أقلام حرة

سامي جواد كاظم: مؤتمرغروزني شمس اشرقت ليلا

غروزني، 24 ذو القعدة 1437هـ،27 أغسطس 2016 مكان وزمان رائعان كشفا اللثام عن الملثمين ولنا وقفة مع هذا المؤتمر حتى نقراه قراءة صحيحة، ومن الطبيعي هنالك من ايد وهنالك من رفض ومن المؤكد ان اللذين لم يشاركا فيه هما الوهابية والشيعة، وخيبة الامل بالنسبة لرافضي المؤتمر هي مشاركة الازهر .

ونبدا من ختام المؤتمر فقد القى البيان الختامي للمؤتمر شيخ الازهر وباللغة العربية وبعض فقراته تؤكد على هوية اهل السنة والجماعة فكان توصيفهم وتشخيصهم بالاتي " أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية “ومنهم أهل الحديث المفوضة” في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً على مسلك الإمام الجنيد وأمثاله من أئمة الهدى"، البيان واضح لم يذكر الوهابية اسما ضمن او خارج اهل السنة والجماعة ومعهم الشيعة.

سؤالنا المهم لماذا ثارت الوهابية ورحبت الشيعة؟ الا يدل هذا دلالة قاطعة على ان الذي يعرف ان افكاره غير اسلامية ولا تمثل الاسلام لهذا اعتبر هذا المؤتمر ضربة في صميم مؤامراته وتخطيطه لاغتيال الشيشان، ولو عرضنا تاريخ الاحداث في الشيشان سيتضح لنا الدور الارهابي الذي لعبته الوهابية في تدمير هذا البلد .

بينما الشيعة ليقينهم وثقتهم بمبادئهم فانهم لم ولن ينفعلوا او يردوا على المؤتمر بل ان من صميم تفكير الشيعة ومبادئها ان الحق للجميع في اتخاذ اي مذهب طالما انه لا يكفر ويفجر الاخرين، ولو اراد نقاشنا فيما اختلفنا معهم فنحن نرحب شرط ان تكون بين العلماء وفي غرفة مغلقة حتى لا يطلع عليها اعداء الاسلام فيستغلونها استغلالا بشعا طائفيا لتشتيت المسلمين.

افتراض لو ان  هذا المؤتمر وجه الدعوة لعالم شيعي واحد فماذا سيكون رد الوهابية على المؤتمر؟ وفي نفس الوقت ارى العجب العجاب ان الوهابية لم تتهم ايران بانها هي السبب في انعقاد المؤتمر وابعادها، ولكنها وجدت ضالتها فبدات تتهجم على الشيوعي بوتين قاتل اطفال سوريا كما يحلو لاعلام السعودية ادعاء ذلك كما جاء في مقالة تحت عنوان "مؤتمر غروزني هذا ما جناه ابي علي" نشرتها جريدة الرياض بقلم عبد الله الناصر والذي من عنوان المقال كانه يعاتب مشايخ الوهابية باهدار اموالهم في هذه الدولة، ولكنه لا يستطيع ان يختم مقاله من غير شتم الشيعة فانه ندد بالمؤتمر لانه لم يذكر الشيعة بسوء وكانه يؤكد في مقاله الى اي مدى استغفاله وجهالته بما يفعل مشايخ الوهابية وال سعود بالعالم من اجرام وارهاب.

ومن المؤكد بوق جريدة الشرق الاوسط يكون لها صوتها في استنكار المؤتمر وهذا ليؤكد انهم هم خوارج الاسلام وليس الشيعة كما كانوا ينادون بذلك حتى بحت اصواتهم وجفت احبارهم.

المؤتمر جاء تخليدا لرئيسهم الراحل أحمد حاج قديروف، وكان أحد أبرز علماء السُّنة الأشاعرة في العالم الاسلامي، وقد تعرض للتكفير والتصفية الجسدية، أثناء سيطرة وانتشار نفوذ الجماعات الارهابية التي موّلتها وأرسلتها المخابرات السعودية والأميركية الى روسيا الاتحادية، بزعامة الإرهابي السعودي المعروف الأمير (خطّاب) الذي لقي مصرعه في عملية استخبارية نوعية نفذّتها المخابرات الروسية بعد وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الى السلطة في الكريملين .

بقي ان تعلموا بأن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، ولأن هيئة كبار العلماء في مملكة آل سعود تعتبر الأشاعرة والماتريدية كفارا مرتدين عن الاسلام يجب إستتابتهم أو قتلهم، فهذا يعني ان بيان المؤتمر يقول العكس .

 

في المثقف اليوم