذي ينفذ لكم هذا الطلب؟ اذا كان هو اصلا فاسد او ضعيف، اذا ليكن الطلب بتغيير صاحب القرار، جيد ولكن من هو البديل ؟ وسنعود الى نفس الدائرة ونصبح كدودة القز تلف تلف واخيرا تموت فيما كانت تلف.

نصيحة لوجه الله انظروا الى من لا ترغب به الوهابية وامريكا واعلموا ان خلاصكم بهم شرط ان تتوحد الكلمة والمطلب، قد يكون هنالك بعض الشدة فانهال لا تساوي شيئا امام ما مر بنا ولكن باذن الله سنحصل على ما نريد.

تثبت غيرة العراقي على اهله ووطنه اذا اقدم على الاتي : اولا: اعلان العصيان المدني، من خلال التجمهر حول منافذ المنطقة الخضراء دون اقتحامها وعدم مغادرتها، ثانيا : توقف عمل الموظفين اغلب مفاصل الدولة ومشاركة العصيان، ثالثا: المطالبة يجب ان تكون مدروسة وتحدد بنقاط ثابتة مثلا تغيير نظام الانتخابات لان هذا النظام المعمول به هو الطريق لارتقاء الفاسدين وتثبيت مبدا المحاصصة البريمرية، رابعا: وهو الاهم التفوا حول الحشد الشعبي والعشائر السنية التي رفضت الارهاب ولتكن منهم قيادة سياسية باسم واحد لا باسم الحشد ولا باسم العشائر السنية بل باسم العراق، خامسا: لتكن الحركة سلمية والراية علم العراق فقط والخطاب باسم العراق فقط .

اياك ايها المواطن ان تتخاذل وترجح مصالحك الشخصية من حيث العمل وزينة الدنيا على سلامة العراقيين والعراق، اياك ايها الموظف ان تفكر بوظيفتك حتى لا تخسرها فان بقيت فانت خاسر اصلا.

المهم قبل البدء تثبيت المطالب الجوهرية ومن يتحدث باسمكم من شرفاء الحشد والعشائر السنية قبل الشروع بهذه الخطوة والا بغير ذلك فسنبقى كدودة القز كما اسلفت

 

 سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم