أقلام حرة

عادل رضا: الكويت بقلب العاصفة ما العمل

adil ridhaليست السياسة الدولية بالبساطة التي يمكن من خلالها كشف ما يجري والمسألة الدولية وتعقيداتها لا يمكن اختصارها بسؤال ما رأيك؟

أتصور أن علينا في ظل تشابك المصالح وانقلاب الحلفاء إلي أعداء وتواصل الأعداء من تحت الطاولة كأصدقاء! والعمل ألاستخباراتي المتعدد الأوجه، أنا أتصور إن السؤال الأهم هو ما هو هدفنا ككويتيين في ظل هذا الصراع الدولي والتشابك المعقد.

في ظل قراءتي لتاريخ بلدنا استنتجت شيئا أعتقد أنه بالأهمية القصوى وهو الشي الذي ما كان يحرك الكويتيون....كل الكويتيون علي مدي أكثر من أربعمائة سنة من تأسيس البلد ككيان وواقع يتحرك علي الأرض.

كان الكويتيون يتحركون علي الساحة الدولية بهدف وهو الحفاظ علي استقلالية البلد واستمرارية وجوده علي الخريطة واللعب علي جميع الخطوط لتحقيق ذلك الهدف.

و ضمن هذا الهدف كان اللعب السياسي أذا صح التعبير، ولله الحمد كان الكويتيون ناجحين في الحفاظ علي هذا الكيان بنجاح، لذلك ضمن هذا التصور وهذا الاستنتاج أعتقد أن علينا تقفي ومتابعة طريق الأجداد بالتحرك ضمن هذا الهدف لذلك لا أهمية لمسألة ما رأيك هنا؟!

إذن ما العمل؟

إن مصلحة الكويت كبلد وشعب ليست في التصفيق للأمريكان ودفع الفواتير لهم بعد تحرير الكويت من الغزو الصدامي المجرم علي بلدنا العزيز.

إذا قبلنا ذلك فأننا نخدع أنفسنا وننشر ذلك الخداع بين شعبنا الغالي ونبيع دماء الشهداء.

لأنه بكل بساطة الأمريكان تأمروا مع صدام لغزو الكويت وهم سمحوا له بغزو الكويت كما سمحوا له بغزو الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران وبعد إن تسببوا بتدمير بلدنا جائوا واخرجوا عميلهم وولدهم صدام من الكويت وطالبونا بدفع فاتورة بتصوري نحن ندفعها إلي ألان.

إن تأمر الأمريكان موثق بمقابلة السفيرة الأمريكية مع صدام قبل الغزو وأيضا تم نقاش هذا الأمر في الكونغرس الأمريكي مؤخرا بعد أن  سربت ويكيليكس وثائق تفيد بعملية السماح لصدام خادم الاستكبار بالقيام بالغزو، بعد أن كان موضوع المقابلة جدليا بما حدث فيها، جاءت الوثيقة كدليل يجب علينا ككويتيين قبل غيرنا الانتباه إليها وتحليلها.

إذن نحن من موقع من يزعم انه يقدم الوعي والنباهة إلي الناس يجب إن نقول لهم الحقائق وليس إن نساهم في عملية استمرارية الاستغفال  ونحن هنا نرفض أي اتهام لنا بالتكلم بنظرية المؤامرة فكل ما قلناه هو مبني علي الوثيقة والدليل والتاريخ الموثق ومنطقية تسلسل الإحداث.

أن الموضوع متشعب ومعقد ولكن استطيع أن أقول أن دولة الكويت للأمانة تم وضعها في الزاوية وهي مضطرة في الكثير من الأحيان للمسايرة وليس التبعية!؟ وأنا ذكرت في أكثر من موقع أن سياسة الكويت الخارجية تتميز بالحكمة وهذا ما أفخر به وما أسعد به ونحن نقدر الظروف المحيطة  وتعقيدات المسألة فما حدث لبلدنا المسالم ليس بالشيئء الهين والسهل ونحن كبلد وشعب تم وضعنا في ظل تأمر مخططات دولية كبيرة ونحن كدولة وشعب ضحية تأمر أمريكي بالأساس منذ التحفيز الأمريكي  لغزو صدام للكويت وهناك بالفعل اضطرار حقيقي للمسايرة في بعض المواقع من هذا المنطلق نطرح مسألة أنه علينا اللعب بحذر وبذكاء للخروج من هذا المأزق الذي نعيش فيه، والتي تم وضعنا فيه بخباثة أستكبارية أمريكية والذي كانت فيه وسيلة الاستكبار الأمريكي الخادم صدام حسين ونظامه.

و ما يضيف إلي هذا الاضطرار الكويتي للمسايرة هو أمر أخر وهو مفاجأة الكويت كدولة وكشعب بهذا الكم من الكراهية الرسمية والشعبية العربية الكبيرة والواسعة الغير مبررة عند حدوث الغزو الصدامي بالكارت الأخضر الأمريكي.

و سبب هذا المفاجأة هو إن الكويت كدولة وكشعب لها العديد والكثير من المواقف المشرفة والحقيقية علي جميع الأصعدة الخيرية والإعلامية والاقتصادية والتنموية والثقافية وأيضا الكفاح المسلح في جميع قضايا حرية الإنسان العربي وباقي قضايا الظلم في العالم...كل العالم .

ففي ظل خوف من محيط عربي وغدر نظام قوي وتعقيدات دولية ورغبة في استمرار استقلال الدولة والحفاظ علي وجودها ككيان جاءت هذه المسايرة المضطرة.

فهناك خوف رسمي وشعبي من هذه الكراهية العربية الغير مبررة والغريبة والشاذة والتي ترغب بالقضاء علينا كبلد من علي الخارطة، ونحن ككويتيين استطعنا علي مدي أكثر من أربعمائة سنة بالحفاظ علي كياننا واستقلاليتنا من خلال ذكاء الشخصية الكويتية كمجتمع يتحرك ولعوامل النفوذ الشعبي الكويتي علي مستوي الشخصيات الفردية في الاقتصاد والسياسة والارتباط بتنظيمات دولية والعلاقات الشخصية المتبادلة وأمور أخري لا مجال لتفصيل فيها ألان.

باختصار أريد أن أقول أن:

المطلوب من الكويت كدولة وكشعب هو العمل علي التحرك الذكي جدا والدقيق جدا للخروج من عنق الزجاجة ولضمان استمرارية وجودنا كبلد علي الخريطة ومن هذا الأمر أنطلق لأقول أن خطة التنمية الكويتية هي المفصل الحساس المهم لذلك الأمر لأنها في حال نجاحها ستعيد الكويت الدور المحوري لأساس وجودها الأساس بمعزل عن النفط كثروة نابضة وهو كونها مركز تجاري مالي وميناء للمنطقة وهذا أساس وجودها القديم والذي يتم العمل علي أحيائه ألان.

و هذا الأمر للتأريخ من العبقرية السياسية لصاحب السمو الأمير الشيخ  صباح الأحمد حفظه الله ورعاه  وجهاز الدولة ككل وأنا هنا أتصور أن متابعة أنجاح خطة التنمية هي الخطوة الأولي للإفلات من قبضة العاب سياسية دولية أستكبارية وسط محيط كراهية عربي  وبهذا الإفلات سنستطيع الحفاظ علي وجودنا ككيان سياسي مستقل كما حافظ عليه أجدادنا منذ أكثر من أربعمائة سنة .

 

د.عادل رضا

 

في المثقف اليوم