أقلام حرة

ياسين الرزوق: البعث ما بين فضاء وطن وقمقم دين

yasin alrazuk• وأنا أقرأ في وجوه من اعتلوا سدَّة الحياة بذواكر الذعر والخوف أتساءل هل الحزبية في سورية باتت نزعة ً من أرق أم هي اعتناق من إقصاء الجمال الذي أمطرته البدع الضالة الطالعة من مصالح لم تغب عن مداولات القضيَّة ولم تدع حملة الرايات الغفيرة في بقاع الوطن الحرِّ ناعمين بشمس الوطنية؟!!

• هي الرايات التي رفرفت علماً سورياً لفَّ من نبذوا الفتنة وذابوا حتَّى كادوا يتلاشون حينما هزَّتهم عصي من ادعوا النبوة وأرادوا التقافهم بأفاعيهم السامة التي تنذر بالسحر ولا تخرج أياديها البيضاء بل تخيِّم على العالم بوجوهها الحاقدة السوداء...

• مرَّ عصر البرابرة فكفر الإنسان بوجوده حين أنزلت مقاصل المتعربشين على أكتاف النصوع الذي أُنهك حتَّى السواد الذي بات يأسر بقضبانه الغليظة كلَّ تنوير ٍ عاد مجدِّداً خارطة الضوء...

• لم يَضِع البرابرة في صحارى الفراغ بل أخصبوا بلدانهم حتَّى دخلت فضاء النور وحلَّقت في سلامه الإنساني , لم يفكِّروا بلغة الإلحاد ولم يؤسلموا أو ينصِّروا أو يهوِّدوا بل تلاقوا في نيلسون مانديلا!

• أتساءل كيف تبزغ ظاهرة كبشَّار الأسد ولا نلتفُّ حولها كما ينبغي كي نخرج كلَّ مواطن ٍ كاد يتشبَّح أو يدخل شرنقة الديانات التي فقئت أعينها بالجهل كي نلفظ داعش من أعشاش وجودنا الذي لم ينفض غبار الماضي بقدر ما تراكمنا عليه عبئاً من مستقبل ٍ لم يخرج من شرانق تقوقعنا الذي يحلم بمصباح صلاح الدين ويغلي في إبريق العريفي إنَّه التناقض الصارخ في مجتمعات ٍ طرقت أبواب الذيول والأذناب حتَّى لطمت وجه وطن ٍ يغوص ليبحث عن ملامح التجديد فهل يغرق أم يصلَ برَّ السيادة والضمير ينير وجدانه الصارخ في منارات المبعدين !

• هل نتقارب ونحن نؤسر بلون العمامة ونكتسي بخوف النعام؟! وهل يحقُّ لنا أن نتساءل كيف تحتوينا عباءة القرضاويّ ونتنافر في ظاهرة الأسد؟!! ربما نحن شعوبٌ تضيق بالآفاق وترضى أن تغيّب عقولها وتطلق فروجها وللأسف تستثار كما القطعان على قصعة من يشتريها دون ثمن!

• قرأت عن أحزاب العالم ربما لحزب البعث العربيِّ الاشتراكيِّ بينها دينامية البقاء وواقعية الاستمرار ولكن ونحن في خضمِّ مرحلة ٍ من المخاض الصعب هل واقعية الاستمرار ما زالت تتأتَّى من تنصيب التقليديين النمطيين المتلوِّنين حسب مصالحهم؟!!

• لسنا ضدَّ مراعاة الآخر وتقبُّله ولكن لسنا نهائياً مع الذوبان في أمراض مجتمع ٍ علينا أن ندخله النقاهة كي يشفى منها لا أن نصاب بها في سبيل تنصيبنا على عروش من أحرقوا غاليليو وقتلوا لوركا ومثَّلوا ب محمد بشير العاني , هل نحن بهذا نتسامى بوطنيتنا أم نقضم ظاهرة قائدنا البشَّار فنثقب الأوزون فيها كي تضيقَ أنفاس العارفين العاشقين لسورية حتّى الموت الذي ربما هو الإيذان باقتلاع من أخنقوهم؟!!

• ذات مرة حدَّثوني عن بروتوكولات ٍ في حزب البعث العربيِّ الاشتراكي ِّ فنبَّهتهم إلى وثائق صهيون في بروتوكولات حكمائه وليتهم فهموا المراد بل أغرقوا البروتوكولات بضيق رؤاهم حتَّى لم يعودوا قادرين على التفريق بين وجه الوطن ووجوه من سلبوه بريقه حين استبعدوا كلَّ صوت ٍ أذَّن موعزاً بالتلاقي وراحوا ينشرون قطيعهم الذي سيفتك أول ما يفتك بهم حين تهتزُّ عروش الضوء ويتربَّع الظلام الذي كان في عقولهم على أشلائهم!

 

بقلم: الشاعر المهندس ياسين الرزوق

 سورية - حماة

 

 

في المثقف اليوم