تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

قاسم محمد الكفائي: جريمة نيس

qasim kefaeiالجريمة التي وقعت في مدينة نيس بفرنسا الأسبوع الماضي وراح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء وهم يحتفلون بعيدهم الوطني هي حلقة من مسلسل جرائم مضت وأخرى قادمة كانت قد أربكت الوضع السياسي والأمني والأجتماعي الفرنسي نظرا لنوعية الجريمة، وكيفية وقوعها كأسلوب لا يعرفه شعب فرنسا المدني الذي يعيش في الظل وعلى شاطىء البحر، أو في دفىء الحانات والمراقص، وفي المتاحف والمكتبات وصالات الفنون.

فبين نخب هذا الشعب نخبة أخرى تمارس  السياسية ، وتقرأ التاريخ، وتتابع الأخبار وتجمعها، أو

تواصل عملها في مراكز الدراسات فترصد الواقع وتهتم بإظهار النتائج وفضحها وتعميمها.

في فرنسا يعيش الهيبز والى جانبه تعيش النخبة التي ترفض الميوعة والصهيونية، وتكره تاريخ فرنسا السياسي المعاصر، فتعرف كيف أن العسكر الفرنسي كان غاصا في الجريمة المنظمة أبان الأحتلال في الجزائر والمغرب، وفي دول أفريقيا، حتى وصل به غيضه أن يجعل من عظام الشهداء الجزائريين حطبا للدفىء أيام الشتاء.

فرنسا التي غاصت بمستنقع الجريمة في سورية على الخصوص، تواجه اليوم أسوء الجرائم التي ترتكبها عناصر شاذة لا تمت لأخلاق الأسلام بصلة كانت قد صنعتها دوائر المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية لتدمير العالمين العربي والأسلامي.كذلك فأن فرنسا ساهمت بنشر الفكر الوهابي بين شعوب العالم الأسلامي بحيث يوازي عملها هذا عمل بريطانيا التي هي أسست الفكر الوهابي التكفيري الظالم.

هذا المجرم الأرهابي الذي قتل الأبرياء المدنيين في نيس يرفضه المجتمع التونسي، وترفضه تونس دولة وترابا وسماءا، أرادت له المخابرات الفرنسية أن يتوجه الى سوريا لقتل أبنائها، وحرق تراثها، وتدمير بناها التحتية، وكذلك العراق بعد أن رعته وربته بمعتقدات الفكر الوهابي التكفيري.

قد لا تجد الحكومة الفرنسية وسيلة للسيطرة على مثل هذه العناصر الظلامية والحيلولة دون تحقيق جرائمها، فلربما تجده عندما تقف الى جانب الشرعية في الدول التي تعاني من الأرهاب، وتغلق منابع الشر والتكفير في السعودية وفي الدول التي ترعى وتدعم الأرهابيين التكفيريين ممن يسمون بداعش والنصرة والقاعدة في بلاد الشام والعراق واليمن وليبيا.

ان حقيقة الصراع مع التكفير والأنتصار عليه لا تخضع لمقاييس مادية صرفة ما لم يتم تجفيف منابعه فكريا وعقديا، فهذا ما يلزم  إعلان المذهب الوهابي مذهبا ارهابيا لا يمت للاسلام بصلة ولا حتى الأنسانية.

تتمنى شعوب العرب والمسلمين أن تجد فرنسا طريقها الى الأستقرار والأمن والسلامة، ما سينعكس إيجابا على الواقعين، العربي والأسلامي.     

 

قاسم محمد الكفائي - كندا 

 

في المثقف اليوم