أقلام حرة

سامي جواد كاظم: بين الفلوجة وحلب

نسخة طبق الاصل سيناريو الفلوجة وحلب الى حد ساعة كتابة هذا المقال فكل التصريحات والمشاورات هي عينها تلك التي سبقت معارك الفلوجة فكل الادوات هي بعينها وكل الدول التي تدخلت بالشان العراقي وتفاوضت على عملية تحرير الفلوجة هي بعينها في حلب ، وكل ما يوجد في الفلوجة موجود في حلب، وعملية محاصرتها اي حلب وضربها هو نفس السيناريو الذي مر بها الفلوجة قبل تحريرها ، والاهم في الشبه بينهما هو وجود قيادات من مختلف الجنسيات لزعامات الارهاب في حلب على غرار ما موجود في الفلوجة ، الاختلاف الوحيد في الفلوجة حشد شعبي وفي حلب قوات روسية .

كل المفاوضات والازمات والمطالبات الفضفاضة لحقوق الانسان هي غطاء فقط لكيفية احتواء ما يمكن احتوائه من سيناريوهات غير متوقعة كما الذي حدث مع رتل الفلوجة، فالمخاوف الامريكية السعودية هي نفسها في الفلوجة وحلب.

الاختلاف الاخر كان هنالك ملجا للارهابيين الذين اتفقت امريكا والسعودية مع بعض خونة العراق في خروجهم السليم من الفلوجة الى مكان امن في سوريا (الرقة)، في حلب في حال الاتفاق على خروج قيادات داعش وهذا ما تفاوض عليه امريكا فاين المكان الامن لهم؟ ما عادت الرقة مكان امن، لان سوريا عازمة على تحرير كل اراضيها ، وفي الجهة المقابلة في ما يخص الموصل فان اللمسات الاخيرة في حال اتمامها لتحرير الموصل يكون وضع داعش في مازق وهذا لا يروق لاردوغان، واما مسالة حشر انفه في الشان الموصلي هو لاشغال الراي العام التركي في بلده بهذه المعارك بعدما قصم ظهر جيشه بانقلاب مدبر، وفي نفس الوقت استخدام المعارك لتصفية من يراه معارض لسياسته العوجاء والعرجاء.

الوقت يمر بالنسبة لاوباما لانه ملزم بتصفية ازماته قبل رحيله من البيت الابيض وهذا يبدو عسير لمن يتابع مجريات الامور بينما هي يسيرة جدا فالازمات حلها سياسي بادوات اختلقتها الصهيوامريكية وتستطيع ان تلغيها ، وما قرار جاستا الا هو اداة من ادوات امريكا للضغط على الدولة الوهابية للتنازل عن ما تريد ان تحققه في سوريا الا وهو سقوط الاسد الداعم العربي القوي لحزب الله ، واما تفعيل هذا القرار فانه ليس بقريب الاجل او حتى محال.

لو وافقت سوريا على خروج امن لقيادات النصرة فهذا يعني انها اتخذت التدابير لما بعد خروجهم وهذه التدابير تقلق امريكا لهذا فانها تسعى للحصول على ضمانات من روسيا بهذا الخصوص والتي لمحت هي الاخرى بامكانية ضمان تنفيذ الاسد لعهوده بخصوص قيادات النصرة ، بالنسبة لايران وحزب الله فان امريكا مطمئنة من جانبهما لانهما يلتزمان بما يتخذ بشار الاسد من قرار بخصوص بلده ويكون دورهما المؤثر على القرار السوري اذا ما تداول معهما الاسد قبل اتخاذه.

لان المعادلة السورية بدات تميل نحو كفة الاسد بعد التدخل المباشر لروسيا وفشل السياسة الامريكية والارهابية للسعودية اصبحت الاوراق معقدة بالنسبة لهم وبدات مناقشاتهم مع الجانب الروسي تاخذ منحى الحفاظ على داعش بدلا من سقوط الاسد والحكومة الانتقالية وتقسيم سوريا فان كل هذه الاوراق احترقت مع الانتصارات السورية في جبهات القتال.

 

في المثقف اليوم