أقلام حرة

ياسين الرزوق: فوز أم خسران؟

yasin alrazukفي البدء كانت الكلمة نطقها المسيح فأتبعها محمَّد بأنَّه ليس بقارئٍ حتّى قرأ باسم ربِّه الذي خلق خلق الإنسان من علق، وها نحن ودون أن نقصَّ أظافر الكيد والحقد نخدش وجوهنا التي من المفترض أن تتجمَّع لتكوِّن وجه سورية الناصع لا أن تتعكَّر متشرذمة ً في ملامحها الحسيرة تنظر في مرآة الكمال حيث تاهت عيونها عن طبعة القلوب التي بانت على أجبنتها المستعصمة في سجودها والمتوارية فيما بين الركع وهي ترتِّبُ أولوية النظرات وتتباعد غارقة ً في وساوسها على أعتاب المدرحية التي تسامت فما فتحت أبوابها للغرائز الشرِّيرة وتركتها تعبث مكسِّرة ً أظافرها الطويلة على أوهام السراب !!....

بعد كلِّ هذا تنزل الدهشة على عيوني وتتفجر ملامحي على القرَّاء متسائلاً كيف يتباهى  سنيٌّ  خرج من رحم أمه السوريَّة بفحولة العرعور ورجولة القرضاويّ ؟!! وكيف يُخْرجُ من عيون مكة ماءَ العريفي والنبوَّة تتلألأ في دمعته الأولى حتَّى تبدو ليلة القدر جليَّةً في أعضائه التناسلية بعد نشوة ٍ سبقته إلى دمعته الأخيرة ... يتكئ على عصاه وهو يرى عصبته تسفك دم العذارى ويبحث في أيمانه عمَّا ملَّكتْه إياه دائرة الوهَّاب السفَّاح ؟!

في سفر التكوين تخرج أورشليم من مهد عيسى وتبحث عن صهيون المتدلي من أحد أغصان الماسونية المتفرعة في كل شِعْبٍ ما زال باحثاً عن اختراق قاسيون من كلِّ سرداب ٍ يحدِّث دمعته عن مبكاه فيغرق بالكذب حتّى يصل مسرى العقل المغيَّب عن ضمائر ماتت في صيرورتها الأولى مذ أجهضتها بلداننا بعد قرون ٍ من عقم  السلاطنة العثمانيين ولقاحات الخبث الغربية التي أبرزت الشرفاء من آل سعود وهم يلوثون شرف العروبة باتفاقيات حسين مكماهون لتحبل من جديد بنطفة سايكس بيكو وتلد أمّةً  مقسَّمة ً منقسمة ً على نفسها تواسي أرقها من كل انتداب بكذبة الاستقلال !!.

و يبدأ الإعداد والعتاد داخل المصحف الباحث عمَّن يستنصره لينصره والإنسان يستجير مِن دم الحرف الذي يستنطق العبيد كي يغرقوا  الإنسان بسواطير الفهم الغليظ والنصوص القاصرة إذا ما بلغت رشدها بإرهاب من كتبوها ليثبتوا للعالم أنَّ الرؤوس المتطايرة هي الشرعة المثلى لاستعباد من يرعون انحلال الإنسان ما بين المشرق والمغرب وليت انحلال الإنسان يغدو شرعةً إذا ما رفعه بالنص قبل أن يفخخه هذا النص بالتفاسير التي أزهقت انحلاله فتاه عن إنسانيته بعد أن شردت روحها في العذاب المستطير ما بين ويل ٍ وسَقَر وأطلت من شرفة مجاهد ٍ يتناكح مع الحور العين وهو من كان يقرأ آية ربه "ظهر الفساد في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي الناس  " !! فليرينا ماذا كسبت يداه اللتان تلطختا بكلِّ ما حرَّمتاه في الدنيا على الناس فقط كي تغدو الآخرة بره الجنسي وبحره الغرائزيِّ بعد طول بداية ٍسادت فيها غريزته الوحشية وانتصرت طبيعته الدموية !! فهل من آخرة ٍ تسعهم  وهل من دنيا تتعايش معهم بعد أن نسوا جهاد النفس الأكبر وسخًّروا غزواتهم  لتملك أيمانهم ما يؤجج فروجهم التي استملكت كلَّ ما فيهم من جوارح الإنسان فسبقوا كل البهائم والقطعان الحيوانية !! وراياتهم سوداء تبيضها كلمات الله الواحد والرسول الهاشمي ِّالذي ختم أسطورة الرسائل بقرآن الغيب  "و ما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين"  !!

عندما أتقن جورج بوش رقصة السيوف مع الملك عبد الله كان القرضاويِّ يحيي السيد حسن نصر الله ويمدح ولاية الفقيه في دمشق وعندما تحدث الرئيس الأسد عن أنصاف الرجال كان الشارع العربي يهتف لحزب الرجال عام 2006 حينما أطلقت الشمطاء كوندوليزا رايس مفاهيم الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلَّاقة ويومها كان نصر الله شيعيّاً وكان القرضاويّ مطروداً من دولته السنية وكانت حماس السنيَّة على قمة قاسيون تصفق لانتصار حزب الله وترفع راياته الصفراء وحدها إسرائيل كانت ترشُّ الحقد وهي تعرف أين ومتى ستتبدَّل المعالم لتحمل الجموع السنيّة رايات ٍ لونتها بجهلها الأسود بوحوشٍ ظنُّوا أنَّ الله يكتبهم على لوحه المحفوظ بحبر الغفران بعد أن يقارعوا الشيعة في سراديب المهديِّ ويجاهدوا ما بين زينب وعلي  تحت عباءة أبي بكر وبسيف عمر كي ينتصروا في كربلاء بعيداً عن إسرائيل التي تبنى على أشلاء العرب كربلاء التي  ربما زنت وربما هي عذراء المدائن ولكن في أرحامها مأساة الحسين !! فهل اشترى الله من السنة والشيعة واليهود والنصارى (المسيحيين) والعرب والكرد والمؤمنين والصابئين واليمينيين واليساريين أموالهم وأنفسهم كي يتفرقوا في منابتهم ويميزوا بين قتلاهم أم كي يسودوا وينالوا جنتهم العربية السورية بعد اجتثاث الأعداء الطامعين ؟!!"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" !!

 

بقلم: ياسين عبد الكريم الرزوق

سورية - حماة

 

في المثقف اليوم