أقلام حرة

سامي جواد كاظم: هكذا تضحك امريكا على الناخب

وسائل الاعلام العالمية مشغولة جدا بالتجاذبات الانتخابية بين ترامب وكلينتون وهذا يسقّط ذاك وذاك يفضح هذا، وبينهما تلعب شركات ومنظمات بشعبيتهما من خلال بث اخبار بين الكاذبة والمهولة.

يوم الانتخابات في امريكا الكل مشدود سمعا وبصرا وعقلا نحو اللوائح الالكترونية والفضائيات لتعلن الفائز بالانتخابات ، فهل تعتقدون ان من يصوت عليه الشعب بالاكثرية سيفوز؟ كلا لا يفوز لو فاز بالاغلبية المطلقة، ولكن كيف يتم الفوز؟ ـ مداخلة العاصمة الامريكية غير مشمولة بالانتخابات اي لا يحق لسكان العاصمة المشاركة بالانتخابات، ولكن لها حصة في المجمع الانتخابي (وهو الكونغرس الامريكي).

نظام الانتخابات في امريكا يتحكم به نظام الانتخابات في الولايات الامريكية اي الفائز في اي ولاية يمنح اصوات الخاسر له حسب ما خصص له من مقاعد ، مثلا (29) مقعدا لفلوريدا فلو فاز ترامب بـ (15) مقعدا وكلنتون (14) مقعدا تعتبر (29) مقعدا لترامب.

ولكن الاضحوكة الانتخابية الديمقراطية ليست هنا بل في التصويت الثاني للمجمع الانتخابي فهو من يقررالفائز بالانتخابات ، فلو فاز ترامب باغلبية مطلقة وفوزا كاسحا بحيث ان 80% من الشعب الامريكي رشحه للفوز ، وعند التصويت عليهما في المجمع الانتخابي وفازت كلينتون بـ (270) من اصل (537) تعتبر هي الفائزة بمنصب الرئاسة.

السؤال هنا ما فائدة انتخاب الشعب عبر الولايات للمرشحين؟ لا فائدة منهما، في عام 2000، فاز آل غور في الأصوات الشعبية بــ 50.999.897 صوتاً، فيما فاز جورج بوش الإبن بـ 50.465.062 صوتاً. أما في نتائج تصويت المجمع الانتخابي، فقد حصد بوش 271 صوتاً فيما حصل آل غور على 266 صوتاً، وترك أحد المندوبين من مقاطعة كولومبيا ورقته بيضاء، وهكذا أُعلن جورج بوش رئيساً رغم عدم حصوله على أغلبية الأصوات في التصويت الشعبي، اي ان التصويت الشعبي مهزلة الغاية منها الضحك على الذقون، ولكن لو كان هنالك اكثر من مرشحين اثنين مثلا خمسة او ستة ويصوت المجمع الانتخابي على اول اثنين هنا يمكن ان يكون لصوت المواطن الامريكي قيمته، ولكن في احدى الانتخابات ترشح ثالث للانتخابات ولانه علم بخسارته فقد منح اصواته لاحد الاثنين، وهنا السؤال، منحها حسب قناعته ام حسب قناعة غيره؟

ومن يضمن من ان المجمع الانتخابي قد حسم الامر بالنسبة الى كلنتون وترامب قبل الانتخابات؟ فان وجد ضامن فماهو الدليل؟ وان طلب منا دليل نقول ان الانتخابات لا قيمة لها فالتوقيت على انتخاب الرئيس من المجمع الانتخابي لا وقت محدد له ولكن النتيجة يجب ان تعلن بعد مهزلة انتخابات الشعب الامريكي للرئيس.

اتذكر في مقال قديم لي قبل اربع سنوات ذكرت ان امريكا تنتقد ايران لان ولي الفقيه هو من يصادق على فوز المرشح للرئاسة وقلت ان امريكا لها كواليس خلف الكونغرس وهي من تسمح او لا تسمح لمن يفوز بالانتخابات الامريكية ان يكون رئيسا لامريكا، وقد رد علينا فريق التواصل الامريكي للخارجية الامريكية ردا هزيلا ليطعن في راينا وارسل لنا نسخة من الدستور الامريكي باللغة العربية فاطلعت على بعض ثغراته ورد علينا بكلمات غير لائقة ودائما الكلمات غير اللائقة دليل الفراغ الثقافي والفكري وانعدام الحجة.

 

في المثقف اليوم