أقلام حرة

سامي جواد كاظم: الجزيرة نجحت باستغفال المشاهدين

من حق فضائية الجزيرة ان تحتفل بالذكرى العشرين لانطلاقها لما احدثته من انعطافة خطيرة في مسار الاعلام الصادق والموجه، لقد نجحت في وضع خطواتها الاساسية بنجاح، واستغلت فرصة انطلاقها وانفرادها بهذا المجال استغلالا سليما، حيث اعتمدت على ان تكون برامجها من صميم الواقع العربي وفي نفس الوقت تسليط الضوء على ما يشغل الشارع العربي والعالمي ظاهرا بحيادية لهذا نجحت حتى في تغطية الاعمال الصهيونية واجراء لقاءات مع قيادات القاعدة، ومثل هكذا لقاءات ولقطات حية من صميم الحدث جعل المشاهد يتابع هذه القناة حتى بعدما انطلقت عدة فضائيات من بعدها .

استثمرت قناة الجزيرة الخبرات الاعلامية من غير النظر الى جنسياتهم او تبعياتهم الثقافية مع اضمار ما ترنو اليه من اعلاميين يحملون نفس توجهاتها على ان يكونوا ضمن طاقم العمل، ولان كادرها خليط من عدة اتجاهات فانها استقطبت المشاهدين بمختلف الاتجاهات، وفي نفس الوقت انفردت بان تكون جريئة في ذكر بعض صفات حكام العرب ولكن وفق منهجية لا تؤثر اصلا على شخصية الطغاة.

اهم ما اجادت به الجزيرة في اللعب على الحبلين حبل الديانة وحبل القومية، وهاتين الفكرتين هما الشغل الشاغل للمواطن العربي، استطاعت من ان تبني جسور التواصل مع جميع الاتجاهات من خلال اعطاء حصة اعلامية خبرية للكل ولكنها تلاعبت في ترتيب هذه الاخبار وفي توقيتها حسب ما تراه الاهم والمهم.

اتجهت القناة الى تاسيس قنوات اخرى لثقافات اخرى ولمختلف الاعمار فاطلقت قناة للاطفال وقناة باللغة الانكليزية واكثر من عشر قنوات رياضية مع الحصول على حق البث لاهم بطولات العالم الكروية، ومن هذه الاموال قامت بتسديد اجور برامجها السياسية الموجهة، واصبحت لها خبرة في اتقان الكذبة صورة وصوت.

بعد ان اخذت صداها لاسيما قبل سقوط طاغية العراق بدات تكشر عن انيابها وتظهر حقيقة اتجاهها وهذا مهد الطريق للفضائيات التي تخالفها في بث برامج تقيض ما تبثه الجزيرة، ولانها افرطت في التهجم على من لا يتفق والسياسة القطرية فالكثير من الذين يريدون الخبر الصادق يتابعون اخبار الجزيرة لانهم لو عرفوا الاخبار الكاذبة علموا ان نقيضها من الاخبار هي الصادقة.

هنالك اعلاميين يحملون مبادئهم التي هي بخلاف ما تريده الجزيرة القطرية عملوا في قناة الجزيرة بادئ الامر وبعد ما استغفلتهم واستغلتهم في اكتساب خبراتهم في الاعلام، جعلتهم يستقيلون من القناة بارادتهم والبعض منهم افتتح قناة خاصة به مثل قناة الميادين.

تستخدم ادارة الجزيرة نظرية الحقنة تحت الجلد الاعلامية، وهي انها تقوم بتخدير المشاهد من خلال بث مايرغب له من برامج ومن ثم تقوم بضخ ما تريده من معلومات تعبث وتشوش فكر المشاهد ونجحت هذه النظرية في العقد الاول من عمر القناة.

برنامج الاتجاه المعاكس هو تمثيلية اصح مما يقال عنه برنامج فالكل يؤدي دوره بامتياز مع اعداد النص سلفا وتقسيم الادوار قبل العرض المباشر للمشاهدين، الا ان هذا البرنامج اخذ صداها وبسببه اصبح معده ومقدمه مشهور الا انه في الوقت ذاته اصبح الان محل سخرية لدى الكثيرين من المشاهدين بحيث انهم يتابعونه ليستانسوا بدوره التمثيلي لا ليتاثروا بما يطرح من افكار.

يقولون ان للجزيرة دور في سقوط حسني مبارك لربما قالوها في بداية تنحي مبارك ولكن بعد ما آلت اليه الامور بعد اكثر من ثلاث سنوات بداوا يشككون في دورها وانها جزء من تمثيلية الربيع العربي وفي نفس الوقت ظهرت على حقيقتها الجزيرة عندما تجنبت بقية الثورات العربية ولم تسلط الضوء عليها كما فعلت مع مصر، ولهذا فان مستواها الان هو ادنى مما كانت عليه في العقد الاول من عمرها.

وحق لهم ان يفخروا بها  ليس لذكراها العشرين بل لانجازها المهام الموكلة اليها.   

 

في المثقف اليوم