أقلام حرة

بسام فاضل: صراع خارج دائرة الجنوب مؤامرة لقتل قضية الجنوب

من غيرة المؤكد أن تضل الارواح تحصد هكذا  من غير أن يكون هناك سببا مقنعا سوى القتل والتدمير، بعيد عن الصراع بين مراكز القوى ومن دون أن يراد توجيه الاحداث لخدمة قوى معينة في الجنوب والمنطقة برمتها ومما لاشك فيه وقوف قوى متخاذلة بعيدا مستفيدة وتسعى لتجيير الاوضاع واستثمارها لمصلحتها الخاصة .

من حق أي قوة أن تطمح لما تراه يصب ضمان لمصالحها ولكن ليس على حساب الوطن والضحايا الذين يتساقطون بالعشرات بين الحين والحين وكأن ضمير الوطن والشرفاء قد توارى إلى غير رجعة وصمت كل الخيرين والمنضمات الانسانية عن ذلك .

أتى التفجير الأخير الذي راح ضحيته المئة بين شهيد وجريح في معمعة التسريبات التي تدعي أن هناك من يقوم بتجنيد الشباب الجنوبي لإرسالهم إلى نجران على الحدود السعودية وكان التفجير يستهدف معسكرا لتجميعهم، والمفارقة العجيبة أن تقوم داعش بهذه العملية لقتل الجنود الذين سيواجهون خصمها اللدود المليشيات الحوثية، لذا  يمكن أن يتاكد أن الهدف من العملية كسابقاتها تصب في أتجاه سياسة هذا التنظيم الموجهه نحو الجنوب  .

هذه التسريبات التي تحاول مطابخ بثها والترويج لها لقراءة ردة الفعل والتسائل عن من يقود المقاومة وأحقية السلطات في السيطرة على كل القوى الامنية والعسكرية في الجنوب خوفا من تصاعد أحتجاجات واعدة في الايام القادمة .

اما بالنسبة لحقيقة التوجه لمواجهة تحالف صالح -الحوثي خارج الجنوب فمن الموكد أنه سيلاقي رواجا كبير وأقبال نتيجة للحالة المادية التي يمر بها غالبية الشباب وأيضا الدافع نحو التازر مع التحالف العربي الذي يراه الجنوبيون قد خدمهم،  ولكن لما صمتت السلطات عن ذلك وقيادة المقاومة وكأن الامر لا يخلو من تصوير الشباب مرتزقة لاجل المال ليس إلا .

عندما أنجزت المقاومة والتحالف تحرير عدن ولحج ازدادت وتيرة المقاومة للتقدم إلى تعز وقد حذرنا بأن من الضرورة أن كانت المقاومة تستجيب لرغبات التحالف العربي فلابد من الاقرار بأستقلال المقاومة الجنوبية وأعتبارها ممثلة للشعب الجنوبي، وأن هذا وان تم فيفضل أن يكون في إطار لوجستي لتحسس القوى في الشمال من ذلك ولأن في الشمال من الرجال ما يستطيعون بالتعاون مع التحالف من ردع الحوثي ومليشياته .

يمكن أن يكون التحالف اوعز للسلطات في عدن الدفع بقوات جنوبية إلى الحدود السعودية اليمنية في نجران فعمدت إلى أيكال المهمة لأحد الكتائب المحسوبة على التحالف تجنبا لردة الفعل الجنوبية  وتنصلا عن مسؤلية جسيمة وتحاشيا للاحراج الناجم عن علاقتها مع التحالف والادعاء بتحقيق حكم ذاتي للمناطق المحررة .

أعتقد أن السؤال الذي يتبادر للغالبية العظمى من أبناء الوطن على ما أستندت السلطه الممثلة للشرعية في موافقتها أن صح ذلك وما سيقولون لأسر الضحايا .

الجنوب يعيش خللا باين وباتت تنهش فيه الاهواء والتغلبات في ضل الفراق السياسي الذي يعيشه وأخطاء الانزلاق نحو السلطة وفقا لنزوة غير مدروسة ومن المؤكد أن يتم تعزيز التحالف العربي بافراد ومجندين وأنتسابهم أليه ليس أعتباطا ولكن بموافقة الدولة الممثلة للافراد ولحيث ونحن في ذمة الدولة اليمنية فان السلطات الممثلة لها تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجنوبيين وما يمكن أن يحقق تطلعهم

:ان يكون ذلك بعد الاقرار بحق أستقلال وطنهم عن النظام اليمني وفقا والارادة العربية والدولية ولامجال للعبث بمقدراته البشرية والمادية والتكهنات بتحقيق وعود في السماء .

عمل النظام اليمني في الشمال قبل الوحدة على تشويه الصورة العربية  للدولة الجنوبية  في قضايا هامة كان من أبرزها القضايا القومية و الحدود ومنها نجران وجيزان وعسير بحيث يؤكد عدم اعتراف الجنوب بسيادة السعودية عليها رغم أن الجنوب دولة معترف بسيادتها وحدودها البرية والبحرية وذلك لابتزاز الشقيقة في قضايا الحدود وأبتزاز الجنوب لمواجهة السعودية مستقل توجه الجنوب واندفاعه نحو الوحده اليمنية .

لذا فان القوى التي تقتضي مصلحتها التقارب مع المملكة اوالنظام اليمني  تضع الاسس التي تخدمها هي لاقضية الشعب الجنوبي ومن حق الشعب الجنوبي أن يضع لنفسه الأسس التي تضمن خلاصه وأستعادة دولته كاملة السيادة .

 

بسام فاضل

 

في المثقف اليوم