أقلام حرة

ياسين الرزوق: صنم المصاحف

yasin alrazuk- ساعة الرمل الأولى اخترعها عربيٌّ أو ربما لاتينيّ لم يدرك أن ممالك الرمال تقتل الوقت وتجتث من يقطعه وتريده واقفاً عند حدود سطوتها وهي ترمي السيوف في براميل برنت التي لم تعد همَّ الصخرة الأميركية التي تستخرج نفطها خفيفاً لا شوائب فيه .

- لم تخرج تلك القبعات البيضاء أو قبعات الإخفاء إلا من بين اللحى المدنَّسة والأنياب التي استساغت لحم المدن الأبيض فبدأت تنهش بياضه كي تجعله أسوداً في بورصات برج التجارة العالميِّ الذي سقط في عام 2001 لينذر ببداية الزحف الجهاديِّ إلى ممالك آرام وسواحل فينيق وحدائق بابل وموانئ كنعان التي لم تتكدَّس في سفنها إلا عندما تكسَّرت مجاديف الهجرة داخل وطن ٍ يعيد خارطة هجرته إلى حيث لا يضربه المتنبِّئون فيخرقونه بمن لن نستطيع معهم بقاءً بعد أنْ مزَّقوا كلَّ أوراق الصبر

- خرجت تلك القُبَّعات من مراقد الكهف لتقول لدولة القرن الحادي والعشرين وهي شعثاء غبراء أنَّ أظافرها ما هي إلا مخالب الموت التي ستُغْرسُ في قلب الحداثة كي يجف دمها فتتوقَّف المدن عن الدوران

- أَوًلًيْسوا هم من قالوا أنَّ الإسلام صالحٌ لكلِّ زمان ٍ ومكان فكيف يقلبون الإسلام رأساً في التراب على عَقِبٍ يلدغ من كلِّ وكر ٍ سمَّوه غاراً سار بنا من مخاض الحداثة إلى البحث عن نطفتها الضائعة ما بين قُمٍّ وكربلاء ومكَّةَ وشعابها وهي تجري في رحم دمشق ولم تجرؤ حتى الآن على قنص بويضتها العشتارية كي لا تُوْأَدَ في نخاسة آل سعود لتجد قبرها في رواندا وبريشتينا وكييف وتبليسي   تراوح في مدفن الأقطاب ما بين كوسوفو والقرم ما بين أبرار الموت وبحار صناعته

- في غروزني ينادي "رمضان قديروف "  ذاتَ صيام ٍ عن الموت أعداءه بالسلام بعد أن فهم القيصر فلادي مير بوتين فأسدل على وجه واشنطن لون السوفييت الذين لم ينسوا وارسو وهم يؤسسون لطريقه من بوابة الشرق الأوسط الذي حيَّر القاصي وخلَّى الداني على أعتاب تركه لقمة ً سائغة ً لمن سرقوا أورشليم وهم يسبحون من الفرات إلى النيل ليدخلوا موسوعة غينيس السياسية وهم يكتبون أنَّ عرباً فلقوا قلبهم بيد جبريل كي يتوقف زمن الفظائع والشرور ويقصر كلُّ زمنٍ يسعى إليها فما كان منهم إلا أن ابتعثوا الشفاعة كي يدنِّسوا الذنب بأكاذيب التوبة وهم يناجون قبراً لا يملك زمام من داخله إلا على سيناريوهات الغرق فالغريق المسلم يتعلق بقشَّة محمدٍ "صلى الله عليه وسلم " !! كي يبرأ من سبايا نفسه وروحه وكلِّه وبقية الغرقى الذين يحاولون النجاة  يمزقون ثيابهم ويشرعون عوراتهم كي ينجوا من علَّة المفاهيم المتجذِّرة في كلِّ دين وفجأةً يظهر متدينٌ يخلع قبَّعة أديسون ويضرم العتمة بالكَفَرَة متذرِّعاً أنَّ من يبتغي غير الإسلام ديناً فَلَنْ يقبل منه ومتناسياً أنَّ من درَّبَ محمَّداً على سياسة الحياة علَّمه فنَّ التأويل حينما قال " ولو شاء ربُّك لآمنَ من في الأرض كلُّهم جميعا " حتّى حلَّق العالم بقمم قاسيون كي يدرِّب أجنحته على المسافات البعيدة والمنالات الثمينة والمآلات العظيمة  !!.....

- أَوَلَيْسَ أصدق قولٍ هو الشعر على الرغم من كلِّ مبالغاته فهو يحسن الاستشراف والتنبؤ وها قد قالها الشاعر (ياسين الرزوق - زيوس ) :

-  (من يُعادي بالدِّيــــــــانات الوطنْ ... مات في الأديـــان ينعاه الرَّسنْ)

(أنا صَنَمٌ وأديان الورى جرحي ....  فَلَا تَدَعُوا الديــــانة حيَّةً تُوْحي)

 

بقلم الشاعر المهندس ياسين الرزوق - سوريا

 

في المثقف اليوم